من واشنطن

كيف تنظر أميركا لما يحدث في إدلب.. وما مستقبل العلاقات التركية الروسية؟

ناقشت حلقة (2020/2/21) من برنامج “من واشنطن” نظرة الإدارة الأميركية لم يحدث في مدينة إدلب بسوريا، وتساءلت: كيف تنظر واشنطن لما يحدث بإدلب؟ وما مستقبل العلاقات الروسية التركية؟

قال الباحث بمؤسسة هيريتيج نيل غاردنر إن أميركا تتابع الوضع في الأرض في إدلب باستمرار، لكنها ليست معنية بالصراع بين تركيا وروسيا، وأميركا تهتم بمصالحها كما إنها تراقب الوضع الإنساني في إدلب، مشيرا إلى صعوبة التحرك الأممي لاستخدام روسيا والصين الفيتو.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/2/21) من برنامج "من واشنطن" أن أهم نقطة يجب التركيز عليها هي هزيمة تنظيم الدولة، وقد لعبت تركيا دوار مهما في هذا الشأن، وأميركا تدعم الجهود التركية، والأهم الآن بالنسبة لأميركا هو نهوض سوريا والبدء بدولة ديمقراطية لا تسود فيها دكتاتورية الأسد، كما تدفع أميركا لعقد انتخابات في سوريا.

من جهته، قال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس إن أميركا تركت المعارضة السورية منذ العام 2015، ومن المستبعد أن تقوم بدعمها الآن، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤكد ضرورة دعم أميركا لبلاده لكنها لا تقوم بذلك في الوقت الحالي، ومن الواضح أن الأتراك لا يثقون في الحصول على دعم أميركي.

بالمقابل قال رسول طوسون البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية التركي إن تركيا تتعامل مع القضية السورية بثلاثة مستويات في الوقت ذاته، وتكمن هذه المستويات في المستوى الإنساني والمستوى العسكري والمستوى الدبلوماسي، وأبرز هذه المستويات هو المستوى الإنساني، حيث يحتاج قرابة ثلاثة ملايين سوري في الوقت الحالي لمساعدات إنسانية عاجلة.

وأضاف أن تركيا تواجه الأزمة الإنسانية في سوريا منفردة ولم تتدخل أميركا في ذلك، أما على المستوى الدبلوماسي فإن تركيا تسعى لإيجاد حل سياسي بأسرع وقت في سوريا، ولم تجد تركيا أي موقف من أي دولة غير البيانات الفارغة، والموقف الأميركي يحوي بيانات لا تفيد.

كما عبر الكاتب الصحفي والخبير بشؤون الشرق الأوسط يفغيني سيدوروف عن أن روسيا تنظر إلى ما يجري في إدلب بهدوء تام، وهي تبحث عن إيجاد تفاهمات مع جميع الأطراف هناك، وموسكو ترى أن ما يجمعها بأنقرة أكثر مما يفرق بينهما، والأوضاع في إدلب لا تشكل نقطة خلاف جوهرية.

مستقبل العلاقات
ويرى غاردنر أن لدى أميركا وتركيا هدفا مشتركا في إدلب، وأميركا دعمت تركيا في عمليتها هناك، ولا يعتقد أن أميركا ستتدخل إلى جانب تركيا في إدلب، كما أن تركيا عضو مهم في حلف الناتو لكن أميركا لن تتدخل على الأرض، ولا توجد مؤشرات على أن أميركا ستقوم بنشر باتريوت في تركيا.

ويشير طوسون إلى أن تركيا ومنذ ثماني سنوات تطالب أميركا بيعها صواريخ باتريوت لكن الأخيرة رفضت، وغضبت من شراء تركيا صواريخ أس 400، لذا عليها أن تبيع صواريخ باتريوت لتركيا، لكنها تضع شروطا مجحفة بحق تركيا وتطالبها بالتخلي عن الصواريخ الروسية من أجل الحصول على المنظومة الأميركية.

في حين يستبعد سيدوروف نجاح محاولات الإيقاع بين تركيا وروسيا من قبل بعض الأطراف، لأن علاقات البلدين مبنية على مصالح مشتركة، وبإمكان البلدين التفاهم على العديد من النقاط، وقد تتوصل روسيا وتركيا لاتفاق يقضي بحماية نقاط المراقبة التركية وهو الأمر الذي يعتبر انتصار سياسيا لتركيا.