الشريعة والحياة

شروط التوبة

التوبة وشروطها، دلائل رحمة الله بالعباد في قبول التوبة، شروط دخول غير المسلم في الإسلام، حكم زواج المتعة.

مقدم الحلقة:

أحمد الشيخ

ضيف الحلقة:

الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: مفكر وداعية إسلامي

تاريخ الحلقة:

25/05/1997

– التوبة وشروطها
– دلائل رحمة الله بالعباد في قبول التوبة

– شروط دخول غير المسلم في الإسلام

– حكم زواج المتعة

undefined
undefined

أحمد الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، مشاهدينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في هذا اللقاء المتجدد من (برنامج الشريعة والحياة)، لقد قال الله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) هذه الآية الكريمة من كتاب الله وغيرها من الآيات تفتح باب التوبة أمام كل مذنب ومخطيء من بني البشر ليتوبوا إلى الخالق عز وجل، فهو رحيم بعباده، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، كما ورد في الأثر، لكن للتوبة شروطاً وأركاناً تجعلها توبة نصوحاً خالصة يقبلها التواب الرحيم، الذي قال في محكم التنزيل (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً) فما معنى العمل الصالح والهداية هنا؟ وما هي أركان وشروط التوبة لتكون توبة نصوحاً؟ وما هي علاقة التوبة بالاستغفار والندم ومحاسبة النفس؟ وما هي الأحكام التي يتضمنها قوله –عز وجل- عن نفسه (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ)؟

مشاهدينا الكرام، اسمحوا لي أن أرحب بفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ليتفضل مشكوراً بالإجابة عن كل تلك الأسئلة التي طرحناها حول موضوع التوبة، أهلاً وسهلاً بك يا فضيلة الشيخ في هذا اللقاء.

د. يوسف القرضاوي: أهلاً بك يا أخ أحمد، بارك الله فيك.

أحمد الشيخ: كما ذكرنا -في المقدمة- الآية الكريمة التي تتحدث عن (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) هذه تفتح باب التوبة، هل لو تفضلت يا سيدي بأن استعرضت لنا التوبة وشروطها وأركانها في هذا.

التوبة وشروطها

د. يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداًً) (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ) وبعد،

فقد كنا تحدثنا في بداية هذا العام الهجري الجديد عن وقفة المسلم في بداية كل عام وفي ختام كل عام، وقفة للاعتبار بحدث الهجرة العظيم ووقفة لاعتبار بمرور عام وبداية عام، وهذه الوقفة تقتضي من المسلم أن يتوب إلى ربه مما فرط فيه من حقوق الله أو حقوق العباد، ولا يمكن لإنسان أن يخلو من هذا التفريط، ولو زعم إنسان أنه أدى حق الله كاملاً ووفَّى حقوق العباد كاملة لكان هذا هو الغرور بعينه، فقد جاء في الحديث "كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائيين التوابون" المستغفرون، كل بن آدم خطاء، كل واحد يخطيء، ولذلك أبو البشر آدم نفسه أخطأ وأكل من الشجرة التي نُهي عنها، فلا غرو أن يخطيء أبناؤه، ولكن آدم غسل ذنبه بالتوبة، (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) قالا.. آدم وزوجه (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) فهذه التوبة (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) وهذا فرق ما بيننا وبين المسيحية أنهم يقولون: إن خطيئة آدم ظلت معلقة في رقاب بنيه إلى يوم القيامة، واحتاجوا إلى مخلص يخلصهم، ونحن قلنا خطيئة آدم ليست بهذه الضخامة، هي خطيئة سهلة بسيطة نُهي عن أكل (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ثم انتهت بالتوبة تماماً، وحتى لو لم تنتهِ بالتوبة ما ذنب بني آدم حتى يحملوا وزر أبيهم؟(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) المهم أن الله يعني أعطى الإنسان هذه المحاية، التوبة لتغسل الإنسان من أدران خطاياه، هناك ذنوب صغيرة ممكن تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، وهناك ذنوب كبيرة لا يمكن أن يمحوها إلا التوبة والتوبة النصوح التي أمر الله –تعالى- بها في كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً) والتوبة النصوح هي التوبة الخالصة، ولذلك يقول نصح العسل يعني خلصته من أي شيء بأي شائبة، فالشيء الناصح هو الخالص من الشوائب، والنصوح مبالغة في النصح، فالتوبة النصوح التوبة الخالصة الصادقة، والتوبة الخالصة الصادقة لا تكون كذلك إلا إذا كان فيها أركان ثلاثة، فوقك أركاناً ثلاثة، الركن الأول: هو الندم، والندم يعني الحسرة والحزن على ما فات وما مضى من الذنوب والتفريط والتقصير، الإنسان نوع من الاحتراق الداخلي، يحترق داخل.. نار تأكل قلبه، هذه الحسرة، وهذه الندامة هي الركن الاساسي ودا بيكون نتيجة نوع من المعرفة، ثمرة المعرفة والإدراك والتذكر، كما قال الله تعالى (الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) فذكر الله وذكر المعاصي وآثار المعاصي، وذكر العقوبة على المعاصي وذكر ضعف الإنسان عن احتمال عقوبة الله، دي كلها تثمر هذه الحالة الوجدانية، الإمام الغزالي بيقول: التوبة علم وحال وعمل، العلم الجانب المعرفي، وبعدين يؤدي إلى جانب وجداني انفعالي شعوري، وهو الندم والحسرة على ما فرط منه، هذا شيء أساسية أن يندم، حتى جاء في الحديث "الندم توبة"، قال الإمام الغزالي يعني الركن الأعظم في .. في التوبة هو الندم، كما قال "الحج عرفة" أي الركن الأعظم في الحج هو عرفه، الوقوف بأيه.. بعرفه فلابد من الندم، هذا الندم يدفع إلى ترك المعصية والذنب في الحال، إنه يتركه خلاص يُقلع عنه، ثم لا يكتفي بهذا الإقلاع في الحال، ولكن العزم على عدم الرجوع إليه في الاستقبال، يعزم ألا يعود إلى الذنب كما لا يعود اللبن إلى الضرع إذا خرج منه، يعني يكون عزمه عند ساعة التوبة هذا العزم الموثق المؤكَّد، لا عودة إلى المعصية، حتى لو ضعف فيما بعد وزلَّت قدمه، إنما إذا كان ساعة التوبة صادقاً في عزمه يقبل الله منه، إنما حتى لو يعني عثر بعد ذلك وضعُفت عزيمته أمام إغراء النفس الأمارة بالسوء أو أمام.. فالله –سبحانه وتعالى- كما قال (فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراًً) الأوَّاب كثير الأوبة إلى الله كلما عاد ارتكب ذنباً عاد إلى بابه وآب إلى ربه، ووقف على هذا الباب يسأله الرحمة والمغفرة، فهناك هذه الشروط الثلاثة: الندم على ما مضى، والترك في الحال، والعزم على عدم الرجوع في الاستقبال، هذه هي أركان التوبة الثلاثة، هناك أحياناً قد يكون هناك حقوق لله أو حقوق للعباد فينبغي أن يرد هذه الحقوق إن استطاع، و.. فإذا كان عليه صيام مثلاً أو عليه زكاة فصار له عدة سنيين وهو غني وموسر وعنده النصاب ولم يدفع زكاة خلال هذه الأعوام نقول له عليه "دَين الله أحق أن يقضى"اخرج هذه الزكاة من مالك، لا يتطهر مالك إلا بإخراج هذه الزكاة، لأنه حق الله وحق العباد، وفيه حقوق العباد وخصوصاً الحقوق المالية، الحقوق المالية يجب على الإنسان أن يردها إلى أصحابها، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) إذا كان خد من فلان ألف ريال يرجع له الألف ريال، 10 آلاف يرجع له 10 آلاف، مليون رجع له المليون، طب أحياناً هذا الشخص يكون قد مات يرجَّع إلى ورثته يعني أولاده، أحفاده قد.. أحياناً لا يعرف من ظلمهم، واحد تاجر ظل يظلم الناس، يغشهم، يعمل كذا وكوَّن ثروة هائلة معظمها من الحرام، يجب يتخلص من الحرام هذا، حتى ولو لم يعرف أصحابه يخرج هذا المال عن ذمته يتصدق عنهم، يتصدق عن أصحاب هذا المال الحقيقيين، لأنه الحقوق لا تسقط بالتقادم، يعني فيه في القانون يقول لك بعد مثلاً 30 مثلاً سنة يسقط الحق، لأ، الإسلام حتى لو إن شاء الله 100 سنة ما.. لا.. الحقوق لا تسقط فيظل في رقبته لابد أن يتطهر من هذا الأمر، الناس جميعاً مطالبون بالتوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني الذين آمنوا، كل الذين آمنوا مطالبون بالتوبة، والآية الأخرى تقول (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) جميعاً، فيه واحد يعني يريد أن يتوب من الكبائر، ارتكب كبائر: الزنا، شرب الخمر، القتل، يعني

أحمد الشيخ: إلى آخره.

يوسف القرضاوي: يعني يتوب من هذه الكبائر، وفيه واحد ارتكب الصغائر يعني لم يصل إلى درجة الكبيرة إنما يتوب، وهناك من يتوب من الشبهات، يعني الأشياء اللي مختلف فيها هي حلال أم حرام، يتوب أيضاً منها، وهناك من يتوب من النفاق كما قال الله تعالى إلا الذين (إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ) المنافق مطلوب منه أن يتوب، المشرك مطلوب منه أن يتوب (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا) (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) (فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) فكل الناس مطالبون بالتوبة، هناك توبة من الذنوب، وهناك توبة من الغفلة، يعني يقول لك توبة .. توبة العوام من المعاصي، وتوبة الخواص من الغفلات، يعني بحيث إنه غفل عن ربه يقول لك: الله! ليه أنا ضيعت الوقت ده؟ زي ما أنا قضيته في اللهو ما كنت أقضيه في التسبيح، في .. في الذكر، في تلاوة القرآن، في حضور درس علم، في زيارة قريب، في وصل رحم، في فعل خير، في المشاركة في بر، فيعتبر نفسه إنه.. يعني يستحق التوبة، فحسنات الأبرار سيئات المقربين، الشيء اللي بيعتبر عند الأبرار حسنات بيعتبر عند المقربيين سيئات، فهم يتوبون منه، وهذا سر قوله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة" ممَ يتوب عليه الصلاة والسلام؟ وهو المعصوم من .. من الذنوب وهو الذي لا يغفل عن ربه طرفة عين، وكانت تنام عيناه وقلبه لا ينام، كان يرقب ربه في حركاته وسكناته وغداوته وروحاته، ومع هذا يقول "توبوا إلى الله فإني أتوب إليه.." هو لأنه دائم الترقي، في اللحظة اللي.. القادمة رأى أرقى من اللحظة اللي فاتت، فكأن اللحظة اللي فاتت بالنسبة لهذه اللحظة تعتبر شيئاً يستحق أن يتوب منه، وإلا فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكل المؤمنيين مطالبون بالتوبة (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولا يجوز للإنسان أن يتأخر عن التوبة لعظم الذنب، إن يقول يا عم على جهنم.. على جهنم ما فيش فايدة، هي إحنا رايحين جهنم ليه يا سيدي؟ يقول لك: يقولك طول حياتي عايش في الحرام، حتى لا يمكن أن يغلق الله باب التوبة في وجه أحد، الآية التي ذكرتها في المقدمة هي قول الله تعالى في وصف عباد الرحمن (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) وفي الآية الأخرى يقول الله تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ ..) وكأنه الذنوب تخدش الإيمان، فالإنسان بعد التوبة في حاجة إلى أن يجدد الإيمان ولذلك (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ)، إن كما جاء في الحديث الصحيح "لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن"هذه الأشياء تجرح الإيمان تنال من الإيمان، فهو بعد التوبة يجدد إيمانه ويصلح يعمل عمل صالح مقابل الأعمال السيئة التي عملها قبل التوبة، فباب التوبة مفتوح مهما كان ذنب الإنسان عظيماً فإن عفو الله أعظم، ومغفرة الله أكبر، ورحمة الله أوسع، والآية الكريمة (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) (لاَ تَقْنَطُوا) لا تيأسوا من رحمة الله مهما تكن ذنوبكم وخطاياكم، لا.. لأن من ضمن موانع التوبة أحياناً.

دلائل رحمة الله بالعباد في قبول التوبة

أحمد الشيخ: الذنوب.

يوسف القرضاوي: يعني أحياناً الإنسان من ضمن الموانع الاستهانة بالذنب، يعني بسيطة، يعني يستحقر ذنبه هذا أيضاً لا .. لا ينبغي،"فالمؤمن يرى ذنبه كالجبل يخاف أن يقع عليه" كما قال سيدنا عبد الله بن مسعود، والمنافق يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا وهكذا، ذبابة طيرها وانتهى، إنما المؤمن يرى ذنبه كالجبل يخاف أن ينقض ويقع على أم رأسه، فلا يجوز الإنسان أن يحتقر ذنوبه ولا ينبغي أيضاً أن يستعظم ذنوبه بحيث يستكثر على رحمة الله أن تسعه، لأ، رحمة الله تسع جميع المذنبين، كل المذنبين، المشرك يتوب فيتوب الله عليه، الكافر (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ) ما .. لا الإسلام يجُبُّ ما قبله والتوبة تجبُّ ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ) فالآية تفتح باب الرجاء وباب الأمل أمام كل عاصٍ وكل مذنب، لا .. وانظر إلى .. إلى هذا الإيناس الرقيق الندي(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ..) (يَا عِبَادِيَ) ربنا –سبحانه وتعالى- رغم إسرافهم على أنفسهم بالمعصية لم يحرمهم من شرف الانتساب إلى عبوديته، اعتبرهم عباده، لا.. لأنه هيروح فين الإنسان من عبودية الله؟ (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) كل الذنوب قابلة للمغفرة بالتوبة، من غير التوبة يقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) دي من غير التوبة، كل الذنوب من غير التوبة قابلة للمغفرة إلا .. إلا الشرك، إنما بالتوبة كل الذنوب قابلة للمغفرة، (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) أي بالتوبة، حتى الشرك والكفر، إذا تاب الإنسان تاب الله –تعالى- عليه. (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ) (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) قال (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)، خص في .. في العذاب وعمم في الرحمة ربنا –كما قال الملائكة – (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ) يعني انظر الملائكة مشغولة بالدعاء للتائبين (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ)، وهذا كله يدلنا على فضل التوبة وأهميتها وضروريتها لكل إنسان أن يكون دائماً يقظاً، يقظ الضمير إذا زلت قدمه سرعان ما يقف على باب الله ويقول يا رب ظلمت نفسي فاغفر لي كما قال سيدنا موسى، عندما وكز الرجل فقضى عليه (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فالاعتراف يهدم الاقتراف، سيدنا يونس لما التقمه الحوت وهو مليم حينما غاضب قومه وحصل ما حصل التقمه الحوت فماذا قال وهو في بطن الحوت؟(فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) هذه.. في الظلمات ظلمات الليل، وظلمات البحر، وظلمات بطن الحوت، ظلمات بعضها فوق بعض نادى في الظلمات (لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ) (لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ) توحيد (سُبْحَانَكَ) تنزيه (إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) إقرار واعتراف على النفس (إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) وهكذا ينبغي أن يعترف الإنسان على نفسه ويقف على عتبة الله متضرعاً خاشعاً ولن يرده الله –عز وجل- مهما كانت خطاياه.

أحمد الشيخ: جزاك الله خير فضيلة الشيخ حين قال ربنا –عز وجل- في الأية (وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) ما معنى الهداية هنا يعني هل هو التمكين أم استمرار في..؟

يوسف القرضاوي: هو الآية .. الآية يعني رتبت المغفرة على هذه الأمور الأربعة، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ) في سورة طه الآية دي (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ) وأنا قلت إن الذنوب يعني تخدش الإيمان وقد تهدمه لو تكاثرت، إحنا بنرمم الإيمان من جديد بعد التوبة، (لِّمَن تَابَ وَآمَنَ) جدد إيمانه (وَعَمِلَ صَالِحاً) لأن الإيمان الحق لا بد الحق لا بد أن يثمر عملاً صالحاً، "ليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل" والقرآن دائماً يقرن الإيمان بعمل الصالحات (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً) فعمل بعد الإيمان.. (ثُمَّ اهْتَدَى) اهتدى إلى الصراط المستقيم، نحن علمنا الله أن ندعو في الصلاة كل يوم 17 مرة على الأقل لو اكتفينا بالفرائض نقول (اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ) الشيء الذي نسأل الله أن يوفقنا له كل يوم هو الهداية، هما يدل على أن أعظم ما يطلبه الإنسان من ربه الهداية(اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) هنا قال (ثُمَّ اهْتَدَى) دليل على إن درجة الاهتداء ديَّة فوق هذا كله، (اهْتَدَى) عرف الغاية وعرف الطريق، عرف السبيل الموصل إلى الله –عز وجل- وإلى مثوبته وإلى جنته،فإذا اهتدى..، ولذلك القرآن يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) نعم.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير فضيلة الشيخ.

[موجز الأخبار]

أحمد الشيخ: كنا نتحدث -سيدي- عن قضية التوبة الحقيقة وهو الآن لدي فاكس في الحقيقة يتصل بهذا الموضوع وهو غير موقع لا أعرف من أين جاء اللي بعثوه، تقول: لقد تعرفت على فتاة وتحابينا واتفقنا على الزواج ووقع بيينا ما وقع قبل كتب الكتاب، وقد تزوجنا والحمد لله ورزقنا بمولود، فما حكم زواجنا وما حكم ابننا الذي جاء بعد الزواج الشرعي؟ وللعلم فإننا نادمان على المعاشرة قبل الزواج وتائبان إلى الله فنرجو أن تريحنا من عذاب الضمير والله يوفقكم.

يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم، هو عذاب الضمير هذا هو الذي عبرنا عنه بالندم، الندم هو عذاب الضمير، وده دليل على إنه الأخ يعني وزوجته أصابتهما اليقظة، يقظة القلب فشعرا بهذا التأنيب وبهذا النزع الوخن الذي يحسه الإنسان إذا أرتكب مخالفة أو ارتكب جُرماً، فالندم هو التوبة، والحمد لله أنهما أصلحا ما أفسداه، وهذا يعني ينبغي أن لا تتاح الفرصة للشباب قبل الزواج بحيث يمكن أن يقع منهما مثل ما وقع، هذا نتيجة التفريط في هذه الأمور، وللأسف إن بعض المسلمين متشددون جداً في هذه القضية بحيث إن الشاب لا يرى مخطوبته، مجرد الرؤية لا يراها، وحتى يمكن أن يعني يكتب كتابه عليها ويعقد العقد أو يملك عليها كما نقول باللغة الخليجية يملك عليها ولا يراها، لا يراها إلا ليلة الزفاف هذا يعني لا يجوز شرعاً، لكنه قال لهذا الأخ أظن الذين يتيحون الفرصة للخاطب مع مخطوبته يتأبط ذراعها ويذهب بها إلى المتنزهات وإلى الخلوات وإلى السينمات فهذا .. هذا خطأ وهذا خطأ، فعلى كل حال إذا.. إذا.. ما دام وقع ما وقع وندما على ذلك وتزوجا زواجاً شرعياً فيعني نسأل الله أن يقبل توبتهما وقد قال الله عز وجل (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً).

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير فضيلة الشيخ، معنا سؤال آخر متصل بالموضع نفسه في الحقيقة وهو من أخ سائل في مدينة (فرانكفورت ) بألمانيا لم يذكر اسمه أيضاً فيقول: ما هي الشروط التي أو الشروط التي تطُلب من مشرك إن .. إذا أراد أن يدخل إلى الإسلام؟

شروط دخول غير المسلم في الإسلام

يوسف القرضاوي: والله لا .. لا .. لا توجد يعني شروط معينة إلا الرغبة وصدق النية في الدخول في هذا الإسلام، هناك طبعاً أشياء يعني بسيطة إنه يغتسل أو أنه يختتن أو شيء من هذا، ولكن دي أمور يعني سهلة ولا ينبغي أن نجعلها أساساً للدخول في الإسلام، يعني أذكر إنه من حوالي 25 سنة أول مرة أزور فيها إندونيسيا فقابلت رئيس حزب نهضة العلماء هناك، وقال إنه كان عندنا قبائل تريد أن تدخل في الإسلام، فجاءوا إلى بعض المشايخ وقالوا لهم نريد أن ندخل في الإسلام فقالوا لهم يعني لا .. لا مانع من ذلك، بشرط أن تختتنوا، فالناس يعني طبعاً هم كبار كده وهيختتنوا مشكلة، فهذا الأمر خلاهم يعني يتركوا الدخول في الإسلام ده، هذا لا.. لا ينبغي، يعني وهذا اللي من عدم الفقه يعني للأسف، نحن نريد واحد يريد يدخل الإسلام نقول له أنت تدخل في الإسلام بـ لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا مفتاح الدخول في الإسلام، بعد ما تقول لا إله إلا الله هناك أشياء أولها الصلاة، وحينما تعرض عليه الصلاة لا تعرض عليه تقول له الصبح 4 ركعات، ركعتين قبل .. قبل الصبح وركعتين فرض، والظهر ركعتين قبل الظهر وأربعة فرض و2 سنة وأحياناً أربعة كما نرى إخواننا الباكستانيين والهنود 4 قبل الظهر ويعني تقول 10 ، تصلي الظهر 10 ، لأ، أنت قول له الفرائض فقط ويسِّر عليه الأمر، أنا يعني قريباً كنت في اليابان وقلت للأخوة هناك يعني اللي ذكروا مثل هذا الناس فبعض الناس مثلاً اليابانيون مغرمون، مولعون بشرب الخمر، فيجي يقول لي أنا نفسي أبطل.. نقول له أول حاجة تترك الخمر، يقول والله أنا ما أقدرش أترك الخمر، فلا يدخل في الإسلام، يا أخي خليه يدخل في الإسلام وبعدين لما يحسن إسلام يترك الأمور، في العرب كانوا مولعين بشرب الخمر، حين بعث النبي –صلى الله عليه وسلم- كان العرب مولعين بشرب الخمر، لهم فيها أشعار في أقداحها، وفي مجالسها وفي ندمائها، وكان لها أكثر من 100 اسم والرجل يقول:

إذا مت فادفني إلى جنب كرمة

تروي عظامي بعد موتي عٌروقها.

يعني لو جاء الإسلام من أول الأمر وقال لهم لا تشربوا الخمر يقول لك والله إحنا لا .. لا ندخل في الإسلام، إنما..

أحمد الشيخ: التحريم جاء متدرجاً.

د. يوسف القرضاوي: جاء متدرجاً، فيعني (قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ) وبعد ذلك ظل بعض الصحابة يشربون يقول لك يعني ده مش قاطع (لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) يقول لك طيب إحنا ممكن نشربها بالليل أو من الصبح إلى الظهر إلى أن جاءت الآية الحاسمة (رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) قالوا قد انتهينا يا رب، فلا بد من أخذ الناس بالتدرج، ولذلك لما بعث النبي –صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن قال له إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم استجابوا لذلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم، يعني خدهم، الأول أعرض عليهم الشهادتين، أجابوا للشهادتين قول لهم والله فيه صلاة الـ 5 صلوات، اللي هي الفرائض فقط، ما أقولوش فيه صلاة ضحى وفيه قيام الليل و .. لأ، يقول لا..لما جاء رجل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: يا رسول الله، يعني الصحابة يقول جاء رجل أعرابي يعني ثائر الرأس شعره هايج يعني يسمع صوته دوي صوته ولا نفقة ما يقول مش عارفين، لحد ما اقترب من النبي –صلى الله عليه وسلم –وقال للرسول أخبرني عن الإسلام، فقال: "الإسلام أن تعبد الله لا تشرك به شيئاً" قال له طيب ثم ماذا؟ قال له: تصلي 5 قال هل عليّ غيرها؟ قال لا إلا أن تتطوع" إلا أن تتطوع، قال ثم ماذا؟ قال له تزكى مالك، يعني تدفع زكاة.. قال هل عليَّ غيرها، قال: "لا، إلا أن تتطوع"، ثم ماذا؟ قال له تصوم رمضان، قال: وهل عليَّ غيره؟ قال: لا إلا أن تتطوع" فالرجل قال له: والله يا رسول الله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، أنا لا بأتطوع ولا .. ولا بأنقص شيء من هذه الأشياء فقال" أفلح إن صدق" وفي رواية"دخل الجنة إن صدق" وفي حديث مماثل "من سَّره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" تخفف عنه، ما..ما عدش يقول.. لا خفف عليه إلا أن تتطوع يعطيه بقى زي فرصة لمن يريد الزيادة في الخير، إنما حينما نريد أن نعلم الإسلام نقلل التكاليف ما استطعنا، فأنا أقول للأخوة يسِّروا على من يريد أن يدخل في الإسلام، ما تكترش عليه التكاليف، ما تبدأش بالمحرمات، الإسلام بيحرم عليك كذا ويحرم عليك كذا ويحرم عليك كذا ويحرم عليك.. لأ أنت قول له الفرائض والقليل من المحرمات، يعني احفظ فرجك من الزنا، إذا كان بيشرب الخمر قول له يعني إن شاء الله تجتهد في أنك تتركها و.. وهكذا، لابد أن نحبب الله إلى عباده ونحيب دين الله إلى خلق الله، فكما علمنا النبي –صلى الله عليه وسلم- قال "يسِّروا ولا تُعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا" هذا مطلوب لكل داعية وخصوصاً في شأن من يريد الدخول في الإسلام.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير فضيلة الشيخ. معنا الأخ حسين الطالبي من السويد.

حسين الطالبي! آلو السلام عليكم.

أحمد الشيخ: عليكم السلام و رحمة الله.

ا. يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.

حسين الطالبي: أول شيء عندي، 3سؤالات إن شاء الله، 2 بقضية التوبة وواحد بره شويه، يا ريت لو سمحت وإلى تقبلهم منا، ممكن؟

أحمد الشيخ: آيوه، تفضل يا أخي تفضل.

حسين الطالبي: هو قصير إن شاء الله قصير.

أحمد الشيخ: اتفضل.

حسين الطالبي: أول شيء الواحد لما يشاق الله سبحانه و تعالي فتبقي قضية الوسوسة.

أحمد الشيخ: الوسوسة.

حسين الطالبي: الله يخليك، اللي يجي يوسوسك وسوسة يعنى الإنسان يبقى يجى له شويه توسوس يعنى

د. يوسف القرضاوي: وسوسة أية؟ وسوسة أية؟

أحمد الشيخ: وسوسة أيه يا أخي؟

حسين الطالبي: الوسوسة هي كان أريد أقول لك يعني ما فيش هو بيصلي وبيعبد ربه وكل إشى، ولكن تيجى قضية أيه؟ يعنى ما فيش إله ـ والعياذ بالله. ما فيش هذا كلام فارغ، بس الواحد بده يتأكد من الأمور هذه، وسؤالي الثاني فيه شاب بده يتوب إلى الله عشان معاه واحدة بدون زواج شرعي، فتاب فسأل زواج المتعة حتى نُشر في كتاب الأخ يوسف القرضاوي ولكن لم يكن عندي فهم جيد فأسأل فأرجو إن شاء الله يفهمني في الموضوع.

أحمد الشيخ: طيب ما هو؟

حسين الطالبي: السؤال الثالث العفو..

أحمد الشيخ: السؤال الثاني هذا الشاب تاب و تسأل عن زواج المتعه فما علاقة ذلك بتوبة الشاب؟

حسين الطالبي: هو لما قال تاب بده يتزوج منها وبده يعمل زواج المتعة معاها وبعدين يشوف يتزوج معاها صح أنا قلت له.. قال لك إن شاء الله والله أعلم.

أحمد الشيخ: نعم، والسؤال الثالث أخي.

حسين الطالبي: والسؤال الثالث لما بنصلي في المسجد ولا في أي مكان شيء يطرق يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نضخه ومسه ولبسه، هل هوفيه بدعة أم لا في هذه الكلمة هذه تبع أعوذ بالله السميع العليم؟ وجزاكم الله خير.

أحمد الشيخ: شكراُ يا أخ حسين.

حسين الطالبي: الله يرحم الوالد.

د. يوسف القرضاوي: أول سؤال.

أحمد الشيخ: اللي هوعن الوسواس في.. في.

د. يوسف: آه، الوسوسة في العقيدة، يعنى هو يقصد هناك وسوسة في العبادة إن واحد يوسوس له الشيطان نقول عليهم موسوسين يمكن يقعد يتوضأ نصف ساعة، نصف ساعة، يعنى وهذا ليس من الدين في الشيء، أو يقعد في.. في النية نويت أصلي، نويت أصلي هذه الوسوسة طبعاً كلها يعنى نوع من الخبل في العقل والنقص في فقه الدين، وهذه مرفوضة يقيناً، وللأسف بعض الناس يعنى ابتُلوا بهذا الأمر، ولا علاج لها إلا الإرادة الحاسمة ودون هذا يظل مريضاً بهذه الوسوسة، أما الوسوسة في العقيدة إن الشيطان يوسوس له يعنى كما جاء في الحديث "يقول الناس هذا الله قد خلق الخلق فمن خلق الله؟!!" يعنى قد يصل إلي هذه الدرجة، فإذا حدث هذا على الإنسان أن يقول آمنت بالله عز وجل، يقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) )النبي -عليه الصلاة والسلام ـ سأله الصحابة عن ذلك،" قالوا: يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما أن نحترق حتى نصير حمماً أهون من أن نتكلم به" فيه أشياء يعنى في أنفسنا لما بنحس بها يعنى نخجل من أن نتكلم.. الواحد يهون عليه أن يحترق ويصبح فحمة ولا يتكلم بهذا الكلام، لأنه شيء يتعلق بالألوهية وبالذات الإلهية فنستحي أن نتكلم بهذا فالنبي -عليه الصلاة والسلام ـ قال: "أو قد وجتموه؟ ذاك طريق الإيمان" هذه الوسوسة دليل على.. لأن الشيطان لا يوسوس للإنسان بمثل هذه الأشياء إلا الشخص اللي يجد إنه تاب و يريد أن يخرجه من التوبة، أو دخل في الإيمان يريد أن يخرجه من.. من الإيمان. وبعدين كونه هو بيسأل عن هذا دليل على إنه في داخله رافض لهذه الوساوس والهواجس، فهو لا.. يقبلها ويطاردها وتحول لا.. يعنى، حتى التعليق إننا نحترق ولا نقول هذا الكلام، فهذا دليل على أن في داخله إيمان يرفض هذه الهراجس ويرفض هذه الشكوك التي يثيرها الشيطان على الإنسان لينتزع منه إيمانه وليطفيء جمرة الإيمان والعياذ بالله. فالأخ الذي يُصاب بمثل هذه الوسوسة لا يخاف إن شاء الله وهو مؤمن قوي و عليه أن يطارد الشيطان، ويحاول أن يقوي إيمانه بالقراءة في الكتب التي تزيد إيمانه، بمجالسة أهل الإيمان والصلاح، بأن يشغل نفسه ولا يترك نفسه في عزلة ووحشة، لأن أحياناً العزلة والوحشة.

أحمد الشيخ: هي التي..

د. يوسف القرضاوي: هي التي تخلق مثل هذا، أوالفراغ، فلا يترك نفسه في فراغ، ولا يترك نفسه في عزله ويختلط بالناس وخصوصاً أهل.. أهل الخير وأهل الإيمان، يشتغل، يخدم المسلمين، يروح مسجد إسلامي، جمعية إسلامية ويحشر نفسه في زمرة أصحابها، فهو بهذا يطارد هذه الوساوس ولا تبقي إن شاء الله.

أحمد الشيخ: نعم، السؤال الثاني الحقيقة عن زواج المتعة، يقول أنه عاش مع فتاة فترة وتركها والآن يريد أن يتزوج بها زواج المتعة ثم يقترن بها شرعاً..

حكم زواج المتعة

د. يوسف القرضاوي: هو يقترن بها شرعاً على كل المذاهب يعنى زواج المتعة هذا بيجيزه إخواننا الشيعة، ولكنه مرفوض عند يعنى أهل السنة، وقالوا إنه هذا أجازه النبي -صلي الله عليه وسلم- ثم منعه ثم أجازه، ثم منعه منعاً نهائياً، و حتى الشيعة يقولون إنه يعنى هو ليس الزواج الحقيقي، حتى إن المتزوجة زواج المتعة لا تدخل في الزوجات الأربع، يعنى هو ده فوق البيعة، يعنى يتزوجها زواجاً يعنى طول ما هو موجود في الخارج وإذا استقام حاله معها استمرت معه، وإلا يطلقها يعنى شرع الله الزواج وشرع الله الطلاق، نعم.

أحمد الشيخ: هو السؤال الأخير اللي هو من يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم هل هذا بدعة القول؟

د. يوسف القرضاوي: لا لا هذا سنة أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من لبسه ونفخه وهمزه هذه.. هذا حديث ثابت عن النبي صلي الله عليه وسلم

أحمد الشيخ: يعني لو الحقيقة يعني..

د. يوسف القرضاوي: حتى مما ورثناه ونحن نقرأ القران الكريم، حينما نقرأ سورة براءة كنا ونحن في الكَّتاب مشايخنا يعلمونا أن نقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ)

فهذا ليس بدعة ولا شئ (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ)

أحمد الشيخ: جزاك الله خير يا فضيلة الشيخ، بس اسمح لي أوضح حقيقة عندنا عن زواج المتعة رسالة من الأخت أم عبد الرحمن من ألمانيا أرجو أن يكون في جواب الشيخ جواباً عن.. عن ذلك الفاكس، معنا الأخ عبد الصبور من ألمانيا. أخ عبد الصبور.

عبد الصبور: آلو.

أحمد الشيخ: آلو، تفضل يا أخي.

عبد الصبور: آلو.

أحمد الشيخ: تفضل يا أخي.

عبد الصبور: السلام عليكم.

أحمد الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله.

د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.

عبد الصبور: لي سؤال أود أقدمه للشيخ القرضاوي من فضلك.

أحمد الشيخ: تفضل يا أخي.. تفضل يا سيدي.

عبد الصبور: الشيخ القرضاوي السلام عليكم.

د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام يا أخي ورحمة الله.

عبد الصبور: أخي سؤال أود أن تجيب عليه.

أحمد الشيخ: تفضل يل أخي اطرح السؤال لو سمحت.

عبد الصبور: نعم.

أحمد الشيخ: تفضل.

عبد الصبور: فيه.. فيه زوجة غاب عنها زوجها مدة 8 أشهر أو 9 أشهر وفي خلال هذه الفترة ضعفت وخانته في شرفة، ثم لما التحقت به أعلمتة بذلك وأعلنت الندم وتابت على ذلك، فهل يطلقها أم لا؟ وشكراً.

أحمد الشيخ: نعم.. نعم شكراً يا أخي.

د. يوسف القرضاوي: هو أولاً المفروض إن الزوج لا يغيب عن زوجته يعنى مثل هذه المدة إلا لعذر، مذهب الحنابلة أن لا يجوز للزوج أن يتغيب عن زوجتة أكثر من ستة أشهر إلا بإذنها أو بعذر ضروري، إنه ضاقت به الأحوال في بلده و لم يجد معيشة له ولأولاده فاضطر أن يسافر أو نحو ذلك، فحق الزوجة أن يعني يبقى زوجها معها ولا يتركها إلا مع.. معذوراً، و أخذ الأمام أحمد هذا إنه سيدنا عمر كان يعس بالليل يعنى يفتش بالليل وسمع امرأة يعنى تنشد شعراً وتقول فيه:

لقد طال هذا الليل واسود جانبه

وأرقني ألا حبيب ألا عبه.

فوالله لولا الله تُخشى عواقبه

لُحرِّك من هذا السرير جوانبه

اهتز سيدنا عمر من سماع هذه المرأة، يعنى.. يعنى تقول لولا مخافة الله كنت وقعت في.. في الفاحشة. لولا.. فو الله لولا الله تخشى عواقبه.

لحرك من هذا السرير جوانبه.

فسأِل بيت من هذا؟ قالوا إنه بيت فلان هو جندي في الجيش و سأل عن المرأة فقالت إنه زوجها صار له بقى فترة طويلة غائباً عنها، فجاء سيدنا عمر إلى ابنته حفصة -أم المؤمنين زوجة النبي -عليه الصلاة والسلام- وسألها أن تصدقه ما أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها، قالت له أربعة أشهر وفي رواية ستة أشهر، فآل عمرـ رضي الله عنه ـ ألا يُغيِّب زوجاً عن زوجته أكثر من هذه المدة، فهذا من ناحية المدة التي يمكن أن يغيب الزوج عنها، الزوج لعله غاب لعذر أو نحو ذلك على كل حال، إنما المرأة عليها حتى وإن غاب زوجها عنها ولو بغير عذر فلابد أن تحفظ عرضها، وتصون شرفها، ولا تفرط في نفسها، فإذا حدث وضعفت أو يعني خدعها رجل أو نحو ذلك وزلت قدمها فهذا لا يمنع عنها أن تتوب إلى الله، فإذا تابت إلى الله فالله تعالى أهل لأن يقبل التوبة. كما ذكرنا في وصف عباد الرحمن (وَلاَ يَزْنُونَ) قال (إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً) فالتوبة مفتوحة للجميع، هي مفتوحة للرجل ومفتوحة

أحمد الشيخ: للمرأة.

د. يوسف القرضاوي: للمرأة، بعض الناس يعنى يغفرون للرجال ولا يغفرون للنساء، الرجل إذا زنى ممكن أن يُسامح، ولكن المرأة إذا زنت تُقتل، هذا يعنى ليس من الدين في شيء، الجريمة جريمة في حق الجنسين، المرأة مفتوح لها باب التوبة وهي تضعف كما يضعف الرجل، فإذا كان الزوج رأى من زوجته صدق التوبة، ولعل من صدقها أنها أخبرته، المرأة يعنى أرقها ضميرها ولم تستطيع أن تكتم هذا عن زوجها، كان يمكنها أنها تكفي على الخبر مجور كما يقولون وتسكت عن هذا الأمر، إنما لم تستطيع أن تكتم هذا وأخبرت يعني زوجها، وأنها ندمت وتابت، إذا كان زوجها قد رأى أنها يعنى صادقة و علائم التوبة واضحة عليها فينبغي أن يسامحها ويغفر لها، كما غفر الله لها، يعني المفروض إن ربنا بيغفر، فالله لا يغلق بابه عن عباده، فإذا كان الرجل يعني صدَّقها في أنها تابت ينبغي أن يسامحها ويكون أيضاً على حذر يعني ويقظة من هذا الأمر، ومن تاب تاب الله عليه.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير فضيلة الشيخ معنا مكالمة من الأخت أم محمود بالسويد. آلو.

أم محمود: ألو، السلام عليكم.

أحمد الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله.

د. يوسف القرضاوي: عليكم السلام ورحمة الله.

أم محمود: لو سمحتم بدي اسأل عندي هنا سؤالين..

أحمد الشيخ: تفضلي يا أختي.

أم محمود: الله يزيد فضلك يا رب، بدي أسأل إنه موضوع عن الطلاق أنا زوجي طلقني 3 مرات ورجعنا ورجع بعد فترة كمان 3 مرات كمان رجعنا قبل ما بتقول يعنى إنه يتمرق، لأ أنه قبل ما تمرق العدة، ورجع كمان 3 مرات.

د. يوسف القرضاوي: كيف 3 مرات؟

أحمد الشيخ: كيف 3 مرات في مجلس واحد يعني؟

أم محمود: 3 مرات في مجلس واحد.

د. يوسف القرضاوي: يعنى الطلاق 3 مرات بلفظ واحد؟

أم محمود: بلفظ واحد، مثلاً طالقة.. طالقة.. طالقة.. بلفظ واحد يعنى بنفس.. بنفس.. بنفس المكان يعني قال لي طالقة.. طالقة.. طالقة، ورجع بعد مدة كمان إنه بقى عادة يعني إنه بيتلفظ بالطلاق إنه بعدة مراحل يعني، وبدي أسأل كمان سؤال ثاني.

د. يوسف القرضاوي: طيب أيه.. السؤال عن أيه الآن يا أخت؟

أم محمود: السؤال عن الطلاق، وهل ينفع هذا الطلاق؟

د. يوسف القرضاوي: ثالث مرة طلقك للمرة الثالثة.

أم محمود: آه إنه وأكثر من 3 مرات، هلا فيه هون فيه ناس بيقولوا يعني إنه الإنسان إذا ما.. إنه إذا تلفظ بالكفر والعياذ بالله هون إنه يفسخ عقد النكاح مثل ما بيقولوا يعني وإنه الإنسان لما بيكفر يحبط عمله وإن الزواج من العمل الصالح هل هون يعني إذا الإنسان تلفظ بالكفر له.. إله دخل بموضوع إنه الطلاق أم لأ؟

د. يوسف القرضاوي: أعوذ بالله، هذه..

أم محمود: وبدي أسأل..

د. يوسف: حيلة شيطانية يعنى ما.. إنه يتلفظ يرتد لكي يعنى يبطل عمله ويرجع هذا.. هذا أمر لا .. لا يُقبل، إنما نحن نريد أن نسأل عن هذا الطلاق، هل هو طلاق في حالة الرضا أو في حالة الغضب؟ لأنه يعني الغالب اللي بيطلق كل شويه ده

وطالق طالق طالق إنه يكون هذا في حالة الغضب، والغضب ده هو الذي جاء في الحديث أنه حالة الإغلاق، وقال النبي -عليه الصلاة والسلام – "لا طلاق في إغلاق" والإغلاق فسره بعض العلماء بحالة الإكراه، المكره، وفسره بعضهم بحالة الغضب، وله طبعاً الغضب أنواع، فيه غضب خفيف جداً فلا.. لا أثر له، وفيه غضب شديد.. يجعل الإنسان يتلفظ للطلاق وما كان يفكر في الطلاق، إنما أُغضب في أمر.. في الأمر تنازعته زوجته في كذا وبتاع قال: أنت طالق أنت.. هل كان في حالة رضاً أم في..؟

أم محمود: في حالة غضب.

د. يوسف القرضاوي: إذا كان في حالة غضب فهذا الطلاق يعني لا.. لا يقع، كذلك يعنى ألفاظ الطلاق، فيه طلاق يراد به اليمين، إنه يقول: علىَّ الطلاق لتفعلي كذا، يعنى هذا يعنى لا.. لا يقع به الطلاق، نحن نقول في مثل هذا الطلاق إنه فيه كفارة يمين يكفر عنه يُطعم عشرة مساكين..

أم محمود: هلا.. هلا..

د. يوسف القرضاوي: فالواضح من كلام الأخت إنه الأخ بيقول طالق طالق طالق، هل كان في حالة الرضا ولا في حالة الغضب؟

أحمد الشيخ: مازال.. مازلت معنا يا أخت أم محمود مش هيك؟

أم محمود: أنا.. أنا ما أكون عم بأسأل وكمان إنه بنفس الوقت إنه كان شهر فضيل مرة وقال لي إنه.. إنه بتحرمي علي بها الشهر الفضيل إني بدي أطلقك، هلا هون إنه أنا ما كنت يعني امرأة ملتزمة وهيك، وبعدين أنا ـ يعني الحمد الله رب العالمين ـ يعنى التزمت بفضل من الله تعالى، يعنى ما بأرض بأشياء

د. يوسف القرضاوي: قال لك بده.. بده يطلقك إنما ما طلقيش، لأ بده يطلقك ده يعني في المستقبل يعني..

أم محمود: لأ.. لأ ما هو رجع تلفظ بنفس به.. تلفظ بالطلاق قال لي.. يعني حلف يمين الطلاق والطلاق لفظ الطلاق فعلاً بنفس الوقت.

أحمد الشيخ: وكان في حالة غضب أم في حالة رضا هذا الذي سأله الشيخ؟

أم محمود: هلا هو إنه أكيد ما فيه إنسان كان بيبقي قاعد هيك وبيقول لزوجتة طالقة، يعني طالقة كيف هو.. هوعم بيقول..

د. يوسف القرضاوي: لا فيه واحد يعنى إعمار العشرة مش مستقرة بينهما ويريد أن يطلقها، إنما في حالة شجار ونزاع وكذا وثار وانفعل فطلقها هذا أمر غير هذا.

أم محمود: طب هلا.. طب إذا الإنسان إنه بيتلفظ بالكفر كثير بالبيت وفيه.. وفيه أولاد..

د. يوسف القرضاوي: أيه الكفر؟ ما تجيبليش الكفر ده، ما فيش ما.. ما أقدرش أنا أقول لك يكفر علشان يعنى، لأ.. لا أقول هذا أبداً، إنما..

أم محمود: يعنى هلا موضوع الكفر..

د: يوسف القرضاوي: لا.. لا.. لا أعوذ بالله، لا هذا لا أدخل في الموضوع أبداً.

أم محمود: طيب بس الله.. لو.. لو سمحت ـ الله يبارك فيك يا رب ـ بدي أسأل سؤال إنه أنا شوفت ما بأعرف إذا تُسمى رؤية أنا شوفت

د. يوسف القرضاوي: لا أنا لا الرؤى يا أختي لا أعرف فيها، لا أفهم في الرؤى، أنا يعنى الرؤى و الأحلام دية يعني لها أناس.

أحمد الشيخ: نعم، شكراً يا أخت أم محمود.

أم محمود: نعم، ألف شكر وبارك الله فيكم.

د. يوسف: أنا لا.. لا أقول أنا لست يوسف الصديق، أنا يوسف القرضاوى، يبقى يوسف الصديق اللي كان يعرف في تفسير الأحلام.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير يا فضيلة الشيخ.

د.يوسف: أنا إذا عرفت في تفسير الأحكام يبقى كتر خير. نعم.

أحمد الشيخ: نعم.. نعم، جزاك الله خير يا فضيلة الشيخ. الحقيقة مهنا مكالمة من الدوحة ولكن قبلها بما أنها من الدوحة برضو الأخت أم عبد الرحمن من مادام نتحدث عن التوبة من ألمانيا بعثت بفاكس تقول فيه: زوجي حديث العهد بالإسلام ، 3 سنوات إنه مقصر جداً في أحد أركان الإسلام و هو الصلاة، تزوجني و أنا مرتدية الحجاب، ولما انتقلت إلى العيش في بلده حصلت مشاكل وخلعته ـ سامحني الله ـ على أن أستمر في ارتدائه عندما نكون في أي بلد أخر، أحس بإحباط شديد ولا أستطيع الصبر على ما أنا فيه، بما أننا نشاهد برنامجكم دائما أتولى أنا الترجمة لزوجي وهو دائماً يجد إجابات الضيوف مقنعة ومنطقية، فإنه نصحني بأن أكتب لكم، لا أعرف ماذا أفعل؟ نحن نتشاجر كثير على قضية الحجاب هذا، وبالأحرى أنا أتشاجر معه كثيراً بسبب ما نحن فيه، يطلب مني أن أصبر عليه، هو متعلق جداً بي وليس لدينا أطفال هل أطلب الطلاق؟

د. يوسف القرضاوي: والله يعني إذا كان متعلقاً بها ويطلب منها أن تصبر عليه فيعني يُرجى منه الخير، يعني الأمل –إن شاء الله- أن يعني يصلح حاله، فيعني تصبر الأخت على هذا الأمر يعني وتحاول .. طب هو ما .. ما الذي يضيره أن تتحجب؟ يعني هو هناك مشكلتان يعني مشكلته هو في ترك الصلاة، ودي أهم من مسألة الحجاب، لأن الصلاة هي عمود الدين، وهي الفيصل بين المسلم والكافر كما جاء في الحديث يعني.. يعني من الفروق الأساسية بين المسلم وغير المسلم أن المسلم يسمع النداء حي على الصلاة فيهرع إلى الصلاة، وكما قلت في حلقة سابقة إنه يعني أحد اللوردات الإنجليز في أوائل هذا القرن اللورد (هيفلي) أسلم وألَّف كتاباً اسمه "إيقاظ الغرب للإسلام" وقال إنه يعني مما شده إلى الإسلام إنه الدين الوحيد الذي يجعل الإنسان على موعد دائم مع الله في اليوم 5 مرات، حمامات روحية الصلاة ديَّة أشبة بحمام روحي تغتسل 5مرات وتقف بين يدي الله 5 مرات، في المسيحية مرة في الأسبوع يعني وتذهب، إنما ده 5مرات يومياً، فهذا.. فيعني أنا أرى إن الأخت تبذل جهد معه في تحبيب الصلاة إليه، ويعني وتحاول تقرأ له معنى الفاتحة وتدخله بعض المساجد الإسلامية فلعل الله يشرح صدره، وممكن تصبر عليه حتى في مسألة الحجاب إذا كانت ترجو من وراء ذلك خيراً له، وإنه ربنا يهديه ويشرح صدره للإسلام الحق والاستمساك بالعروة الوثقى إن شاء الله.

أحمد الشيخ: جزاك الله خير فضيلة الشيخ. الأخ محمد البنا من الدوحة.

محمد البنا: آلو.

أحمد الشيخ: تفضل يا أخي.

محمد البنا: السلام عليكم.

أحمد الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله.

د. يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.

محمد البنا: جزاكم الله خير وجعل هذا في ميزان حسناتكم إن شاء الله.

د. يوسف القرضاوي: بارك الله فيك.

أحمد الشيخ: يبارك فيك.

محمد البنا: عندي سؤاليين لفضيلة الشيخ.

أحمد الشيخ: تفضل.

محمد البنا: السؤال الأول: ما حكم الإسلام في بيع وشراء أسهم الشركات الأجنبية عن طريق البورصات العالمية وعن طريق بنوك غير إسلامية؟ السؤال الثاني: أيضاً ما حكم الإسلام في بيع وشراء الفضة أو الذهب عن طريق بنوك غير إسلامية وذلك بدفع قيمة الفضة أو الذهب كاملة، ولكن لا يتسلمها المشترى وإنما تُسجل في رصيده بالبنك؟ وشكراً.

د. يوسف القرضاوي: قضية التعامل في شراء الأسهم يعني فيها كلام كثير، هناك شراء أسهم جائزة باتفاق الشركات الإسلامية وأسهم البنوك الإسلامية والشركات التي تتعامل في مباح ولا تتعامل في الربا، فهذا أمر جائز، وهناك أسهم محرمة بيقين، وهي الشركات التي تتعامل في المحرمات مثل يعني بيع الخنزير أو الخمر أو شركات الملاهي والمحرمات، أو شركات البنوك الربوية شراء هذه الأسهم ممنوع يقيناً، هناك شيء اختلف فيه العلماء في عصرنا وهو الأسهم في شركات تتعامل في المباح، يعني شركة أسمنت، شركة الكهرباء، شركة الماء، شركة كذا، ولكن قد تتعامل بالربا أخذاً أو أيه؟ أو عطاءً، فهذه أكثر العلماء على تحريم التعامل مع هذه الشركات أو شراء أسهمها، لأن معنى أنك تشتري اسهمها أن تصبح شريكاً يعني في هذه الشركة ولو لفترة مؤقتة، وهي بتتعامل بالربا، إذا فاض عندها مال تودعه بالربا، وإذا احتاجت إلى مال تستقرض بالربا، أكثر العلماء يحرمون هذا، بعض العلماء يجيزون التعامل يعني في هذه الشركات وخصوصاً لو كانت في البلاد الإسلامية بقصد التأثير عليها ويقول تُخرج يعني من الربح مقدار الربا، يعني شوف الفوائد الربوية كم تساوي وتقدر تعرف هذا من الميزانية وتخرج يعني يساوي 15% من الربح تتطهر من 15% من الربح، 20% من الربح 20% وهكذا، هذا يعني رأي مجموعة من علماء العصر الأمر الثاني

أحمد الشيخ[مقاطعاً]: الفضة والذهب عن طريق بنوك غير إسلامية.

د. يوسف القرضاوي: آه، هو يعني التعامل مع البنوك غير الإسلامية لا يجوز الحقيقة إلا إذا كان في أمر لا تستطيع البنوك الإسلامية أن تقوم به، إنما إذا وجُد بنك إسلامي وبنك غير إسلامي على المسلم أن يتعامل مع البنك الإسلامي ولا يقوي البنك الإيه؟ الربوي، أفرض البنك الثاني ما يستطعيش يقوم بهذا الأمر ممكن، عملية شراء الذهب والفضة هو أمر جائز بشرط التقابض، يعني أنك تشتري الذهب والفضة ولكن لا يحدث تأجيل في أحد البدليين لازم تدفع وتاخد إما بنفسك أو بوكيل، يعني إذا كان لك وكيل يقبض عنك في بلد آخر هذا الشيء ويوضع في .. في رصيدك ولكن يشوفه ويطمئن إليه، فهذا يعني لا.. لا بأس به، نعم.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير يا فضيلة الشيخ مكالمة من الأخ أبو محمد من المغرب، أخ أبو محمد.

أبو محمد: أهلاً وسهلاً بفضيلة الشيخ.

أحمد الشيخ: أهلاً وسهلاً، تفضل.

د. يوسف القرضاوي: أهلا بك يا أخي.

أبو محمد : الله يخليك عندي سؤال فيه طرق صوفية اندثرت وانتهت ليها شيخ يسمى العارف بالله، ويُقال إنه له سر من الأسرار ويعطيهم أولاد وأفكار منها ما هي صباحية ومسائية ومنها ما هي فردية وجماعية، والسؤال: ما رأي الدين الإسلامي في هذه الطرق؟ وهل هي بدعة كما سماها ابن مسعود الزهرائي؟ وما رأي.. السؤال الثاني –ما رأي الإسلام في الحضرة التي يقوم بها هؤلاء الطرقيون؟ وشكراً جزيلاً.

أحمد الشيخ: نعم، نعم.

د. يوسف القرضاوي: التصوف منه ما هو مسنون ومنه ما هو مبتدع، التصوف بمعنى التخلق بالأخلاق الربانية كالزهد في الدنيا، إيثار الآخرة على الأولى، الورع عما حرم الله، بل الورع عن الشبهات، بل الورع عن بعض الحلال كما ورد في حديث الترمذي" لايبلغ عبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس الإخلاص لله تعالى، التوكل على الله، الرضا بما قضى الله، الأنس بالله عز وجل، الصبر علىبلاء الله، الشكر لنعم الله، الرجاء في رحمة الله، الخوف من عذاب الله، هذه المعاني أو الأخلاق أو المقامات كما يسميها بعض الصوفية هذه يعني من صميم الإسلام وجاء الإسلام بهذه الأشياء، فإذا كان التصوف بهذا المعنى فأهلاً وسهلاً بالتصوف، وأنا كتبت في سلسلة اسمها "في الطريق إلى الله "في فقه السلوك، الطريق إلى الله وأصدرت منها ثلاثة أجزاء، الجزء الأول عن الحياة الربانية والعلم، والجزء الثاني عن النية والإخلاص، والجزء الثالث عن التوكل، وهي سلسلة مستمرة، ولكن فيها يعني التصوف السني الملتزم بكتاب الله وسنة رسول الله، يعني التصوف المعتدل، لا نأخذ كل ما عند الصوفية، ولا نترك كل ما عند الصوفية، ليس كل ما عند الصوفية باطلاً وليس كل ما عند الصوفية حقا كما قال شيخ الإسلام بين تيمية، هم جماعة من الناس فيهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات بإذن الله، فكما إن الفقهاء فيهم فقهاء طيبين وفقهاء رديئون، وكما إن المتكلمين وكما إن .. هم أيضاً مثل الطوائف الأخرى فيهم كما قال.. كما ذكرت الآية الكريمة (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) وذكر لنا الإسلام إن فيه صوفية الأرزاق، وصوفية، الحقائق وصوفية الرسم، يعني اللي ماشين بس بالطقوس كده، والصوفية المرتزقة والصوفية اللي بيدعون أنهم على الحقائق، فكل جماعة لهم، فنريد يعني هؤلاء ماذا يصنعون إذا جلسوا في الحضرة؟ ماذا يقولون؟ قد يقول بعض الناس لهم أشياء طيبة، يعني أنا أذكر في صباي كان فيه واحد صاحب طريقة في بلدنا، وكانت طريقته تقوم على أمرين الاستغفار وقراءة فصل من كتاب "الإحياء" للغزالي، يقرأ شيء منه، ولهم شعار يقولون: من جالسنا فلا يذكر إلا الله، فإن كان ولابد من ذكر غيره فليذكر الآخرة وليذكر الصالحين، هذا شعار طيب ويعني، إنما إذا كان يعني فيه مبتدعات وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان فهذا أمر مرفوض، فيه كثير من الطرق تبتدع الأشياء، هناك الجبرية في العقيدة، هناك أشياء من الشركيات، دعاء غير الله الاستغاثة بغير الله، الطواف بالأضرحة، نداء الموتى، هذا كله يعني مرفوض، هم حتى مسألة الأوراد التي ذكرها الأخ، أنا أفضل دائماً للمسلم أن يدعو الله بالدعاء المأثور، يعني ليس هناك أفضل من أن تدعو الله بما جاء في القرآن أو بما جاء في السنة من الأدعية، تقرأ: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا) ما أجمل هذا الكلام، أو الأدعية عن النبي – عليه الصلاة والسلام – وهي في غاية الروعة في غاية البلاغة، وفي غاية الصدق، وفي غاية العذوبة، وأنت بها تكسب أجرين: أجر الدعاء وأجر الاتباع، وهذا هو الأولى بدل أوراد الشيوخ التي يألفونها من عند أنفسهم.

أحمد الشيخ: نعم، جزاك الله خير فضيلة الشيخ، بهذا نأتي ايها السيدات والسادة إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج (الشريعة والحياة) و أسمحوا لي في الختام أن أتقدم بأسمكم بالشكر لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي و ألي أن نلتقي هذا أحمد الشيخ يحيكم و السلام عليكم و رحمة الله تعالي و بركاته.