من واشنطن

انقسام داخلي قبل الانتخابات النصفية.. ماذا يحدث؟ وهل سيعود ترامب للسلطة؟

أقر ضيوف برنامج “من واشنطن” بوجود انقسام حاد في الولايات المتحدة الأميركية قبل موعد الانتخابات النصفية، وقالوا إن اقتحام منتجع الرئيس السابق دونالد ترامب في ولاية فلوريدا زاد من حدة الانقسام.

 وتحدث الإعلامي والمؤلف مايكل كوهين -لحلقة (2022/8/18) من برنامج "من واشنطن"- عن أساليب الرئيس السابق دونالد ترامب ومحاولاته ابتزاز الحكومة الأميركية عن طريق احتفاظه بوثائق سرية، إذ إنه قد يهدد إذا تمت ملاحقته بتسليم تلك الوثائق والملفات إلى خصوم الولايات المتحدة في العالم، مثل كوريا الشمالية وإيران.

ووفقا لكوهين، فإن معلومات وصلت للمحققين الفدراليين تفيد بوجود 10 إلى 12 صندوقا آخر بحوزة ترامب تحتوي على الكثير من المعلومات السرية، كاشفا عن أن منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا -الذي اقتحمه المحققون في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري- ليس بمنزل ترامب الخاص، بل هو ناد اجتماعي.

واقتحم محققون فدراليون منزل الرئيس الأميركي السابق في ولاية فلوريدا وذلك في أثناء وجوده بمدينة نيويورك. وفي وقت سابق من هذا العام، قالت إدارة الأرشيف الوطني إنها استعادت 15 صندوقا من سجلات البيت الأبيض ومواد أخرى من منزل ترامب في فلوريدا، وهو ما أدى لبدء وزارة العدل تحقيقاتها للتأكد من عدم مخالفة ترامب للقانون.

ونفى كوهين أن تشهد الولايات المتحدة حربا أهلية بسبب ترامب، كما استبعد ترشحه للرئاسة مرة أخرى عام 2024؛ أولا لأنه غير مستعد للخسارة مرة أخرى، وثانيا، سيكون هناك الكثير من الجمهوريين الذين سيترشحون ضده.

من جهته، رأى الصحفي والمحلل السياسي محمد المنشاوي أن حادث اقتحام منزل الرئيس الأميركي السابق في ولاية فلوريدا زاد من تشنج المشهد الأميركي، ولم يكن هناك انقسام حاد إلى هذه الدرجة في تاريخ الولايات المتحدة باستثناء الحرب الأهلية. وتحدث عن مخاطر تواجه البلد، خاصة في ظل ترسانة الأسلحة التي يملكها الأميركيون، لكنه استبعد إمكانية التوجه نحو العنف.

ووفق المنشاوي، فلا توجد اتهامات جنائية ضد ترامب حتى اليوم، ولا تستطيع أي قوة منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2024، مشيرا إلى أن حظوظ الرئيس الجمهوري جو بايدن لإلحاق الهزيمة بترامب في حال ترشحه ستكون محدودة، وقال إن الحزب الديمقراطي يعاني إفلاسا على مستوى القيادة بعكس الحزب الجمهوري الذي يملك بدائل لترامب.

الانقسام والديمقراطية الأميركية

أما بالنسبة للمحامي والناشط الجمهوري كمال نعواش، فقد كان يمكن اللجوء لطريقة أخرى لاسترجاع المعلومات السرية غير استخدام الشرطة والمخابرات ومكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI)، وقال إن ترامب لديه ملايين الأنصار (من 50 إلى 60 مليونا) يعتقدون أنه مظلوم.

ودعا ضيف برنامج "من واشنطن" الحكومة الأميركية لاستخدام الحكمة في التعامل مع قضية ترامب، وأن عليها أن تكسب ثقة الأميركيين الذين قال إن منهم من يعتقد فساد وزارة العدل (إف بي آي)، لكن القانون يجب أن يطبق على الجميع، على حد تعبير نعواش.

كما استبعد نعواش أن يؤدي الانقسام الداخلي الراهن إلى انهيار الديمقراطية الأميركية، لأن البلد مر بأزمات مشابهة في السابق كما حدث في الستينيات، لكنها لم تصل إلى حد الحرب الأهلية.