الواقع العربي

الحوثيون على مشارف باب المندب.. الأهداف والتداعيات

ناقشت الحلقة الأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب في ضوء اقتراب الحوثيين منه بعد سيطرتهم على ميناء الحديدة غربي اليمن.

الكثير من التحليلات ذهبت بعد سقوط صنعاء في أيدي الحوثيين الشهر الماضي إلى أن مدينة الحديدة ستكون بلا شك وجهتهم القادمة، وقد كان.

فدون مقاومة استولى الحوثيون على المدينة التي تمثل مقراً للعديد من الألوية العسكرية، وتحتضن ميناءً هو الأهم على الإطلاق في البلاد، على الأقل بالنسبة للعاصمة صنعاء التي تستورد نحو 70% من غذائها عبر هذا الميناء.

ورغم أن الحديدة ذات أغلبية سنية، ولا تعتبر بيئة حاضنة للحوثيين، لكن السيطرة عليها كانت هدفاً إستراتيجيا للجماعة تضمن لها منفذاً على البحر، فضلاً عن التحكم في الميناء الأهم للعاصمة صنعاء.

يضاف إلى ذلك أن الحديدة تعتبر معبراً مهماً في طريق الوصول إلى مضيق باب المندب، ذي الأهمية الدولية حيث تعبر منه سنويّا ملايين البراميل من الوقود، ويمتلك اليمن أفضلية نسبية في التحكم فيه، ويوفر لها تسهيلات في الحصول على دعم سخي من إيران من دون عناء أو مشكلات أمنية.

حلقة الأربعاء (15/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت الأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب، وما تشكله تحركات الحوثيين من تهديدات لدول المنطقة خاصة مع إعلان إيران أن مضيق باب المندب أصبح تحت سيطرتها.

وكان المحلل السياسي الإيراني محمد صادق الحسيني قد صرح بعد سقوط صنعاء في يد الحوثيين، بأن مضيقي هرمز وباب المندب، أصبحا تحت النفوذ الإيراني، ويضيقا الخناق على البحر الأحمر وقناة السويس.

الأهمية الاستراتيجية
وبشأن أهمية الحديدة والقوى الموجودة فيها وإمكانية وصول الحوثيين إلى مواقع إستراتيجية وراءها وتحديداً باب المندب يقول الدكتور عبدالباقي شمسان، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء أن هناك وعيا إستراتيجيا لدى الحوثيين "أنصار الله" بأنها لن تستمر إلا بوجودها على منفذ بحري يتيح لها تلقي المساعدات من إيران.

وأضاف أن المرحلة الحالية من الصراع في اليمن هي مرحلة إعداد قوى جديدة بدلا من تلك التي أفرزتها ثورة 17 فبراير/شباط 2011، وأطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.

واستغرب شمسان من الصمت الإقليمي والدولي مما يحدث في اليمن، وقال إن هناك حالة من الغموض من جانب السلطة اليمنية والمجتمع الدولي، في الوقت الذي يتوسع فيه الحوثيون عسكريا، وهي كلها ظروف تجعل العمل السياسي أمرا بعيد الاحتمال.

واعتبر أن المحيط الإقليمي تناسى الوضع في اليمن، ودول الخليج تركت اليمن وحيدا يواجه مصيره ولم تتنبه لما يحدث إلا في وقت متأخر.

من جهته، أعرب الدكتور عبد الله الشايجي الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية في جامعة الكويت عن تعجبه من الصمت الأميركي على المستوى الرسمي وغير الرسمي مما يحدث في اليمن، وخاصة مع التصريحات الإيرانية التي تعتبر أن هناك أربع عواصم عربية أصبحت تخضع للنفوذ الإيراني.

لكن الشايجي توقع أن تواجه الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة مشكلة خطيرة بسبب انخفاض أسعار النفط، فضلا عن أن التمدد الإيراني في الدول الأربع (العراق وسوريا ولبنان واليمن) يعني المزيد من الإنفاق.

ويرى أن هذه المخططات الإيرانية التي باتت واضحة تعيد المنطقة بقوة لأجواء الحرب الباردة بين إيران ودول الخليج، التي قال إن عليها أن تعلن موقفا أكثر وضوحا وقوة مما يجري في اليمن، باعتباره تطورا إستراتيجيا خطيرا جدا سيكون له تداعيات كبيرة.