في العمق

الدور السياسي لمراكز الأبحاث الغربية

ناقشت الحلقة علاقة مراكز الأبحاث بصناعة القرار في الغرب، وأثر التمويل والجهات الداعمة على هذه المراكز، وكيفية تداخل هذه المراكز مع الصراعات بالمنطقة، وواقع الدول العربية في هذا المجال.

ناقشت حلقة الاثنين (12/1/2015) من برنامج "في العمق" علاقة مراكز الأبحاث بصناعة القرار في الغرب، وأثر التمويل والجهات الداعمة على هذه المراكز، وكيفية تداخل هذه المراكز مع الصراعات في المنطقة. وتساءلت حول واقع الدول العربية في هذا المجال.

وقال مدير مركز الجزيرة للدراسات صلاح الزين إن مراكز الأبحاث هي مؤسسات بحثية تجري دراسات متصلة بالسياسات، وقد يستعين بها صناع القرار.

خبرات عربية ضعيفة
وأوضح أن مراكز الأبحاث تقليد جديد في الدول العربية، والخبرات ضعيفة في المنطقة على عكس الغرب الذي راكم تجربة تمتد عقودا من الزمن في هذا المجال.

وبيّن الزين أن قضية الاستقلالية مرتبطة بالقيم التي تقوم عليها المؤسسة البحثية، ومرتبطة كذلك بالباحثين المنتمين إليها. 

وقال إن التمويل بالنسبة لمراكز الأبحاث الموجودة بالعالم العربي تأتي في غالب الأحيان من الحكومات، بينما في الغرب قد يكون مصدرها أصحاب استثمارات خاصة ومجموعات مصالح.

وذكر أن هناك مراكز أبحاث لها أجندتها التي تعمل على تنفيذها حتى لو كانت تمويلاتها غير ذاتية متأتية من جهات أخرى.

ولفت الزين إلى أن المشكلة تكمن في مراكز البحث التي تتلقى تمويلات من أجل الترويج لمواقف سياسية محددة خدمة لجهات نافذة، وفق وصفه.

وأكد أن بعض القرارات تتخذ وتنتهج سياسات استنادا إلى أخطاء فادحة تشوب تحاليل تنتجها مراكز أبحاث خصوصا في الولايات المتحدة.

مصالح ضيقة
من جانبه، أوضح مارك فرحا (أستاذ العلوم السياسية والتاريخ بجامعة جورج تاون بقطر) التقاطع بين مجالات السياسة والمال والاستخبارات، وتأثيره على أداء مراكز الأبحاث بالولايات المتحدة.

وشدد على ضرورة أن تفرق الحكومات بين المصالح الضيقة والإرشاد السليم لمراكز الأبحاث، متحدثا عن وجود تضليل لأصحاب القرار في أميركا بسبب سيطرة المصلحة الخاصة على العامة.

وانتقد فرحا لجوء السياسيين العرب -بمن فيهم أصحاب المرجعيات الإسلامية- إلى مراكز أبحاث في الولايات المتحدة بدل أن يخططوا لمراكز مستقلة.

ودعا أستاذ العلوم السياسية والتاريخ بجامعة جورج تاون في قطر العرب إلى مخاطبة الشعب الأميركي مباشرة عوض الاتكاء على مراكز الأبحاث الغربية.

ريادة إسرائيل
وتطرق الكاتب والباحث السياسي عدنان أبو عامر إلى ريادة إسرائيل في مجال مراكز الأبحاث والدراسات.

وقال إننا أمام دولة تنفق بسخاء على الأبحاث في شتى المجالات، مما يجعلها متفوقة على الدول العربية مجتمعة.

وأشار إلى أن الحروب الإسرائيلية الثلاث الأخيرة على غزة بدأت معظمها بتوصيات من مراكز أبحاث في إسرائيل.

وبين أن التأثير البحثي في المؤسسات السياسية بإسرائيل ليس ترفا، بل هو تأثير في صلب القرار السياسي.