من واشنطن

أميركا وملف الإصلاح والتقسيم بالعراق

ناقشت حلقة “من واشنطن” نظرة أميركا للوضع الساخن بالعراق الذي زاد سخونة هذا الصيف بالحراك الجماهيري المطالب بالإصلاحات، والحرب الدائرة مع تنظيم الدولة، ومخاطر التقسيم، ومستقبل العراق بعد الاتفاق النووي.

لم يعد الشأن الداخلي العراقي ضمن أولويات السياسة الخارجية الأميركية. كان ذلك فقط تحت إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن، أما إدارة باراك أوباما فتريد فقط محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

هذا ما اتفق عليه ضيوف برنامج "من واشنطن" في الحلقة التي بثت الثلاثاء (25/8/2015) والتي ناقشت ملف الإصلاح واحتمالات التقسيم في العراق، معرجة على سوريا التي يجمعها مع العراق الوضع المتأزم وتنظيم الدولة الذي محا حدود "سايكس بيكو" لأول مرة.

وقال كبير الباحثين في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفد بولوك، إن أميركا تخلت عن مسؤولياتها في العراق ورأت أن الأهم هو مكافحة الإرهاب، أما اهتمامها بما تحققه الإصلاحات الموعودة فهو قليل، لأنه شأن داخلي عراقي غير معنية به الإدارة الأميركية.

ولفت بولوك إلى أن الاحتجاجات في العراق هي التي ستؤدي إلى ديمقراطية أكثر، وأن المسؤولية هي الآن في يد العراقيين.

تقسيم العراق
وحول التقسيم في العراق -وهو الأمر الذي حذر منه قائد الجيش الأميركي الجنرال ريموند أوديرنو مؤخرا- قال الباحث في الشؤون السياسية العراقية حارث حسن إن العراق الآن مقسم عمليا، فالدولة التي تحتكر العنف الشرعي تنازعها في العراق قوات غير رسمية كالحشد الشعبي وتنظيم الدولة، كما أن إقليم كردستان شبه دولة مستقلة.

ورأى أن تعاطي إدارة أوباما مع الوضع في العراق يقوم على التفسير البراغماتي للمصالح وليس الأيديولوجي كما كان في عهد بوش، وهي ترى أن الإبقاء على الواضع الراهن أقل كلفة من التدخل.

بولوك علق بأن تقسيم العراق مستحيل وغير واقعي، وأن كل ما قيل على لسان خبراء وجنرالات ما هو إلا نوع من التحذير وليس تحليلا واقعيا.

في الحديث عن العراق تحضر إيران على الدوام قبل وأثناء غزو أميركا للعراق، ولكن ما بعد الاتفاق النووي لا بد من تفحص أعمق للصورة.

هنا قال سفير الولايات المتحدة السابق في دمشق روبرت فورد إن واشنطن تعرف النفوذ الإيراني في العراق بعد عام 2003 ولم يكن لديها اعتراض على ذلك، شريطة أن تعترف الحكومة الإيرانية بسيادة الحكومة العراقية ووحدة دولة العراق.

بدوره علق حارث حسن بأنه من الصعب أن تذهب أميركا بعيدا في الحوار والاتفاق مع إيران على ترتيبات في الشأن العراقي، فليس هناك رضا أميركي ولا إقليمي من تركيا والسعودية لمثل هذا.

الجار السوري
وحول الشأن السوري المجاور، قال فورد إن ثمة معارضة سورية تحارب "بشار الأسد وداعش معا" وهي معارضة بين المطرقة والسندان، بينما لا تقدم لها الإدارة الأميركية أي مساعدة.

وخلص إلى أن المعارضة السورية عليها أن تدرك أنه لن يكون هناك تدخل عسكري كبير في سوريا. و"هذا ما أقوله لهم منذ سنوات، أن يصل الأمر إلى مساعدتهم على الأرض، هذا أمر غير وارد".

وعلق بولوك قائلا إنه من دون أي مساعدات أميركية استطاعت المعارضة السورية أن تدفع جيش الأسد للانسحاب، بل إنها وصلت معاقل العلويين، وهذا الأمر يضيق على الأسد ويجعله غير مرتاح.