من واشنطن - الملف اليمني في الولايات المتحدة - صورة عامة
من واشنطن

أثر الإجراءات الأمنية الجديدة على أوباما

تتناول الحلقة الإجراءات الأمنية والاستخبارية الجديدة التي اتخذها أوباما، هل ستخفف هذه الإجراءات من النقد الموجه إليه بالتراخي بخصوص تعامله مع الملف اليمني؟

– موقف الجالية اليمنية ونوايا الحكومة الأميركية تجاه اليمن
– الاهتمام الأميركي وتفاعل سياسة أوباما مع الملف اليمني

– تأثير الجبهة الداخلية على مواقف وسياسات أوباما

– عوامل تفاقم الوضع اليمني والسبل لحل المشكلات

عبد الرحيم فقرا
عبد الرحيم فقرا
جيفري فيلتمان
جيفري فيلتمان
إدموند هال
إدموند هال
تشارلز شميتز
تشارلز شميتز
شبلي تلحمي
شبلي تلحمي

عبد الرحيم فقرا: مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم إلى حلقة جديدة من برنامج من واشنطن. اتهام النيجيري عمر فاروق عبد المطلب بمحاولة تفجير طائرة نورث ويست الأميركية قبل بضعة أسابيع وبتلقي تدريبات في اليمن على يد تنظيم القاعدة دفع بالملف اليمني إلى واجهة الاهتمام بصورة غير مسبوقة في الولايات المتحدة.

[شريط مسجل]

مراسل الجزيرة: قال أحد موظفينا الحكماء إن العراق هي حرب البارحة وأفغانستان هي حرب اليوم وقد تصبح اليمن مسرح الحرب القادمة، ما أقصده هنا هو أن الضغط الذي مارسناه في أفغانستان وباكستان ووزيرستان قد ساهم بصورة جزئية في انتقالها إلى اليمن.

[نهاية الشريط المسجل]

عبد الرحيم فقرا: في مقابلة مع مجلة بيبول ماغازين قال الرئيس باراك أوباما إنه لا ينوي إرسال قوات أميركية إلى اليمن على غرار ما فعله في أفغانستان لأنه يفضل العمل مع الشركاء الدوليين، لكنه قال أيضا وأقتبس من كلامه "إنني لا أرفض أبدا أي إمكانية في عالم على هذه الدرجة من التعقيد". مطالبة الرئيس أوباما بفتح جبهة جديدة تغفل أو تتغافل عن أن الولايات المتحدة تقوم بعمليات استخباراتية وعسكرية في اليمن منذ عدة سنوات، لكن مجرد حديثه عن إمكانية حدوث ذلك ربما يعكس حجم الضغوط التي يتعرض لها رئيس جعل من تحسين علاقات بلاده مع المسلمين بمن فيهم اليمنيين داخل الولايات المتحدة وخارجها واجهة رئيسية من واجهات سياسته الخارجية.

[شريط مسجل]


ناجي الجهيم/ مجمع الإيمان الإسلامي: أي قوة مش القوة الأميركية نحن ما نشتهي أي قوة تنزل ببلادنا كإستعمار لبلدنا.

[نهاية الشريط المسجل]

موقف الجالية اليمنية ونوايا الحكومة الأميركية تجاه اليمن


عبد الرحيم فقرا: يسعدني أن أرحب في هذه الحلقة بكل من إدموند هال السفير الأميركي السابق في اليمن، وتشارلز شميتز المتخصص في الشؤون اليمنية وهو يدرس في جامعة توسن وبالبروفسور شبلي تلحمي كرسي أنور السادات في جامعة ميريلاند، ولكننا نبدأ بالزميل ناصر الحسيني عند الجالية اليمنية في ولاية ميشيغان.

[تقرير مسجل]

ناصر الحسيني: في الحي اليمني هامتراميغ قرب ديترويت حيث يحافظ اليمنيون على عاداتهم بقوة صعقوا هنا يوم احتفالات عيد الميلاد عندما علموا أن الشاب النيجيري المسلم الذي حاول تفجير طائرة قرب ديترويت تلقى تدريباته في بلادهم اليمن، تبرأ الأئمة من الشاب النيجيري في المساجد، آخرون تظاهروا والباقون يبحثون مستقبل بلادهم كل ليلة في حديث المجالس.


مشارك1: في الحقيقة اليمن إذا كان هناك تدخل دولي سيساعد على نمو الإرهاب في اليمن أكثر.


مشارك2: البلاد بحاجة إلى دعم اقتصادي يعني على أساس يستطيع الشعب اليمني أن ينهض من وضعه من الركود من الفقر من المرض يعني هذا هو المطلوب.


ناصر الحسيني: قد لا يوجد يمني واحد يرفض مساعدات أميركية إضافية إلى اليمن لكنهم يستغربون ويحذرون الرئيس أوباما من مجرد التفكير في فتح جبهة ثالثة لمواجهة تنظيم القاعدة باليمن كما يطالب بعض الساسة الأميركيين الآن.


ناجي الجهيم: أي قوة مش القوة الأميركية نحن ما نشتهي أي قوات تنزل ببلادنا كإستعمار لبلدنا، هذا أي إنسان يرفضه ولا.. إلا اللي ما عنده عقل.


ناصر الحسيني: وحتى الشباب من صغار السن من اليمنيين الأميركيين الذين تربوا وترعرعوا بأميركا يحذرون بدورهم من التورط -على حد قولهم- في اليمن.

[نهاية التقرير المسجل]

عبد الرحيم فقرا: ويظل معنا الزميل ناصر الحسيني، ناصر طبعا نريد خلال دقيقة أو دقيقة ونصف أن توسع لنا البؤرة، طبعا ما حصل في الآونة الأخيرة ركز الاهتمام على الجالية اليمنية لكن كيف تشعر الجالية العربية والمسلمة بشكل عام في المنطقة التي فيها أنت؟


ناصر الحسيني: نعم، هذه الجالية اليمنيون بشكل خاص لكن عندنا العرب والمسلمون هنا في ديترويت يراقبون وبحذر شديد ويتابعون وسائل الإعلام الأميركية ومنزعجون حقيقة من سلسلة التصريحات التي يرونها هنا وهناك من ساسة أميركيين برأي العرب والمسلمين هنا يبالغون في الوضع اليمني فيه مبالغة حسب هؤلاء العرب والمسلمين هنا لتوصيف ما يوصف بالإرهاب داخل اليمن والكل هنا يجمع على أن اليمن إن كان بحاجة إلى مساعدة فهي مساعدة مالية ضد الفقر والتخلف ومساعدة أيضا من أجل إصلاح ذات البين وتقريب وجهات نظر الفرقاء اليمينيين أما أن تلجأ الولايات المتحدة ربما مستقبلا وهذا يظل في مخيلتهم وتفكيرهم وقلقهم أن يقبل الرئيس باراك أوباما بإرسال بضعة آلاف جنود هناك فذلك السيناريو يحذرون منه كثيرا ويعتبرونه مخرجا أو ورطة أميركية ثالثة لن تخرج منها أميركا سالمة ذلك أولا وقبل كل شيء بسبب طبيعة المجتمع اليمني القبلي على حد قولهم وأميركا لن تعرف ولن تستطيع التعامل مع تلك البلاد إن تورطت مزيدا في اليمن.


عبد الرحيم فقرا: شكرا لك الزميل ناصر الحسيني. أتحول الآن إلى وزارة الخارجية الأميركية حيث ينضم إلي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، سيد فيلتمان شكرا على انضمامك إلينا أولا. عندما يقول الرئيس باراك أوباما إنه يريد العمل مع الشركاء الدوليين لكنه لا يستثني إمكانية التفكير في إرسال قوات أميركية إلى اليمن ماذا يعني ذلك تحديدا؟


جيفري فيلتمان: أعتقد أن الرئيس أوباما كان واضحا وجون باتريوس والمسؤولون الآخرون نحن لا نتحدث عن قوات عسكرية في اليمن، نستمر في تدريب وتعزيز وتجهيز بعض الوحدات اليمنية، نحن لا نتحدث عن جنود أميركيين على الأرض.


عبد الرحيم فقرا: إذا كان المقصود هو الدعم العسكري لحكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كما بالتأكيد سمعتم هنا في الولايات المتحدة هناك من يرى أن تقوية حكومة الرئيس علي عبد الله صالح عسكريا لن يحل مشكلة عدم الاستقرار في اليمن بل سيفاقم تلك المشكلة.


جيفري فيلتمان: علي أن ألاحظ أيضا أننا نحن لا نتحدث عن تدريب فقط في مجالات معينة مثل تدريب حماية الحدود وغير ذلك، نحن نعمل في مجالات خلق فرص العمل والتنمية الاقتصادية وغير ذلك إذاً الولايات المتحدة إلى جانب بلدان أخرى تقدم تشكيلة واسعة لمساعدة حكومة اليمن على مواجهة تحدياتها.


عبد الرحيم فقرا: سيد فيلتمان المنتقدون للحكومة اليمنية ولمقاربة إدارة الرئيس باراك أوباما لما يدور في اليمن حاليا يقولون إن الحكومة اليمنية تتسم إجراءاتها بالفساد وبالتالي فإنها تؤجج الوضع الداخلي في اليمن مهما حاولت إدارة الرئيس باراك أوباما تصحيح ذلك الموقف، هل توافقون على هذه الرؤية؟


جيفري فيلتمان: أعتقد أن حكومة اليمن تواجه عددا من التحديات في مجال الأمن أيضا لدينا الجنوب ومشاكله لدينا الحوثيون في الشمال لدينا أيضا تحديات تقديم الخدمات للشعب لهذا أرى أن رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون دعا المجتمع الدولي ليجتمع في لندن في وقت لاحق وإلى أصدقاء اليمن لنرى كيف يمكن أن نساعد اليمنيين للتعامل مع هذه التحديات بشكل كفؤ كيف يمكن أن نساعد شعب وحكومة اليمن لمواجهة هذه التحديات.


عبد الرحيم فقرا: لكن صف لنا سيد فيلتمان منظورك لحجم التلاقي في الرؤية بين إدارة الرئيس باراك أوباما وحكومة الرئيس علي عبد الله صالح في التعامل مع ما تصفونه أنتم بمشكلة القاعدة في اليمن؟ مرة أخرى نسمع من منتقدي الرئيس علي عبد الله صالح أن ما يهمه بالدرجة الأولى ليس مساعدة الأميركيين في قتال القاعدة في اليمن ما يهمه بالدرجة الأولى -تقول هذه الأصوات المنتقدة- هو تعزيز وضعه في اليمن إزاء خصومه اليمنيين وليس بالضرورة القاعدة، أين نقطة التلاقي بينكم وبينه؟


جيفري فيلتمان: أعتقد من حيث القاعدة وهي الجزء الأول من سؤالك الرئيس علي عبد الله صالح كان واضحا هو عازم على مجابهة التحدي الذي تشكله القاعدة له وللشعب اليمني وللدولة اليمنية، هذا أمر لا يفعله خدمة للولايات المتحدة بل نحن سندعم جهود اليمن وقد شجعنا على ذلك العزم الذي أظهره هو وحكومته من خلال الغارات التي تمت مثلا في الرابع من يناير والنجاحات ضد القاعدة لذلك أعتقد أنهم يركزون على التحديات التي تواجه اليمن من القاعدة.


عبد الرحيم فقرا: طيب الآن على النقيض من المنتقدين لحكومة الرئيس علي عبد الله صالح ولنقاط التلاقي بينكم وبين تلك الحكومة هناك من يدافع عن موقف الحكومة اليمنية ويقول إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحاول أن تحمل الحكومة اليمنية ما لا طاقة لها به، هذه الجماعات التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية وتصفها بالإرهابية هناك من يقول إنها قد أتت من أفغانستان أتت من الصومال أتت حتى من العراق وهذه المشاكل لم يكن لعلي عبد الله صالح ولا لحكومته دخل في خلقها بل الولايات المتحدة -تقول هذه الأصوات- هي المسؤولة عن خلق تلك المشاكل.


جيفري فيلتمان: أعتقد أنكم كما ترون القاعدة هي مشكلة عالمية والقاعدة لها جذور وحضور في عدد من الأماكن وفي بلدان أخرى من العالم تدرك أن هناك تهديدا جماعيا للاستقرار المحلي والدولي، حكومة اليمن أظهرت أنها عازمة على التعامل مع هذه التحديات من حيث كيفية تأثيرها على اليمن ونحن عازمون على مساعدة اليمن في مجالات التدريب والتجهيز وما شابه ولكن التحديات التي يواجهها اليمن نحن نرى أن هناك عزما من جانب حكومة اليمن للتعامل مع هذه التحديات ونحن وأطراف أخرى في المنطقة والمجتمع الدولي نريد المساعدة على تحقيق ذلك.


عبد الرحيم فقرا: إلى أي مدى سيد فيلتمان تعتبرون أن مشكلة اليمن لا تكمن في القاعدة بقدر ما تكمن في عمليات العنف التي نراها في شمال اليمن وفي جنوب اليمن؟


جيفري فيلتمان: أعتقد أن كلنا قلقون بما بدا وكأنه تصعيد للنزاع في الشمال ولا شك في أنه داخل اليمن وعلى صعيد المنطقة وخارج المنطقة وبما في ذلك واشنطن حول النزاع في الشمال والمشكلة في الجنوب، نحن نود أن نرى نهاية لهذه الأزمة بأقرب وقت ممكن نود أن نرى أيضا حكومة اليمن وهي تخرج بطرق وسبل من شأنها التعامل مع التحديات بطريقة غير عنفية أيضا، هذه ليست أسئلة سهلة التي تواجهها حكومة اليمن وأي حكومة كانت محلها ستشعر بشيء من الحيرة حول التعامل مع أي تمرد على أرضها، نحن نأمل في أن النزاعات في الشمال والجنوب حركة الانفصال في الجنوب يتم التعامل معها على المدى القصير وأيضا على المدى البعيد بشكل سياسي.


عبد الرحيم فقرا: لدي سؤال أخير سيد جيفري فيلتمان، بالنظر إلى أن هذا العام في الولايات المتحدة هو عام انتخابي هل فتحت مسألة الطائرة يوم عيد ميلاد السيد المسيح جبهة على الرئيس باراك أوباما تحديدا وعلى بقية الديمقراطيين في وقت هم حقيقة في غنى عن الخوض في مثل هذه الجبهة، الجبهة الداخلية أقصد؟


جيفري فيلتمان: إن أولويات الرئيس هي حماية الوطن وحماية الشعب الأميركي والرئيس والكونغرس والإدارة كل سيعملون سوية لنرى كيف يمكن أن نتعامل مع التحديات الأمنية لحماية الشعب الأميركي وحماية الوطن الأميركي.


عبد الرحيم فقرا: سيد جيفري فيلتمان شكرا لك.


جيفري فيلتمان: شكرا.


عبد الرحيم فقرا: جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في نهاية هذا الجزء الأول من البرنامج، نأخذ استراحة قصيرة ثم نعود.

[فاصل إعلاني]

الاهتمام الأميركي وتفاعل سياسة أوباما مع الملف اليمني


عبد الرحيم فقرا: أهلا بكم مرة أخرى في برنامج من واشنطن ومعي في الأستوديو كل من تشارلز شميتز والسفير الأميركي السابق في اليمن إدموند هال والبروفسور شبلي تلحمي. أبدأ بك السفير إدموند هال، أذكّر أنت لست ناطقا باسم الحكومة الأميركية لكنك خدمت في اليمن كسفير أميركي كما سبقت الإشارة، ما هو تأثير -بتصورك- الملف اليمني كما فتح هنا في الولايات المتحدة على سياسة الرئيس باراك أوباما إزاء ذلك البلد؟


إدموند هال: أعتقد أن هناك نوعا من النعمة من وراء نقمة المشكلات الحالية التي نراها في اليمن وذلك أن هناك اهتماما كنا بحاجة ماسة إليه في اليمن الذي يجب أن يقدم لليمن، في الماضي اقترفنا أخطاء من حيث عدم ديمومة الاهتمام والانخراط مع ذلك البلد فالبلد اليمن يواجه الكثير من المشكلات ولديه الكثير من المتطلبات والولايات المتحدة لها دور تلعبه في مساعدة حكومته لمجابهة هذه المشكلات.


عبد الرحيم فقرا: دعني أسألك سؤال متابعة، عندما تقول إن الأميركيين قد تجاهلوا المسألة اليمنية إلى أن حدثت حادثة الطائرة، طبعا ذلك يشمل إدارة الرئيس باراك أوباما، قبل حادثة الطائرة يوم عيد ميلاد السيد المسيح لم نسمع الشيء الكثير من إدارة الرئيس باراك أوباما عن موضوع اليمن.


إدموند هال: كما تعلمون فإنني لا أعتقد أننا كنا بحاجة لحادث الطائرة لتسليط الانتباه على اليمن، الهجوم على سفارتنا في العام 2008 جذب اهتمام واشنطن لكنني أتحدث عن فترة زمنية طويلة بين ربما العام 2005 إلى 2008 عندما كانت الأمور هادئة نسبيا على الأقل بقدر تعلق الأمر بالقاعدة عندما نرتكب مثل هذا الخطأ ونعتبر أن من المسلم به وأيضا بعدم الاستمرارية في الاهتمام فالإدارة الحالية اهتمت باليمن قبل حادث الطائرة.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور شبلي تلحمي، هل تعتقد أنت أن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت بمثابة الاستثناء -إن جاز التعبير- الاستثناء عن القاعدة والقاعدة كما أشار السفير وهي أن الرأي العام الأميركي لم يعر كثيرا من الاهتمام أو إذا أعار اهتماما لليمن كان ذلك الاهتمام متقطعا؟


شبلي تلحمي: بدون شك على الأقل على المستوى العلني وعلى المستوى الإعلامي لم يكن هناك تركيز على اليمن، كان هناك تغطية لليمن خلال الأشهر السابقة بالنسبة لما يحدث على المستوى العسكري خاصة مع الحوثيين والتدخل السعودي والعلاقات مع الجنوب هناك تغطية إعلامية إلى حد ما وهناك اهتمام من قبل إدارة أوباما وهناك معرفة إلى حد أكبر بأن عدم الاستقرار في اليمن يفتح مجالا لمنظمات منها القاعدة وهناك طبعا تفهم أن القاعدة كان لها تواجد في اليمن أولا حتى في 1999 كانت الهجمة الأولى في اليمن فلذلك ليس هناك جديد في هذا الموضوع، على ما أعتقد أن هناك نقطتان بالنسبة لهذه الحادثة، النقطة الأولى هي بإمكان إدارة أوباما بأن تركز وتحصل على دعم من الكونغرس الأميركي والشعب الأميركي بالنسبة للاهتمام في قضية اليمن بشكل أكبر بالنسبة للاستقرار اليمني ومن ذلك ربما دعم اقتصادي ربما تدخل سياسي في حل المشكلات الداخلية بغض النظر عن قضية القاعدة بشكل مباشر، والقضية الثانية أن هذه الأزمة الأمنية فتحت أمام الجمهوريين طبعا مجالا للتهجم على رئيس ديمقراطي يريد الحوار فهذه النقطة طبعا مهمة داخليا سياسيا ولكن حسب رأيي يجب ألا تقع هذه الإدارة في هذا الكمين، في نهاية الأمر لا يمكن لرئيس ديمقراطي بأن يحارب اليمين المتطرف في نفس اللغة ونفس الساحة السياسية.


عبد الرحيم فقرا: تشارلز شميتز ما حجم الكمين الذي تحدث عنه البروفسور تلحمي الآن بالنسبة لإدارة الرئيس باراك أوباما فيما يتعلق بهجومات وانتقادات الجمهوريين؟


تشارلز شميتز: أنا أشوف أن الاتجاه الأميركي إلى اليمن يعني يفتح مجالا جديدا أعتقد في الصراع ضد الإرهاب لأن مسألة اليمن هي جديدة، الحرب في أفغانستان هي تقريبا حرب تقليدية والعراق حرب تقليدية لكن في اليمن الجديد هو أنه قد يكون في دولة فاشلة والدولة الفاشلة في كلام أوباما هو أضاف أنه قد يكون في مثل الصومال ومثل اليمن في مناطق غير تحت سلطة الحكومة وهذه المناطق تمثل خطرا على الولايات المتحدة، طيب الجمهوريون يقولون إنه لازم نحجم هذه المناطق كحرب هذا خط الحرب ضد الإرهاب، أنا أعتقد أن الرئيس أوباما أخذ اتجاها ثانيا كان ندعم الحكومة اليمنية في صراعها ضد الإرهاب يعني كما شرحنا من قبل أن اليمنيين يحافظون كثيرا على سيادتهم على سيادة البلد ضد الاستعمار وهذا مهم جدا بالنسبة لعلاقة الولايات المتحدة مع اليمنيين.


عبد الرحيم فقرا: طيب دعني أسألك سؤال متابعة هنا أنت كالسفير هال عشت في اليمن خالطت اليمنيين اطلعت عن كثب على طريقة الحكم في اليمن، ما وقفت عليه أنت شخصيا في اليمن كيف يختلف عن إدراك المؤسسة السياسية هنا في الولايات المتحدة بتعقيدات الوضع في اليمن، المؤسسة السياسية بما فيها إدارة الرئيس أوباما؟


تشارلز شميتز: أنا أعتقد هذا سؤال جيد جدا لأنه أنا أعتقد أن كثيرا من الناس اللي ما عندهمش خبرة عن اليمن الآن يأخذ نموذج الصومال يأخذ نموذج باكستان يأخذ نموذج أفغانستان إلى اليمن واليمن يختلف كثيرا عن كل هذه النماذج، أعتقد المهم أن ندرس الوضع بالذات في اليمن ونأخذ الإجراءات المناسبة لليمن ذاتها مش الشيء اللي كان ناجحا في العراق أو كان ناجحا في أفغانستان، اليمن يختلف.


عبد الرحيم فقرا: طيب ما هي هذه الإجراءات التي تعتقد أنت أن على إدارة الرئيس باراك أوباما أن تتخذها؟


تشارلز شميتز: أنا أعتقد أنه أول شيء أن مشكلة اليمن مشكلة دولية يعني منطقية، كثير من المشاكل الاقتصادية يتعلق بالمشاكل اللي هي منطقية، اليمن عندها فقر عندها كثير من العمال، السعودية والخليج عندهم حاجة إلى العمال يعني العلاقة بين الولايات المتحدة والمكسيك هي شبيهة للعلاقة بين السعودية واليمن وكثير من المشاكل اليمنية ممكن يحلها التعاون المنطقي في هذا وأنا أعتقد مهم جدا أن الولايات المتحدة تدعم هذا النوع من الحل للمشكل الاقتصادي.

تأثير الجبهة الداخلية على مواقف وسياسات أوباما


عبد الرحيم فقرا: بروفسور شبلي تلحمي بالنظر إلى تعقيدات هذا الوضع وبالنظر -أعود مرة أخرى إلى المسألة الانتخابية- بالنظر إلى أننا الآن في موسم انتخابي استعدادا للانتخابات النصفية في نهاية العام الحالي، هل المؤسسة الحاكمة في واشنطن قادرة أو حتى مهتمة في ظل هجمومات الجمهوريين على فهم هذا الوضع كما وصفه البروفسور تشارلز؟


شبلي تلحمي: أعتقد أن الرئيس أوباما والإدارة واضحة في نظرتها بأن التدخل العسكري المباشر لن ينجح في اليمن، طبعا هناك دائما احتمالات عسكرية ولكن لا أعتقد هناك اليمن دولة حتى لا يمكن ربما استعمال كلمة الدولة الفاشلة ربما كمان خاطئة يعني هناك فشل طبعا في الدولة خاصة بالنسبة للعلاقات مع الجنوب هناك فشل في تقديم الخدمات بدون شك هناك فشل ولكن معنى عادة عندما نذكر كلمة الدولة الفاشلة يعني ذلك أنها قضية سيادة يمكن أن تفرض على كل اليمن، هناك علاقات قبلية تاريخية في اليمن لا يمكن تجاهلها ولا يمكن فرض السياسة بشكل مباشر عسكريا على القبائل بأن تفهم الوضع الداخلي والاجتماعي، ربما يكون ذلك بعد عشرين سنة ولكن على المدى القصير لا يمكن حتى بالنسبة لسيادة الدولة لا أتوقع أن يكون الحل العسكري داخليا هو الحل فلذلك أنا حسب رأيي أن هناك تفهما في هذه الإدارة بأن الحل العسكري ليس حلا مطروحا حاليا في اليمن.


عبد الرحيم فقرا: السفير هال، طيب هناك تفهم -لست أدري إن كنت توافق على ذلك أم لا- البروفسور شبلي تلحمي يقول إن هناك تفهما، لكن هل إدارة الرئيس باراك أوباما في ظروفها الحالية وهي باعتبار البعض محاصرة من قبل الجمهوريين في ملفات الأمن القومي هل هذه الإدارة قادرة على استيعاب تعقيدات الوضع اليمني في سياسات أميركية صحيحة إزاء اليمن؟


إدموند هال: نعم أعتقد أن الوضع كذلك أعتقد أن علينا أن نفهم في النظام السياسي الأميركي نحن دائما لدينا جدل ومناقشات قوية إزاء القضايا المهمة ولا نتوقع من الناس أن يتفقوا مع الرئيس بمختلف قطاعات الرأي العام واختلافات الرأي فنحن نتوقع وجهة نظر مختلفة من جون ماكين وأخرى من الإدارة وهكذا، هذا سوف يساعدنا للتعامل مع هذه المشكلات لأن هذا فيه تحد لنمط التفكير التقليدي وينتقد الأساليب الخاطئة في التفكير والمقاربة وعندما كان مساعد الوزير فيلتمان يتحدث عن الاختلاف في الرأي بين الرئيس أوباما ورئيس هيئة الأركان المشتركة مولن فمن حيث وأيضا عودة إلى نقطة البروفسور تلحمي سيكون إن التدخل المباشر له آثار سلبية.


عبد الرحيم فقرا: طيب على ذكر النظام السياسي الأميركي أريد أن تعطيني رأيك أنت في النظام السياسي الأميركي أين ترسم الخط الفاصل بين قرار سياسي له طموحات حقيقية وجادة إزاء وضع معين مثل الوضع في اليمن وموقف انتخابي يفرض على الرئيس اتخاذه في إطار ذلك النظام للتعامل مع منتقديه في الولايات المتحدة؟


إدموند هال: أعتقد أن القضية الانتخابية كما قلنا القضية الانتخابية هي الأساس هي هل يحمي الرئيس أوباما الشعب الأميركي أولا وهذه أوسع نطاقا من اليمن لذلك رأينا ردة فعل قوية منه تجاه إخفاقات النظام الأمني والمؤسسات الاستخبارية، لهذا السبب سوف يتصدى لهذه الانتقادات فهو لن يتصدى لها من خلال شن غزو على اليمن.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور شميتز لست أدري إلى أي حد تتفق مع من كانوا يقولون إن الرئيس باراك أوباما قد دفع دفعا إلى اتخاذ قراره بإرسال ثلاثين ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، وقياسا على ذلك إلى أي مدى تعتقد أن الرئيس باراك أوباما برغم أنه يتفهم الوضع في اليمن أفضل من العديد من الساسة الأميركيين الآخرين قد يدفع دفعا إلى اتخاذ موقف هو في قرارة نفسه لا يؤمن بأنه الموقف الصحيح ويقدم مثلا على موقف عسكري ما في اليمن؟


تشارلز شميتز: على ما أعتقد لأني أنا شفت رد الرئيس على مشكلة اليمن الآن ووزير الخارجية ووزير الداخلية كثير من المسؤولين في اليمن حذروا من التدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة أو من أي بلد ثانية وأنا أعتقد أن الرئيس أوباما سمع هذا الكلام ورده على الجمهوريين قد يكون أن أصح طريقة لمواجهة الإرهاب داخل اليمن هي الشغل مع شركائنا الشغل مع الحكومة والتدريب مش مع الجنود على الأرض اليمنية وأنا أعتقد أن رده كان واضحا لغاية أنه هو وعد وقوي إلى الجمهور أنا ما أعتقد أن الجمهوريين يكون عندهم قوة في هذا الانتقاد للرئيس.


شبلي تلحمي: دعني أقل في هذا الموضوع حتى بغض النظر عن أي سياسة ممكن تنجح على المستوى الخارجي، داخليا بالنسبة للسياسة الداخلية الأميركية لا يمكن لهذه الإدارة أن تنجح إذا كانت تعرض نفسها بأنها تتخذ نفس الخطوات التي اتخذتها الإدارة السابقة والتي كانت فاشلة والتي رفضها الشعب الأميركي، وهذا الرئيس انتخب عندما قال أنا أرفض سياسة التخويف في القضايا الأمنية..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعا): لكنه تراجع في ملف غوانتنامو مثلا وعاد وتراجع إلى موقف مشابه لموقف إدارة الرئيس السابق.


شبلي تلحمي: اعذرني، لم يتراجع في قضية غوانتنامو، حتى الآن ينوي.. هناك قضايا قانونية صعبة معقدة بالنسبة لقضية غوانتنامو ولكن من الناحية المبدئية لم يتراجع في هذا الموضوع حتى الآن، لا يعني أن الإدارة ليس عليها ضغوط خاصة على المستوى القصير وأن هناك خلافات في الرأي حتى كيف تعالج هذه القضايا ولكن أنا حسب رأيي الشخصي أن الرئيس عليه خاصة في الخطاب الذي سيلقيه في بداية الشهر القادم أمام الكونغرس وأمام الشعب الأميركي بأن يعرف الأمن الأميركي وأسلوب معالجة قضايا الأمن الأميركي كما هو يعرفه ويدافع عنه بلغته وبتعريفه وليس حسب ما يريده اليمين المتطرف.


عبد الرحيم فقرا: السفير هال.


إدموند هال: أنا أريد أن أعقب على النقطة التي قالها البروفسور شميتز التي أراها مهمة للغاية فهي مهمة للناس الذين هم قلقون حول الدور الأميركي تجاه هذه القضية، المسؤولية هنا مسؤولية التعامل مع مشكلات اليمن هي أولا وفي المقام الأول مسؤولية لليمن واليمنيين لكن بعد ذلك وبطريقة مهمة تصبح مسؤولية إقليمية فهي القاعدة في الجزيرة العربية فليست القاعدة في اليمن فقط ونرى في أنحاء الجزيرة العربية الكثير من الأهداف الممكنة والمحتملة للقاعدة إذا لم تقم المنطقة كمنطقة بالإقدام على خطوات فعالة لمساعدة اليمن في التصدي لهذه المشكلة، أعتقد أن بإمكاننا أن نستقي درسا من الاتحاد الأوروبي عندما كانت بلدان مثل إسبانيا والبرتغال تخرج من حقبة الدكتاتورية وكانت بحاجة إلى مساعدة فكانت السوق الأوروبية المشتركة عند ذاك قدمت لهم جملة مختلفة من المساعدات لتخطي تلك المرحلة الصعبة لهذا هذا ما نحتاج أن نتحدث عنه أيضا.


عبد الرحيم فقرا: أريد أن نعود إلى هذه النقطة بعد قليل لكن قبل ذلك مسألة غوانتنامو بمعايير العديد من الجهات هنا في الولايات المتحدة حتى في قاعدة باراك أوباما السياسية باراك أوباما تراجع عن بعض أوجه قراره في التعامل مع غوانتنامو، إغلاق المعتقل، المعتقل لا يزال قائما، كان قد توعد بإغلاقه مع نهاية العام الماضي، لم يغلق، مسألة المعتقلين اليمنيين الآن الرئيس باراك أوباما في وجهة نظر هؤلاء يواجه ورطة ماذا سيعمل كيف سيتعامل مع المعتقلين اليمنيين، إذاً كما أرغم على التراجع عن بعض أوجه قراره المتعلق بغوانتنامو أليس هناك مجال على الأقل لافتراض أنه يمكن أن يدفع إلى التراجع عن قراره بشأن عدم إرسال قوات إلى اليمن في المستقبل؟


إدموند هال: فيما يخص غوانتنامو لا أعتقد أن الرئيس أوباما قد غير موقفه من حيث المبدأ أعتقد أنه ما زال يريد إغلاق ذلك المعتقل ويريد أن يضع السجناء والمحتجزين فيه ضمن إطار قانوني مقبول إطار يقبله المجتمع الدولي، هذه قضية شائكة وصعبة وهو بحاجة وقد تعلم أنه بحاجة إلى المزيد من الوقت ليتعامل معها ولكنني أعتقد أنه في خلال عام من الآن نرى أن اتجاهه لم يتغير حول هذه القضية. فيما يخص السؤال الآخر نحن لا نستطيع أن نستبعد، لا ندري كيف ستسير الأمور وكيف ستتطور لكن واضح من بيانات الإدارة والتصريحات أن لديهم تفضيلا قويا في أن يتولى اليمنيون مسؤولية الأمن داخل اليمن بأنفسهم وهناك أسباب وجيهة وراء ذلك لأن اليمنيين سيكونون أكثر كفاءة من أي أجنبي مهما كان.

عوامل تفاقم الوضع اليمني والسبل لحل المشكلات


عبد الرحيم فقرا: بروفسور شميتز الآن أريد أن أعود إلى النقطة التي كان قد تحدث عنها السفير هال، تضافر العوامل الداخلية والخارجية في خلق هذا الوضع في اليمن كما قال السفير هال، هذا ما يقال هنا في الولايات المتحدة في العديد من مناطق الشرق الأوسط ينظر إلى اليمن ينظر إلى أفغانستان ينظر إلى العراق ينظر إلى الصومال ويقال في هذه الأوساط إن بصرف النظر عن العوامل أميركية أو غير أميركية ما يتم تحقيقه الآن هو تهديد وتقويض الاستقرار في العالم الإسلامي الذي قال الرئيس باراك أوباما إنه يريد علاقات أفضل معه، كيف تنظر أنت إلى هذه المسألة؟


تشارلز شميتز: أنا أعتقد أن نوعية التدخل ونوعية البرنامج الأميركي الجديد إزاء اليمن مهم جدا بالنسبة لهذه النقطة لأن رئيس الجمهوريين والرئيس بوش قالوا إنه لازم نحارب مباشرة الوسيلة هي العسكرية، هذا ما ينفعش في المدى الطويل وأعتقد اليمن هو نموذج مهم جدا بالنسبة لهذه المسألة لأن مشاكل اليمن مش القاعدة مشاكل اليمن هي الفقر وهي المشاكل السياسية الداخلية للدولة هذه المشاكل أعتقد أهم شيء حلها والسياسة الدولية لازم تكون إزاء هذه المشاكل، إذا نريد شركاء في العالم الإسلامي في العالم العربي لازم نتعامل كشركاء ولازم نتناول المشاكل زي ما العالم العربي والعالم الإسلامي يشوفها، لازم نتبادل الآراء وهذا في اليمن أعتقد مهم جدا أن نكون شركاء في حل المشاكل، المشاكل السياسية والاقتصادية المشاكل اليمنية ولكن الولايات المتحدة ممكن تساعدها، هذا لازم يكون الاتجاه بدلا من فرض واقع جديد في اليمن.


عبد الرحيم فقرا: السفير هال عودة إليك الآن، طبعا الولايات المتحدة تقول إنها تعول على شركائها حتى في المنطقة المتاخمة مباشرة لليمن للقيام بدور، منتقدو الولايات المتحدة خاصة في ظل ما أقدم عليه الرئيس السابق جورج بوش من غزوه للعراق يقولون إن الولايات المتحدة تضطلع بالدور الرئيسي الآن في المنطقة وليست هناك دولة عربية قادرة على أن تنوب عن الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط في القيام بذلك الدور، هل يواجه الرئيس باراك أوباما ورطة حقيقية في هذا الجانب؟


إدموند هال: الرئيس أوباما ليس الرئيس بوش، الرئيس أوباما ومقاربته تجاه العالم الإسلامي وحول الكثير من مسائل السياسة الخارجية يختلف اختلافا جذريا عن أسلوب الرئيس بوش وفي هذه الحالة تحديدا أعتقد أن إدارة أوباما وكما سمعنا من السفير فيلتمان يضع كأسبقية له على مسألة الشراكة مع الأطراف الخارجية ولأسباب عملية وجيهة فالولايات المتحدة لوحدها لا تمتلك القدرة على توفير المساعدات المطلوبة كما تحتاجها اليمن لذا فهناك دور كبير لبلدان الإقليم وأيضا هناك دور كبير للمجتمع الدولي في عمل هذا فكل هذا بالطبع يشترط على الحكومة اليمنية وكيف تتبنى سياسات سليمة وصائبة والإصلاحات الضرورية لكن هذه هي الرزمة التي نحتاجها للتعامل مع بعض المسائل التي أثارها البروفسور شميتز.


عبد الرحيم فقرا: إنما المشكلة أو الورطة التي تواجهها إدارة الرئيس باراك أوباما على ما يبدو في هذا الجانب هو أنها تحاول أن تقوي شوكة الحكومة اليمنية عسكريا ولكن في نفس الوقت الحكومة اليمنية منتقدوها يقولون إنها هي مصدر المشكلة في اليمن مصدر عدم الاستقرار في اليمن، تعاملها مع الوضع الداخلي في اليمن لا يساعدها على القيام بالدور الذي تريده منها إدارة الرئيس باراك أوباما.


إدموند هال: هذا سؤال مهم للغاية وهو ما هي المشكلة في اليمن؟ وهو سؤال معقد أيضا هو الذي يستغرق أو ينبغي أن يستغرق منا وقتا طويلا للإجابة عليه فالمسألة لا تتعلق بالقاعدة فقط ولا بالحوثيين فقط ولا بالانفصاليين في الجنوب، هناك قضايا اقتصادية هناك قضايا حوكمة وقضايا سكانية قضايا موارد طبيعية كل هذه الأمور تزيد من تعقيد الوضع، أعتقد أن بالإمكان التعامل مع مشكلة القاعدة بشكل فعال مع تحقيق تقدم في الجوانب الأخرى، في الحقيقة أنت بحاجة للتعامل مع مشكلة القاعدة، عندما كنت سفيرا كان لدينا مثل، لا تنمية بدون أمن ولا أمن بدون تنمية، وما لم تحصل على وضع أمني يجعل المجتمع الدولي يلعب دوره في تقديم المساعدة للحكومة اليمنية والتي تجعل المجتمع الدولي لا يواجه هجمات ضد سفاراته أو ضد برامج مساعدات الاقتصادية فإنك لن تحصل على هذه الفوائد.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور تلحمي نتوسع قليلا في هذه النقطة، الولايات المتحدة تواجه أزمة اقتصادية في الوقت الراهن، الرئيس باراك أوباما والديمقراطيون -كما سبقت الإشارة- في موسم انتخابي، هل لهذه الإدارة الموارد ليس فقط المالية بل حتى المعنوية لتتعامل مع الملف اليمني بالطريقة التي تحدث عنها السفير الآن؟ التحديات الداخلية التي تواجهها إدارة الرئيس باراك أوباما هل تترك له مجالا للتعامل بطريقة صحيحة ومعقولة مع هذه المشاكل في اليمن؟


شبلي تلحمي: بالنسبة للأوضاع الداخلية في اليمن بغض النظر عن قضية القاعدة ونعني بذلك عدم الاستقرار والأزمة مع الجنوب والحرب مع الحوثيين والقضايا السياسية المختلفة والضغوط الموجودة على الحكومة حاليا ليس بيد الولايات المتحدة حل هذه القضايا، هذه في نهاية الأمر ليست مشكلة الولايات المتحدة حتى لو كانت عندها قدرات أكبر ليس بإمكان الولايات المتحدة حل هذه القضايا، في نهاية الأمر هذه قضايا يمنية، الولايات المتحدة يمكن أن تركز لتقديم الدعم أولا اقتصاديا ولكن تنسيق ربما دعم سياسي ليس فقط من قبل الولايات المتحدة، حتى من قبل دول الخليج، هناك أبعاد لما يحصل في اليمن على المملكة العربية السعودية وعلى الجزيرة العربية بشكل عام..


عبد الرحيم فقرا (مقاطعا): طيب على ذكر ذلك إلى أي مدى تعتقد أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتبر -إن لم يكن في العلن على الأقل في السر- أن جزءا من الحل الآن للمشكلة اليمنية بالإضافة إلى كونه يكمن في اليمن نفسها يكمن في السعودية وفي إيران المجاورة؟


شبلي تلحمي: هناك حسب رأيي أنا تفسيري لنظرة إدارة أوباما بالنسبة للشرق الأوسط هو أن هناك ربطا بين القضايا واضحا ويجب أن يكون هناك سياسة موحدة تجاه القضايا ولذلك حتى قضية النزاع العربي الإسرائيلي ومحاولة التوصل إلى حل سلمي لهذه القضية مرتبطة إلى حد ما بقضية التنسيق بين الدول في حل القضايا التي تواجهها لذلك بدون شك هذا هو المنطلق ولكن كيف تعالج هذه القضايا خاصة على المدى القصير شيء آخر، في الوقت الحاضر لا يمكن حل كل هذه القضايا أو حتى تقديم عرض لحل كل هذه القضايا بشكل مرتبط لذلك التركيز على المدى القصير سيبقى على ما تفعله الولايات المتحدة تجاه اليمن وسيبقى ما تفعله الولايات المتحدة تجاه اليمكن محدودا.


عبد الرحيم فقرا: بروفسور شميتز بالنظر إلى تعقيدات الوضع اليمني السعودي من جهة وتعقيدات الوضع اليمني الإيراني من جهة أخرى وبالنظر إلى تعقيدات العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران، هل المشكلة اليمنية في هذا الوقت بالذات قابلة للحل من منظور إدارة الرئيس باراك أوباما؟


تشارلز شميتز: للحل؟ لنقل في البداية الوضع الآن غير مقبول في داخل اليمن وأنا أعتقد الأزمة ستتفاقم في المستقبل إذا ما فيش الآن برنامج كامل للحل في داخل اليمن، طبعا مشكلة الإيرانيين الحكومة اليمنية قالت كثيرا إن الإيرانيين وراء الحوثيين وأعتقد أن الشيء الوحيد لهذا تساعد هو توحد الموقف الخليجي إزاء اليمن وهذا كان جيدا هذا نعتقد أن هذا التعاون جيد بالنسبة لليمن لغاية أنه في تعاون بين كل دول الخليج إزاء اليمن أعتقد في بعض المسابقات بين الدول الخليجية إزاء اليمن ولكن الآن مع الخطر اليمني الماثل أعتقد يكون الموقف، أنا أتمنى أن يكون الموقف موحدا إزاء اليمن والولايات المتحدة ممكن تساعد في هذا الموضوع.


عبد الرحيم فقرا: داهمنا الوقت، انتهى الوقت المخصص للنقاش، شكرا لك البروفسور تشارلز شميتز، شكرا لك السفير إدموند هال، شكرا لك أيضا البروفسور شبلي تلحمي. نختم الحلقة بالساخر الجاد، إذا كانت إدارة الرئيس أوباما ترى في الرئيس اليمني علي عبد الله صالح شريكا في حربها على القاعدة في اليمن فإن الشريكين معا تعرضا لانتقاد ساخر على شبكة NBC، الشبكة سخرت من الشريكين في برنامجها Saturday night live وقد بثت الحلقة في أعقاب اجتماع قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال باتريوس بالرئيس صالح في صنعاء مطلع هذا الشهر.


[مشهد من برنامج Saturday night live]


عبد الرحيم فقرا: انتهت هذه الحلقة من برنامج من واشنطن عنواننا الإلكتروني minwashington@aljazeera.net

إلى اللقاء.