الاتجاه المعاكس

صراع على الكراسي أم مخاض ديمقراطي.. إلى أين تتجه المرحلة الانتقالية بالسودان؟

رأى رئيس تحرير جريدة “إيلاف” السودانية خالد التيجاني أن ما شهده السودان على مدى عامين من المرحلة الانتقالية لا علاقة له بأي تأسيس لتحول ديمقراطي، بل كان هناك تحالف بين العسكر ومجموعة من المدنيين.

ووصف التيجاني -في حديثه حلقة (2021/10/12) من برنامج "الاتجاه المعاكس"- ما حدث خلال الفترة الماضية في السودان بـ"التواطؤ لتغييب أسس الوثيقة الدستورية"، مبينا أن نتائج هذا التواطؤ تمثلت في عدم تشكيل المحكمة الدستورية، والمجلس القضائي، وكذلك المجلس التشريعي، و12 مفوضية لها علاقة بقضايا السلام وكتابة الدستور والانتخابات وإصلاح القضايا المدنية.

كما استغرب من عدم وجود حزب سياسي عقد مؤتمرا عاما لاختيار قياداته، ولذلك لا مجال للحديث عن تحول ديمقراطي، بل هي "محاولة لاختطاف مرحلة الفترة الانتقالية وإطالتها إلى أبعد وقت ممكن، وكذلك خلافات حول السلطة والكراسي بدل تحقيق شعارات الثوار السودانيين".

في المقابل، ذهب الخبير الاقتصادي والإستراتيجي طارق عبد السلام إلى أن ما فعلته الحكومة السودانية في بعض الجوانب يسير في الاتجاه الصحيح، وذلك لأنها رفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع الدعم وتوحيد الصرف، ثم تقدمها الإيجابي في ملفي الديون والسلام.

وشدد على ضرورة إعطاء الحكومة فرصة لإتمام مهمتها السارية نحو التحول الديمقراطي، مشيرا إلى أن السودان في حالة ضعف لا تحتمل أي تغيير خارج نطاق صندوق الانتخابات، ولذلك فمن مصلحة الحكومة والشعب العمل بهدوء في هذا الاتجاه.

وبشأن الصراع على الكراسي، رأى عبد السلام أنه أمر طبيعي جدا في المجال السياسي نتيجة اختلاف الأفكار، ولكن المهام الجسيمة الملقاة على عاتق الحكومة الانتقالية كبيرة جدا، لذلك على الحكومة خلال السنتين المقبلتين إنشاء المفوضيات المختلفة والاتجاه بالبلاد نحو التحول الديمقراطي، ولذلك لا يمكن الجزم بفشلها من دون انتهاء فترتها القانونية، على حد قوله.