من واشنطن

هل دعمت الإدارة الأميركية ثورة سوريا؟

تكملة لتغطيتها للذكرى الرابعة للثورة السورية، ركزت حلقة “من واشنطن” على موقف الإدارة الأميركية من هذه الثورة، على خلفية تصريحات للسفير السابق في دمشق روبرت فورد.

عبّر السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد عند انطلاق الثورة السورية عن دعم بلاده للمتظاهرين السلميين طالما أن الوضع لا يزال يتسم بالسلمية، أما في حال حدوث عنف فإنها لن تدعمهم. جاء ذلك في تصريحات لفورد سجلت عام 2012 و نقلتها حلقة "من واشنطن".

وأعلن فورد أيضا أن الإدارة الأميركية كانت تفضل جلوس المعارضة والنظام إلى طاولة الحوار، وأنه أخبر وزير خارجية سوريا وليد المعلم عام 2011 أن سوريا ليست سوريا 1982، أي أنه لا يمكن إعادة مجزرة حماة شمال دمشق والتي قتل فيها آلاف السوريين.

وبحسب فورد فإن الإدارة الأميركية فهمت مع نهاية عام 2011 أنه بات من المستحيل الرجوع إلى الوراء في ظل إراقة الدماء في سوريا، وكان ذلك سببا لموافقة وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون الجلوس مع المعارضة السورية وتشجيعها على تقديم الأفكار بشأن إيجاد حل سلمي قبل وقوع سوريا في "حرب أهلية".  

وتعليقا على تصريحات فورد، قال الأستاذ في جامعة سوشي بولاية أوهايو عمر العظم إن فورد ضلل الإدارة الأميركية بمعلومات كان يستقيها من دائرة ضيقة للأشخاص الذين يتواصل معهم في دمشق، وإنه صوّر لها وكأن الرئيس بشار الأسد سينهار.

وأضاف أن السفير الأميركي السابق أظهر للسوريين من خلال زيارته لحماة وحضوره مجالس العزاء والجنازات أن الإدارة الأميركية ستدعمهم، لكن هذه الأخيرة لم تفعل.    

من جهته، أكد مدير العلاقات الحكومية في المجلس السوري الأميركي محمد غانم أن فورد ليس وحده من قدم تقارير تفيد بقرب سقوط الأسد، وإنما الاستخبارات الأميركية أظهرت أن نظام الأسد آيل للسقوط، وهو نفس الموقف الذي كان ينتظره الكثير من الناس في سوريا.

وكشف غانم أن فورد قدم مقترحا لهيلاري خلال عودته إلى واشنطن يقضي بضرورة تسليح الجيش السوري الحر، ووافقت عليه الوزيرة الأميركية والفريق الأمني للرئيس باراك أوباما، لكن هذا الأخير رفض المقترح.

وبرأي المتحدث فإن مشكلة إدارة أوباما تكمن في كونها لم تملك حينئذ خطة تقدمها في حال عدم سقوط الأسد.

وبشأن تقييمهما لدور الجالية السورية، اتفق العظم وغانم على أن الجالية المناوئة للنظام السوري لم تستطع التأثير في صناع القرار داخل الولايات المتحدة.

ودعا العظم إلى ضرورة إيصال صوت الجالية السورية إلى الرأي العام الأميركي، وأشار إلى أن المظاهرات التي تنظمها الجالية تخاطب فيها نفسها، كما أنها لا أثر لها على البيت الأبيض.