الاتجاه المعاكس

كيف يرضى السودان أن يطبّع مع إسرائيل استجابة لأبو ظبي؟

ناقشت حلقة (2020/2/11) من برنامج “الاتجاه المعاكس” لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني برئيس الوزراء الإسرائيلي بترتيب إماراتي، وتساءلت: كيف تقبل القيادة السودانية بالتطبيع مع إسرائيل بناء على نصائح أبو ظبي؟

قال الأمين السياسي للحزب الناصري بالسودان ساطع الحاج إن السودان دولة محترمة لها وزنها ولا يمكن أن تكون تابعة للإمارات، وإن وقت التبعية قد ذهب بمجرد وصول الحكومة الجديدة المنبثقة من الثورة، مؤكدا أن لهذه الحكومة سياسة جديدة في العلاقات الخارجية تقوم على أن مصلحة السودان أولا.

وشدد في تصريحات لحلقة (2020/2/11) من برنامج "الاتجاه المعاكس"، على أن السودانيين يرفضون التطبيع مع إسرائيل لأنها دولة قامت على إقصاء الآخر، وأن من يبحث عن رغد العيش في التطبيع واهم، لأن إسرائيل لن تسمح بقيام أي دولة ديمقراطية، بل إنها تسعى لعسكرة أي نظام في شرق أفريقيا.

ويعتقد الحاج أن المجلس العسكري المكوّن لجزء من المجلس السيادي السوداني، قد فوّت على إسرائيل السعي لعسكرة النظام، من خلال لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ونبّه إلى أن محاولات إجبار الشعب السوداني على التطبيع مع إسرائيل من أجل رفع العقوبات لن تفيد، مؤكدا أن إسرائيل لديها مطامع في السودان من خلال البحث عن عمق أمني في البحر الأحمر، ونقل مياه النيل إلى إسرائيل، و"هذا مشروع تعمل عليه منذ مدة لذا تريد أن يكون لها موطئ قدم في السودان".

وذكر الحاج أن إسرائيل سعت لفصل السودان، وبعد انفصال جنوب السودان لم تقدم له إسرائيل أي شيء، وهذه تجربة حديثة يجب أن يؤخذ الدرس منها، كما أن موريتانيا وإريتريا طبّعتا مع إسرائيل ولم تجنيا منها شيئا.

وأضاف أن "إسرائيل منذ نشأتها كانت تدعم الدكتاتوريات، ومن يطبّع معها الآن هي الأنظمة الذي لا تمثل شعوبها وإنما تمثل نفسها وأسرها".

التطبيع هو الحل
في المقابل، قال الكاتب والإعلامي ثائر الناشف إن لقاء البرهان نتنياهو ليس تطبيعا وإنما عودة للعلاقات بين البلدين، و"نظرية أن إسرائيل تقوِّض الديمقراطية في المنطقة غير صحيحة، لأن الفساد والدكتاتورية والاستبداد في المنطقة العربية جاءت من قبل الشعوب العربية التي أوصلت هؤلاء الحكام، وليست إسرائيل من أوصلهم للحكم"، على حد قوله.

وبشأن اللقاء السوداني الإسرائيلي، أكد الناشف أنه سيسهم في تغيير المنطقة بالكامل، وليس من مصلحة إسرائيل تقويض أي ديمقراطية عربية أو إيقاف تنمية أي بلد، لأن صعود البلدان من حولها يعني توقف الحروب، وانخراط الشعب الإسرائيلي في الشعوب العربية، مما يعني ضياع كيانه وانتصارا للعرب، وتساءل عما استفادته الدول غير المطبعة مع إسرائيل خصوصا ما يعرف بدول الممانعة.

وتابع حديثه بأن الفرصة سانحة أمام السودان لأن يكون قوة ناعمة في أوسط أفريقيا من خلال تطبيعه مع إسرائيل، خصوصا أنه يعاني اقتصاديا وعلى عدة مستويات.