من واشنطن

واشنطن وطهران.. هل اقتربت ساعة الحسم من أجل العودة للاتفاق النووي؟

رجح ضيوف حلقة برنامج “من واشنطن” أن تتوصل واشنطن وطهران إلى تسوية بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وقالوا إن من مصلحة الطرفين إبرام الاتفاق لأن البدائل الأخرى خطيرة.

وأعربت مديرة مبادرة مستقبل إيران في المجلس الأطلسي باربار سلافين عن تفاؤلها بإمكانية توقيع الاتفاق النووي، خاصة بعد تأكيد الجانب الأوروبي أن الطرفين الأميركي والإيراني قدما تعليقات مقبولة على المسودة الأوروبية.

وترى سلافين -في حديثها لحلقة (2022/8/25) من برنامج "من واشنطن" أن الرئيس الأميركي جو بايدن ومعه الحزب الديمقراطي في موقع قوة يمكّنه من دعم الاتفاق النووي مع إيران، وقالت إن شعبيته في صعود، وإنه لم يقدم تنازلات كبيرة من أجل إحياء الاتفاق.

كما كشفت عن أن إسرائيل ومؤسستها الأمنية لا ترفض الاتفاق النووي الذي هو في مصلحة واشنطن وطهران.

أما الصحفي والمحلل السياسي سعيد عريقات فأشار إلى أن الأمور تتجه نحو توقيع الاتفاق النووي، لأن البدائل بالنسبة للأميركيين خطيرة جدا، لكنه تحدث عن عراقيل تتعلق بأعضاء الحزب الجمهوري الذين يعارضون العودة إلى الاتفاق النووي الذي خرج منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبخلاف باربار، أشار عريقات إلى انقسام المؤسسة الأمنية في إسرائيل بشأن الاتفاق النووي مع إيران؛ فهناك من يريده وهناك من لا يريده، لكنه استبعد أن تتمكن إسرائيل من استهداف البرنامج النووي الإيراني الذي قال إنه ينتشر على نحو 5 آلاف موقع، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها التي تقدر على ذلك، وهي لا تريد خوض حرب جديدة في المنطقة، وإنما تريد نشر منظومات صاروخية لدى العرب وإسرائيل في المنطقة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني أن الموقف بالنسبة لبايدن هو "اتفاق سيئ خير من لا اتفاق"، لأن الرئيس الأميركي كان قد وضع هذا الملف ضمن أولوياته، ولأن عدم توقيع الاتفاق يعني امتلاك إيران السلاح النووي، وإمكانية اندلاع حرب في المنطقة تشغل الولايات المتحدة أكثر مما هي منشغلة الآن في ظل حرب روسيا وأوكرانيا.

ورأى أن واشنطن وطهران حريصتان على توقيع الاتفاق، حسب شروط كل طرف ومتطلباته، وأن الحديث يدور عن تقديم إيران تنازلات للطرف الأميركي تتعلق بمسألة الضمانات ومطلب رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني لديه خطوطه الحمراء المتعلقة بدور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البرنامج النووي وقضية رفع العقوبات بصورة فورية وليست تدريجية.

تفرغ واشنطن

وعن تأثير حرب أوكرانيا على مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، أشار العناني إلى أن من مصلحة واشنطن تبريد الملف النووي مع إيران من أجل أن تتفرغ للملفات الأخرى، وعلى رأسها التوتر غير المسبوق في العلاقات بينها وبين الصين على خلفية موضوع تايوان، إضافة إلى طمأنة الحلفاء الأوروبيين الذين يعتمدون على روسيا في مسألة الطاقة بنسبة 40%.

واستعانت حلقة برنامج "من واشنطن" بتقارير لمراسلي الجزيرة في واشنطن وفيينا، وتحدث مراسل الجزيرة في طهران نور الدين دغير عن صمت من جانب إيران حتى الآن، وقال إن الإيرانيين لا يريدون الإفراط في التفاؤل لأن النقاط الخلافية المتبقية مهمة، خاصة مسألة الضمانات التي تطلبها طهران من واشنطن.

من جهته، قال مراسل الجزيرة في واشنطن أحمد هزيم إن الموقف الأميركي يركز على مسألة التزام إيران بتعهداتها ورفض إخراج وكالة الطاقة الدولية من عملية التفتيش، وهو أساس الأرضية التي على أساها تُستأنف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

في حين أكد مراسل الجزيرة في فيينا نور الدين بوزيان أن الأمر يتجه نحو عقد جولة جديدة من المفاوضات، لكن الأوروبيين يخشون من احتمال عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر في المفاوضات.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية نهائيا، داعيا طهران وواشنطن اللتين تتفاوضان بشكل غير مباشر للرد عليه، أملا في تتويج مباحثات بدأت قبل عام ونصف العام.