الاتجاه المعاكس

على حدود أوكرانيا.. هل تمكنت روسيا من تحطيم أسطورة العالم الأحادي القطبية؟

أكد المستشار السياسي والإعلامي الدكتور نواف إبراهيم أن العالم الأحادي القطبية انتهى إلى الأبد، وأن الغرب أدرك أن روسيا عادت لتكون قوة عالمية تحول دون سيطرة أميركية مطلقة على العالم.

وعبّر في تصريحات له خلال استضافته في حلقة الاتجاه المعاكس بتاريخ (2021/12/28)، عن قناعته بأن الولايات المتحدة تحاول فقط -من خلال افتعالها للمشاكل- تأخير ولادة هذا العالم الجديد الذي لن تعود فيه هي القوة العظمى والمسيطرة.

وبحسب الدكتور إبراهيم، فإن العالم الأحادي القطبية انتهى منذ عام 2007، وذلك بعد تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إعادة وضع بلاده على خارطة القوى الدولية العظمى، وهي المكانة التي كان يحتلها الاتحاد السوفياتي قبل انهياره.

وبحسب المتحدث نفسه، فإنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفرد أميركا بقيادة العالم، استطاعت الولايات المتحدة إحداث تغييرات جيوسياسية على أرض الواقع بما يخدم مصالحها، لكن بعض هذه التغييرات تحولت في الوقت الراهن إلى عوامل ضدها.

كما شدد على أن قيادة العالم لم تعد مرتبطة بصراع في الشرق الأوسط، أو بملف إيران النووي، أو حتى بأزمة أوكرانيا.

ورغم إقراره بالتفوق الكبير المالي والاقتصادي للولايات المتحدة على روسيا، فإنه شدد على امتلاك الأخيرة مقومات القوى العظمى، وأهمها قوة الردع العسكري الكبرى، وكذلك القوة الاقتصادية والصناعية، مشيرا إلى تزويد روسيا لأوروبا بمعظم حاجتها من الطاقة، وكذلك امتلاكها المعرفة المهمة للقيادة.

وتحدث الدكتور إبراهيم باستفاضة كبيرة عما أسماه التفوق الروسي الأخلاقي على الولايات المتحدة، التي قال إنها تبني قوتها العسكرية على حساب تدمير دول أخرى، كما أنها تبني قوتها الاقتصادية على حساب نهب اقتصاد دول أخرى.

روسيا مجرد تابع

في المقابل، استند الباحث والمستشار السابق في وزارة التخطيط المصرية الدكتور عبد النبي عبد المطلب، في تقديره لإمكانية عودة ثنائية القطبية للعالم على يد روسيا، للأرقام التي قال إنها لا تكذب أبدا.

وفي هذا المضمار، قدّم عبد المطلب الكثير من الأرقام التي تدلل على تفوق أميركي كبير على حساب روسيا في مجال الدخل القومي والتصنيع العسكري، وحتى في حجم القوات العسكرية لكلا الطرفين. وبناء على هذه الأرقام، لم يتردد في وصف روسيا بأنها مجرد قزم أو تابع للولايات المتحدة الأميركية.

لكن عبد المطلب أكد أن الولايات المتحدة سعت لبناء أوهام روسيا بإمكانية عودة العالم الثنائي القطبية، لأنها تريد أن تقنع المواطن الأميركي بأن هناك قوة أو طرفا ما يهدده، وهو ما يجعله لا يتردد أبدا في دفع الضرائب والموافقة على حجم الإنفاق على بناء الترسانة العسكرية.

كما أبدى المستشار السابق في وزارة الخارجية تفهمه لرغبة بعض العرب في عودة العالم الثنائي القطبية، في ظل الغضب العربي الكبير من الدعم الأميركي لإسرائيل، إلا أنه دعا العرب لعدم التعويل على أي قوة خارجية، والسعي لبناء قوتهم الخاصة للدفاع عن مصالحهم، بدلا من البحث دائما عن قوة يستندون لها.