من واشنطن

تحديات الإعلام العربي والأميركي.. أوجه الشبه والاختلاف

ناقش برنامج “من واشنطن” أوجه الشبه والاختلاف بين التحديات التي يواجهها الإعلام بالشرق الأوسط في ظل المطالبات بإغلاق قناة الجزيرة والتحديات التي تواجه الإعلام الأميركي في ظل الإدارة الحالية.

بثت حلقة (2017/7/21) من برنامج "من واشنطن" من داخل مقر نادي الصحافة القومي بالعاصمة الأميركية واشنطن. وناقشت أوجه الشبه والاختلاف بين التحديات التي يواجهها الإعلام في الشرق الأوسط في ظل المطالبات بإغلاق قناة الجزيرة والتحديات التي تواجه الإعلام الأميركي في ظل الإدارة الأميركية الحالية.

بدأت الحلقة الخاصة بالحديث عن موقف نادي الصحافة القومي الذي أصدر بيانا يدين فيه مطلب دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة ويحث وزارة الخارجية الأميركية على رفض ذلك المطلب كونه تعديا صارخا على حرية التعبير والإعلام.

وبث البرنامج تقريرا لتعريف المشاهدين بنادي الصحافة القومي. تحدثت خلاله كاثي كايلي المسؤولة عن معهد الصحافة في النادي والمتحدثة باسمه للجزيرة عن الدور الذي يقوم به النادي في الدفاع عن حقوق الصحفيين وعن حرية الإعلام داخل الولايات المتحدة الأميركية منذ افتتاحه عام 1927 وحاليا في ظل علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الصحافة والصحفيين واتهامه لهم بأنهم "كاذبون ومزيفون وغير منصفين".

وأكدت كيلي أن دور نادي الصحافة القومي أصبح غاية في الأهمية خاصة في هذه الأوقات. وقالت إن الحكومات لا يحق لها أن تتحكم في طبيعة التغطية الإعلامية في أي بلد، ولكن بالتأكيد من حقها الرد على ما ينشر برؤيتها الخاصة للأحداث.

 الحزيرة
ثم تطرقت الحلقة إلى علاقة قناة الجزيرة بالمسؤولين الأميركيين وكيف أن تلك العلاقة شهدت فترات صعود وهبوط على مدى سنوات طويلة إلا انها صمدت باعتبار الجزيرة منبرا لا يصح تجاهله أو مقاطعته.

وعرضت الحلقة مقتطفات من لقاءات أجراها عبد الرحيم فقراء ممثلا لقناة الجزيرة مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين من بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ووزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ووزير الخارجية السابق جون كيري، والأخيرين من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

مقارنات
تحدثت مارغو إيوين من منظمة "مراسلون بلا حدود" في العاصمة واشنطن عن أوجه التشابه بين الخطاب النقدي الموجه من قبل الحكومات في الشرق الأوسط والإدارة الأميركية الحالية لوسائل الإعلام.

وقالت إيوين إن مقارنة التحديات الموجودة في الشرق الأوسط في وجه العمل الصحفي وحرية التعبير بما يحدث في الولايات المتحدة فيه درجة كبيرة من المبالغة "فهناك صحفيون قابعون في سجون الشرق الأوسط فقط لامتهانهم الصحافة وهذا ليس هو الحال في الولايات المتحدة لوجود قانون ودستور يكفل هذا الحق ويحميه".

وأضافت أن فكرة إغلاق محطة أو برنامج لابد أن تصدر من القناة نفسها وليس من حكومة بعينها، فهذا ليس من اختصاص الحكومات. وختمت بالقول إن العداء الحالي في الولايات المتحدة ضد العمل الصحفي غير مقبول أبدا.

أستاذ الإعلام في جامعة جورج واشنطن ويليام يومنز يرى أن الولايات المتحدة احتلت دور الريادة في حرية التعبير والصحافة، ولكن تلك المبادئ التي يكفلها التعديل الأول في الدستور ربما لم تعد تمثل الأهمية التي اعتدنا عليها في سياسات الولايات المتحدة.

وقال إن قوانين مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة تتيح للحكومة إغلاق قنوات فضائية إذا ما ثبت ارتباطها أو تلقيها تمويلا من جهات مصنفة منظمات إرهابية.

وطبقاً ليومنز، فإن مشكلة حقيقية تكمن في وجود وسائل إعلام دعائية تتحكم فيها الحكومات خاصة في العالم العربي الذي يعادي حكامه أي منبر يساهم في كشف عورات سياساتهم الداخلية والخارجية.

انتقادات
أما مدير معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط إيغال كارمون فوجه انتقادات متعددة لتغطيات قناة الجزيرة وتوفيرها، حسب وصفه، مساحات كبيرة لمن وصفهم بالجهاديين والمتطرفين.

وقال إن الجزيرة تقدم مضمونا ثقافيا ووثائقيا ورياضيا، ولكن بعض برامجها تروج للانضمام لجماعات جهادية ولتعبئة هذه الجماعات. وأضاف أنه لا يوجد تشابه بين عمل قنوات أميركية مثل سي أن أن والجزيرة.

أستاذة العلوم السياسية في جامعة هاورد الأميركية عبير كايد رأت أن حديث إيغال كارمون عن الجزيرة لا يتمتع بأية مصداقية، ورغم أن الجزيرة قد لا تكون محايدة تماما في جميع الأوقات، لكنها تحاول إيضاح الخبر من كل جوانبه وتقديم صحافة حرة في ظل التحديات الشرسة التي تواجهها الصحافة الحرة في منطقة الشرق الأوسط.

دفاع
أما مراسل موقع "برايتبارت" اليميني نيل مكايب فقد دافع عن موقف الرئيس الأميركي ترمب من الإعلام الأميركي، وقال إن الصحافة الأميركية تعادي ترمب بشكل واضح وغير مسبوق.

واستشهد مكايب بالصور التي نشرتها الصحفية السابقة في سي أن أن كاثي غريفين وهي ممسكة برأس غير حقيقي مشابه لترمب مقطوعا وملطخا بالدماء، وقال إن شخصية المعارضة الحيادية والموضوعية ضد الإدارة الأميركية غائبة عن الساحة الإعلامية الآن.

واستنكر موقف معظم المحطات الأميركية التي تنادي بحرية الصحافة الآن ووصف صمتهم تجاه حرمان موقع برايتبارت من الحصول على رخص إعلامية من الكونغرس لحضور وتغطية المؤتمرات بالسلبي وغير الحيادي.

بدورها، قالت أستاذة الإعلام في جامعة ميريلاند الأميركية سحر خميس إن هناك تحديات حقيقية للإعلام في الولايات المتحدة ولكنها لا تماثل ما تواجهه صحافة الشرق الأوسط لعدم وجود قوانين مماثلة تكفل حرية التعبير والرأي كما هو الوضع في الولايات المتحدة.

وأشارت خميس إلى التحديات السابقة التي واجهت قناة الجزيرة أثناء تغطية ثورات الربيع العربي حين سحبت رخصتها وضرب واعتقل مراسلوها.