من واشنطن

انعكاسات هزيمة الحزب الديمقراطي على أجندة أوباما

ناقشت حلقة الثلاثاء 11/11/2014 من برنامج “من واشنطن” انعكاسات هزيمة الحزب الديمقراطي على أجندة الرئيس أوباما وتساءلت عن ما إذا كانت نتائج الانتخابات قد شكلت استفتاء على رئاسة أوباما.

حقق الجمهوريون فوزا لافتا بأغلبية مقاعد مجلسي الكونغرس الأميركي وعززوا أغلبيتهم في مجلس النواب منتزعين المقاعد الستة الضرورية لتحقيق الغالبية في مجلس الشيوخ.

وناقشت حلقة الثلاثاء 11/11/2014 من برنامج "من واشنطن" انعكاسات هزيمة الحزب الديمقراطي على أجندة الرئيس باراك أوباما فيما بقي من ولايته الثانية الأخيرة وتساءلت عن ما إذا كانت نتائج الانتخابات النصفية قد شكلت استفتاء على رئاسة أوباما ورفضا لأجندته الداخلية والخارجية.

وتطرق ضيوف الحلقة في مداخلاتهم إلى المجال الدبلوماسي الذي يرى البعض أنه أصبح يمثل فرصة أوباما الأخيرة لإنقاذ إرثه التاريخي.

ومن مقر البيت الأبيض قال مراسل الجزيرة فادي منصور إنه كان لافتا رفض الرئيس باراك أوباما، بعيد هزيمة حزبه في الانتخابات الأخيرة، تحمل المسؤولية وتشكيكه في تفويض الجمهوريين باعتبار أن عدد المشاركين لم يتجاوز ثلث الناخبين المؤهلين للتصويت.

وأشار المراسل إلى أن المؤشرات لا تبدو واضحة -إلى حد الآن- فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للإدارة الأميركية خلال الفترة المقبلة، موضحا أنه نظريا يكون هذا الملف بيد الرئيس ولا سلطة للكونغرس عليه.

أداء الرئيس
واعتبر شبلي تلحمي -أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميريلاند- أن النجاح الجمهوري في الانتخابات ربما كان مرتبطا في جزء منه بأداء الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقال إن خسارة الديمقراطيين من شأنها أن تعقد الأمور بالنسبة للرئيس داخليا وخارجيا.

وأضاف شلبي أن أوباما لم ينجح في الأسلوب وليس في المضمون، مشددا على ضرورة أن يأخذ موقفا حاسما في موضوعات حارقة بينها موضوع هجرة اللاتينيين غير الشرعية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية أن القضايا الخارجية فرضت نفسها على الرئيس بعيد انتخابه في 2009 مع اندلاع ثورات الربيع العربي ومع تعاظم الدور الروسي على الساحة الدولية خصوصا.

وخلص شبلي إلى أنه أمام أوباما فرصة لاستغلال ملفي البرنامج النووي الإيراني والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، وإذا لم ينجح في التوصل إلى اتفاق مع الإيرانيين فسيلقى هجوما من قبل الكونغرس الذي سيسعى إلى إحراجه.

وقال خليل جهشان -المدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن- إن الرئيس الأميركي باراك أوباما عزل نفسه عن الجمهور، معتبرا الصوت الغاضب من قبل شريحة البيض موجها ضده شخصيا ما يعني نجاح الجمهوريين في تحويل حملتهم إلى حملة تستهدف أوباما في شخصه.

ورأى جهشان أن الرئيس أوباما لا يملك الحس السياسي كي يكون رئيسا للولايات المتحدة، وهو لم يتعامل مع الرأي العام والشق التنفيذي بالشكل الأمثل، وفق تعبيره.

الملف الإيراني
وفيما يرتبط بالمسائل الخارجية ذكر جهشان أن الشعب الأميركي يدعم إيجاد حل مع إيران، لكن أوباما يواجه طرفين في هذا الملف هم الجمهوريون في الكونغرس والإسرائيليون الفاعلون على الساحة الأميركية.

واعتبر المدير التنفيذي للمركز العربي أن المعسكر الجمهوري سيسعى، خلال السنتين المقبلتين، إلى إقناع الأميركيين بأن الرئيس ومن وراءه الديمقراطيون غير مؤهلين لقيادة البلاد.

أما خالد صفوي -المحلل السياسي- فوصف ما حدث خلال الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة بأنه ثورة البيض، لافتا إلى أن الأسبوعين المقبلين في مسيرة الرئيس أوباما هي التي ستحدد طبيعة العلاقة بين المعسكرين الديمقراطي والاشتراكي.

وذكر أن الرئيس الأميركي لم يقدم مشروع قرار العفو عن المهاجرين اللاتينيين غير الشرعيين ما أدى إلى خسارة أصوات هذه الفئة في الانتخابات النصفية.

ووفق صفوي بقدر ما كان أوباما فاشلا في تسويق برامجه وخططه ونجاحاته الاقتصادية، بقدر ما نجح الجمهوريون في وصف سياساته بالفاشلة.

واعتبر المحلل أن الرئيس الأميركي بإمكانه الاستفادة من الخلاف القائم في صفوف الجمهوريين بشأن سبل التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرا إلى اعتقاده بأن المعسكر الجمهوري سيسعى إلى عرقلة أي اتفاق ممكن مع إيران بشأن برنامجها النووي بدفع من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.