مؤتمر العلماء العرب المغتربين
من واشنطن

المؤتمر الأول للعلماء العرب المغتربين

تسلط الحلقة الضوء على المؤتمر التأسيسي الأول للعلماء العرب المغتربين الذي عقد في الدوحة برعاية وتنظيم مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

– أهداف المؤتمر والمطلوب منه
– توطين البحوث العلمية في بيئة عربية
– أهمية الاستقرار للعلماء وآثار هجمات 11 سبتمبر


undefinedحافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة من برنامج من واشنطن وإن كنا نقدمها من عاصمة الجزيرة في الدوحة ومن مقر القناة فقد استضافت الدوحة وتستضيف حاليا المؤتمر التأسيسي الأول للعلماء العرب المغتربين هذا المؤتمر ترعاه وتنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ويضم المئات من العلماء العرب المهاجرين في المهجر خصوصا في أميركا الشمالية وفي أوروبا، بالطبع المطلوب هو الخبرة والحصول على المعرفة وبيئة البحث العلمي ومحاولة إيجاد هذه البيئة هنا في تربة عربية بعد أن نمت وازدهرت في تربة غربية، هل يمكن الاستفادة من التجارب الغربية التجارب الأميركية في توفير البيئة المناسبة للبحث العلمي التي يمكن تطويرها وتطبيقها عمليا لإحداث نهضة ولو كانت بذرتها من خلال مؤسسة قطر التي أيضا تستضيف عدة جامعات أميركية مرموقة؟ هجرة العقول من الأمور المعروفة جدا من الجنوب إلى الشمال من العالم العربي إلى العالم الغربي، هل هذه محاولة لوقف هجرة العقول أم أنها محاولة للاستفادة منها؟ أسئلة كثيرة نطرحها خصوصا مع بعض ضيوف هذا المؤتمر وبعض أبرز ضيوفه ومنظميه من الولايات المتحدة الأميركية ويسعدني أن يكون معنا من مؤسسة قطر نائب رئيس مجلس الإدارة الدكتور سيف الحجري، معنا هنا من المنظمين العلماء المنظمين للمؤتمر الدكتور فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن ومعنا الدكتور هارولد فارموس هو رئيس مركز أبحاث السرطان لسلون كيتينرينغ وهو المدير السابق للمعاهد القومية الأميركية للصحة (NIH) وحاصل على جائزة نوبل ومعنا المدير الحالي للمعاهد القومية الأميركية للصحة (NIH) الدكتور إلياس زرهوني وهو في الواقع صاحب أعلى منصب في الحكومة الأميركية لمسلم أميركي مرحبا بكم جميعا في اللقاء، بالطبع حين عقدت الجلسات الافتتاحية لمؤتمر العلماء العرب والمغتربين كان هناك حديث عن ما المطلوب من هذا المؤتمر، راعية هذا المؤتمر ورئيسة مجلس إدارته الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر، تحدثت إلى ما المطلوب وما الذي نريد أن نحققه من هذا المؤتمر.

أهداف المؤتمر والمطلوب منه

[شريط مسجل]

موزة المسند- رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: إننا نتوقع من هذا المؤتمر تقديم استراتيجية محددة وبرامج عمل بخطة زمنية تنقلنا من مرحلة إلى أخرى فتمكننا فعلا من الشروع في انتقال من ثقافة الاستهلاك التي غرقنا فيها لأكثر من نصف قرن إلى ثقافة الإنتاج والإبداع حتى نكون فعلا جزء إيجابيا وبنّاء من هذا الكون.

حافظ المرازي: كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ ما هي آلياته؟ كثيرة هي الخُطب والمؤتمرات التي قالت نريد إعادة العقول العربية إلى هذه المنطقة نريد إعطاء فرصة للبحث العلمي كيف سيمكن لمؤسسة قطر أن تقوم بالتجربة بشكل مختلف وعملي وما هي الآليات لعل هذا سؤالي الأول للدكتور سيف الحجري؟

سيف الحجري– نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر: طبعا لا شك هذه مبادرة سامية في الواقع من سمو الشيخة بحكم رئاستها لمؤسسة واعدة، هذه المؤسسة في الواقع تخوض هذه التجربة بإمكانيات تختلف تماما عن التجربة السابقة، هناك حقائق على أرض الواقع وهذه الحقيقة هي الركائز الرئيسية لأي بحث علمي أو أي تعليم نوعي، من الركائز الأساسية البنية التحتية التي توفر الإمكانيات الأساسية للبحث العلمي وتوفر التكنولوجيا الصالحة المتطورة التي تواكب أيضا هذا البحث العلمي ولا نقتصر في الحقيقة لمقومات البحث العلمي بوجود ركيزتين فقط ولكن الركائز الأساسية أيضا هو البعد الآخر من الأبعاد التي توفرها دولة قطر كونها دولة توفر الأمن، توفر السلامة، توفر اللي هو حرية هذا الإبداع بواسع نطاقه وأيضا تشريعاتها التي أيضا تواكب هذا النوع من جذب وتشجيع العلماء والمؤسسات كأفراد والمؤسسين، كون إن هؤلاء العلماء والمؤسسات القائمة على البحث العلمي تريد أن ترى التشريعات التي تحافظ على ملكية الفكرية ودولة قطر في الحقيقة تطبق هذا المعيار بالإضافة إلى ذلك أيضا الإمكانيات المادية، في الواقع إن دولة قطر ومن خلال المؤسسة التعليمية النوعية تضع إمكانياتها المادية في صالح مشروع البحث العلمي كون في رؤيتها الإنفاق على هذا الإنسان هو خير الاستثمار على المدى البعيد.

حافظ المرازي: دكتور إلياس زرهوني أنت تحدثت في الكلمة الافتتاحية في المؤتمر عن المطلوب لإنجاح التجربة، في رأيك ما هو المطلوب لإنجاح تجربة أنه دولة عربية تحاول أن تحقق فكرة مفارخ الأفكار والأبحاث العلمية لديها وهل يمكنها فعلا أن تستورد بيئة بحث علمي أم أن البيئة متصلة بكل شيء بالنظام السياسي الاقتصادي بكل شيء؟

"
المؤتمر يركز على ضرورة أن يكون هناك وعي بأهمية العلوم والمعارف في القرن الحادي والعشرين وهذا يحتاج إلى قيادة سياسية تدفع بهذا الفهم إلى صفوف المجتمع
"
إلياس زرهوني

إلياس زرهوني – مدير المعهد الوطني للصحة: الأمر الذي نتناوله أن يكون هناك وعي بأهمية العلوم والمعارف في القرن الحادي والعشرين، الأمر الثاني هو أنك تحتاج إلى قيادة على المستوى السياسي التي تدفع بهذا الفهم في صفوف المجتمع بأن المعرفة والعلمية التي تقرر الرفاهية للمجتمع، الأمر الآخر هو أن يكون هناك انفتاح وقد أشار زميلي إلى ذلك، إنك تستطيع أن ترتبط بشبكة عبر العالم لأن العلوم أصبحت مُعولمة ولا يوجد هناك حدود بين العلم والعلماء وعلى العلماء أن يوفروا قيادة وآلية وأيضا التمويل وإدامة هذا التمويل يمكن له أن يؤسس لمثل هذه المعارف العالمية واليوم رأينا من خلال المؤتمر أن لدى قطر رؤية جيدة واستراتيجية جيدة بهذا الصدد.

حافظ المرازي: دكتور فاروق الباز بوصفك من اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر، ما المطلوب تحقيقه وماذا تأملون على أقل من الخطوة الأولى في هذا المؤتمر؟

فاروق الباز – مدير مركز أبحاث الفضاء في الجامعة بوسطن: في الحقيقة عندما بدأنا الحديث مع الأخوة القطريين كان أهم شيء هو إن إحنا نحدد مهام بسيطة ومحددة للمؤتمر الأول ونحدد خطة للمشاركة الاستراتيجية ما بين العلماء وما بين مؤسسة قطر حتى نقول إننا نستطيع أن نقوم بما قلنا إننا سوف نقوم به في خلال عدة سنوات، معنى ذلك إيه؟ إن إحنا ما قلناش إن إحنا هنعمل بحث علمي في العالم العربي وما قلناش هنعمل بحث علمي في العلوم والتكنولوجيا كلها، لا حددنا مواضيع محددة ثلاثة بس اللي هي تكنولوجيا المعلومات واللي هي الحاجات الحيوية والبيئة ثلاثة مواضيع بس وقلنا إن دي هي اللي هتبتدي بها الأبحاث في مؤسسة قطر وعايزين نشوف ما هي الشراكة التي تتم ما بين العلماء في المهجر وما بين زملائهم هنا في قطر وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها حتى نضمن لهذه الشراكة الاستمرار وإنهاء شيء نفخر به جميعا ليه إحنا بنقول الكلام ده؟ لأن دي مش أول مرة نقول إحنا عايزين نجيب العلماء العرب اللي في المهجر ونعمل أبحاث علمية لا حصلت كثير، أنا شخصيا يعني سُئلت في الحكاية دي من ييجي خمس ست مرات من سنة 1972 ودي بتحصل محاولات والمحاولات ما بتستمرش ما بتنجحش النجاح الباهر ليه؟ لأنها كانت واسعة الآفاق وواسعة الآمال وغير مرصود لها ميزانية تكفي معنى ذلك إحنا بنتكلم كثير وبعدين ما فيش حاجة تحصل وتحصل إخفاق للآمال وده غلط كبير إن إحنا نقول هنعمل وما نعملش فلان إحنا عايزين في العالم العربي حقيقة حاجة نقول إحنا عاملينها ونعملها على أحسن مستوى ونوري إن إحنا قادرين إن إحنا نبقى على مستوى الأميركان وأحسن منهم إذا لزم الأمر، ليه اللي يوقفني صح فإحنا قلنا إن إحنا هنأخذ ثلاثة حاجات نقدر نعملها وهذه فقط هي اللي نستطيع أن نفعلها في الوقت المحدد ويبقى لها ميزانية محددة ولم نبدأ إلا إذا كانت ذلك الميزانية المحددة التي تضمن سياق العمل في هذا المجال عدة سنوات.

حافظ المرازي: دكتور فارموس أنت أيضا تحدثت عن أشياء مطلوبة وأيضا من ضمن النقاط التي تحدثت عنها إنه يجب أن لا نقصر على الحديث عن علماء عرب فقط، مَن يريد العلم يجب أن ينسى مسألة جنسية العالِم على الأقل ما هي التجارب الأخرى التي يمكن أن تعتقد بأنه قطر يمكن أن تحتذي بها وأي دولة عربية أن تحتذي بها في موضوع مراكز البحث العلمي أو تجربة مثل التي تقوم بها مؤسسة قطر الآن؟

هارولد فارموس – عالم أميركي حائز على جائزة نوبل: شكرا، عليّ ربما أولا أن أقول إنه في حياتي العادية أنا أدير مركز لأبحاث السرطان ولكن في أوقات فراغي أكرس نفسي لفكرة أننا يجب أن ننشر العلم كجزء من الثقافة العالمية وهي إحدى طرق التقريب بين الناس والمجتمعات والعمل لمنفعة البشرية جمعاء وقد أثار إعجابي لغة العلم التي تكون لغة عالمية وشبكة الإنترنت قد سمحت للعلم بأن يواكب آخر المستجدات في أي مكان في العالم ويتجاوز الحدود بحيث يصبح مشوِّقا ويخلق شراكات وصداقات بين مختلف بقاع العالم وعندما أمارس هذا الاهتمام بالعلوم كنشاط عالمي أصاب بخيبة أمل في أحيان كثيرة لأنه لا يوجد هناك الكثير من الجهود في دول الخليج والشرق الأوسط والشمال الأفريقي وهذا الجهد لبناء مثل هذا المشروع في قطر يشكل فرصة غير اعتيادية للاستفادة من ما هو موجود من بيئة من استقرار سياسي، اقتصاد معولم وثروة وطنية وأيضا روح القيادة الحكيمة التي تتحلى بها الشيخة موزة وهذا يجعل ذلك من هذا البلد مرتعا خصبا لمثل هذا النشاط وعندما نقوم بهذا النشاط العلمي علينا أن نحدد أهداف تنفع المنطقة أي القيام ببحث علمي ينفع الصحة على المستوى المحلي سواء إن كان ذلك التعامل مع مشكلات الطاقة والبيئة والمياه وما إلى ذلك، هناك أمور يجب أن تحدد بوضوح لكن بناء القاعدة العلمية صعب وهذا يستغرق وقت وللوصول إلى المستوى المطلوب مستوى المصاف الأول بين بلدان العالم من حيث البيئة العلمية لكنني أعتقد أن هذا ممكن حدوثه وأعتقد أن العلماء العرب إضافة إلى بقاع أخرى في العالم هناك ثقافة رائعة في الثقافة العربية تُعْنَى بالعلوم وأنا أشعر بحماس كبير لما يحدث هنا في قطر.

حافظ المرازي: إذاً أنت ترى إنه هناك بعض علوم بعض أبحاث قد لا يكون الضروري أن تقوم بها في مجتمعات حسب حاجاتها هل تروج إذاً مثلا لأنه أبحاث الفضاء لسنا في حاجة إليها مثلا للدكتور فاروق الباز مثلا لسنا في حاجة إلى أبحاث الفضاء في العالم العربي؟

هارولد فارموس: أنا آسف ماذا تقصد؟

حافظ المرازي: لا نحتاج أبحاث الفضاء؟

هارولد فارموس: هذا من الصعب المحاججة بشأنه لو أن هناك اهتمام ومواهب دع الناس يمارسون ما بمخيلتهم ويقوموا بما يريدون، لكن أقول إذا ما كنت تبدأ من نقطة الصفر فالبداية يجب أن تكون مع قضايا يمكن للناس أن يفهموها كالدليل على أن العلوم تنفع أسلوب الحياة، الكثير من الناس لا يقدِّرون ما يقدمه العلم لكن التكنولوجيا تغير العالم الهواتف الخلوية، الإنترنت، التلفزيونات كلها جاءت إلينا من خلال التكنولوجيات التي كان الناس يعتقدون أنها نوع من البحوث التطبيقية لكن ما ترتكز إليه هذه التكنولوجيا هو سنوات عقود من دراسات الفيزياء والكيمياء والأحياء البشرية التي تُحدث فرقا كبيرا في قدرتنا على السعي وراء اكتساب هذه التكنولوجيات التي يقدرها الجميع ولكي نجعل الجمهور يفهم حتى على مستوى المدارس الثانوية بأن العلوم هي أساس الحياة الحديثة الحياة التي تقربنا من بعضنا البعض ونحقق هذه الإنجازات الرائعة كبشر جزء مهم من الجو الذي تنتعش فيه العلوم.

توطين البحوث العلمية في بيئة عربية

حافظ المرازي: للأمانة طبعا ولصالح الدكتور فاروق هو نحن نتحدث عن تطبيق الاستفادة من أبحاث الفضاء كالاستشعار عن بعد أو غيرها في الحياة العملية يعني في إيجاد مياه جوفية في غيرها لكن السؤال الذي أريد أن أطرحه وأترك لكم يعني الإجابة عليه وإن كان طبعا دكتور سيف يمكن أول مَن يجيب عليه هو الحديث عن توطين العلم كيف يمكن أن توطن العلم دون أن توطن العلماء؟ يعني التجربة الأميركية والتجربة الكندية والتجربة الغربية هو أنه إلياس زرهوني يذهب من الجزائر إلى الولايات المتحدة ليحصل على الجنسية يصبح في موقع حساس للغاية، لديه كل خزائن البيولوجي الأميركي الذي يمكن أن تخشى عليها وهناك ثقة فيه، كيف يمكن في مجتمعاتنا التي يمكن أن يبقى مثلا وفي الخليج دكتور سيف العالم فيها بالثلاثين سنة والأربعين سنة وأولاده دون أن يحصل حتى على إقامة دائمة، كيف يمكنك أن تفعل ذلك دون أن تغير نظم التعامل مع الخبرة والعلم؟

سيف الحجري: هي طبعا مؤسسة قطر في الواقع هي واعية بالتجارب العالمية السابقة ولاشك هذه التجارب العلمية السابقة ستكون إحدى مصادر الاسترادة والانتمالة لأن هذه التجارب في الواقع هي مصدر قوة لأي مؤسسة عليمة ناشئة تبدأ ببناء التربة التي الخصبة التي مهيأة للبحث العلمي بسببين؛ السبب الأول أو الحاجة الأولى هي في الحقيقة إتاحة فرصة للعلماء أينما كانوا مثل ما ذكر زميلي هنا إن العلم في الواقع هو مفتوح وهؤلاء العلماء والعقول في الحقيقة أينما وجودوا سيكون لهم تأثير إيجابي على البشرية ككل وبالتالي دولة قطر اليوم لها بعد وطني بتنشئة النشء لإعدادهم لسنوات عديدة قادمة في بنية أساسية للبحث العلمي وفي نفس الوقت الانتفاع بكل العلماء العرب وغير العرب الذين تتقاطع في الحقيقة مصالحهم في المدينة التعليمية في دولة قطر وللنظر على البنية الأساسية وجود هذه الجامعات الصفوة التي تركز على البحث العلمي وليس فقط في إخراج طلاب من خلال التعليم النظري أيضا محاولة استقطاب شركات عالمية معنية بالبحث العلمي قبل ما أن تُعْنَى بتسويق منتجها وبالتالي أيضا هذا مصدر آخر من التربة الصالحة ولاشك قطر أيضا ستتبع عملية توطين هؤلاء العلماء حتى في الحقيقة تجمع كل عوامل النجاح لأن تصبح قطر يوم ما دولة مشاركة وليس فقط مستهلكة للتقنية.

حافظ المرازي: أي تعليق من الدكتور الباز أو دكتور زرهوني؟

إلياس زرهوني: إنك أثرت قضية مهمة للغاية لأن العلوم لا تنمو إذا لم تكن هناك بيئة مرحبة بها وحاضنة ومن المهم أن تُحل هذه المشكلة لأن قطر إذا ما أرادت أن تنجح كما نجحت أميركا فإن من الحدث الأهم في القرن الحادي.. في القرن العشرين عفوا إن الكثير من العلماء من أوروبا هاجروا إلى الولايات المتحدة في الثلاثينيات والأربعينيات وبهذه الطريقة كسبت أميركا الحرب لأنها امتلكت العلماء الذين رحبت بهم على أرضها، إذا ما تحدثت أنت تحدثت عن علوم الفضاء مَن كان رائدا؟ فان براون الألماني هو عالم ألماني هو الذي طور كل علوم الصواريخ وتقنيات الصواريخ إذا ما أرادت قطر أن تكون لاعبا في عالم المعرفة فأقول إن هذه القضايا يجب أن تحل من قبل القيادة وأن توفر أوروبا معاملة مختلفة للناس الذين هم يعتبرون من الأصول والموجودات الفريدة من نوعها، للعالِم والعالِمة يأتي العلم لا يمكن شراءه مقابل ثمن، إذاً هناك حاجة للتعديل في السياسات والاستراتيجيات لتطوير العلوم في قطر وسيكون هذا أمرا مهما لأنه في خاتمة المطاف وحسب خبرتي فإن العلماء يتحدثون فيما بينهم البعض إذا ما شعروا إنهم ليسوا في المكان المناسب مثلا دكتور باز يترأس مركزه في بوسطن، أنا لم أحصل على المواطنة فورا لكن عليك أن تثبت من خلال استحقاقك إنك تنتمي إلى المجتمع والمجتمع مفتوح وأيضا الدكتور هنا هو زميل جيد وبإمكانكم أن يقول كم من العلماء الأجانب موجود في مختبراتنا نحن نرحب بهم ونريد منهم أن ينجحوا، أعتقد أن هذا هو المفتاح للعلماء العرب لو أن الحكومات العربية في الشرق الأوسط وفي شمال أفريقيا لا تفهم أنك إذا ما أردت أن تبقى في هذا العالم باقتصاد معرفي كما قلنا الهواتف الخلوية وغيرها فإن أطفالك يجب أن يدربوا على فهم العلوم والتقنيات، أعتقد أن الاستراتيجية القطرية جيدة لأن الجيل القادم سيكون هناك أطفال يدربون هنا ليصبحوا علماء على مستوى عالمي وقد تسألونني عن أمثلة في العالم أقول سنغافورة، كوريا الجنوبية في عام 1955 في كوريا الجنوبية لم تكن هناك علوم، كانوا يبيعون شعور رأسهم لكسب العيش وبعد 35 عاما من دون امتلاك موارد طبيعية لديهم بعض أفضل المؤسسات العلمية في العالم، إذاً أعتقد أن المسألة هي سلسلة من السياسات التي يجب أن توضع من وجهة نظر تقنية تكنولوجية وعلمية واجتماعية أيضا.

هارولد فارموس: هناك نموذجان ممكن أن يحتذى هنا الدكتور الزرهوني أشار إلى ما حدث للعلماء الأميركيين عندما دفع العلماء من أوروبا ثم وجدوا طريقهم إلى أميركا من خلال اللجوء السياسي الذي أُعطي لهم كعامل جذب، الآن لا يوجد هناك الكثير من الدفع بل الجذب والجذب مهم لأن الجزء الأساسي من المسحوبين هم مدربون علميا ومن ذوي الكفاءات العلمية وإذاً الأماكن التي فيها مراكز قوة علمية هناك مراكز قوة تدريب عليمة أيضا مثلا مختبري مليء بالطلاب من مختلف بقاع العالم الذين لا يأتون إلى الولايات المتحدة فقط من خلال الحصول أو الرغبة في الحصول على التدريب لكن أيضا من دونهم، أنا لا فائدة من وراء وجودي إذاً هو طريق باتجاهين وإحدى نقاط الجذب لقطر إنها بدأت ببناء المدينة التعليمية التي يمكن أن تكون مشعلا لتدريب العلماء في مختلف أنحاء هذه المنطقة بعد ذلك التحدي هو كيف الاحتفاظ بهم.

فاروق الباز: هو الكلام ده مهم جدا لأنه حصلت محاولات في الماضي لم ينشأ عنها نجاح لأنه لم يكن فيها حاجة مهمة جدا وهي توطين العلم، توطين العلم ده يمكن أن يلزمه توطين العالِم معنى ذلك إيه؟ إن أنا عندي أنا مؤسسة قطر ستدعو شوية من العلماء العرب اللي موجودين في الخارج ييجوا يشتغلوا وهييجوا يشتغلوا هيشتغل هنا سنة سنتين ثلاثة أربعة زي الناس اللي كانت بتيجي تدرس في الجامعة وتروح أو بيعمل اللي عليه على قد الفلوس اللي بيأخذوها في ماهيته ويمشي البني آدم اللي بيعمل إنتاج حقيقي لابد أن يكون عنده انتماء وولاء للوظيفة وللعمل وللمعرفة ده ما يكونش إلا مَن توطّن اللي هو يعني لأنه يعني أنت تجيب العالِم هنا عشان يزورنا ويمشي أنت عايز تجيبه هنا وتخليه يوطّن العلم بتاعه عشان يعمل مدرسة حواليه ويبقى هو آمن في مكانه ويبقى عارف إن الحتة دي كل الحاجات اللي بيشتغل فيها ستنمو وستكبر دي اللي إحنا عايزين نعمله ومؤسسة قطر فاهمة الحكاية دي وعارفة إنه في يوم ما لابد أن يكون هناك وسيلة لتوطين بعض العلماء الممتازين اللي إحنا عاوزينهم.

حافظ المرازي: دكتور سيف.

سيف الحجري: بالفعل يعني هذه الرؤية واضحة لمؤسسة قطر أنه لا بديل في الواقع لتكوين بيئة وتشجيع هؤلاء العلماء وأيضا حتى التوطين لن يقتصر فقط على العلماء بس النشء الذي يملك في الحقيقة قدرات أيضا إبداعية لأنها تحتاج إلى صف ثاني وصف ثالث حتى تكتمل الحلقة دون وجود أي مطبات من خلال تنشئة هذه الفكرة البحث العلمي واستمرارها.

حافظ المرازي: لكن أنتم على الأقل مؤسسة قطر بتقوم بشيء مهم للغاية وهو لضمان أحد المقومات المطلوبة اللي أشار إليها الدكتور زرهوني والدكتور فارموس وهو الاستمرارية (Sustainability) وهو مسألة الوقف (Endowment) إنه حتى تضمن إنه بعد عامين أو ثلاثة أعوام أو إذا أسعار البترول هبطت أو الغاز لن يوجد أموال لعدم هذه المشاريع أن يكون في هناك وقف معين من ريعه يصبح المسألة أعتقد إن الشيخة موزة كان لها في الجامعة الأميركية منذ فترة بسيطة تحدثت عن فكرة عين المعرفة أو بئر المعرفة أن يخصص آبار بترول ريعها فقط يذهب للبحث العلمي هل يمكن أن تقدم بعض التفاصيل؟

سيف الحجري: بالفعل هذه أيضا إحدى ركائز وآلية مهمة جدا لمؤسسة قطر واستفادتها إن معظم مؤسساتنا السابقة العلمية والتعليمية بدأت متحمسة جدا وبدأت قوية جدا ثم بدأت تهبط نتيجة المساومة..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: وتغيير الأولويات السياسية نعم..

سيف الحجري [متابعاً]: وتغيير.. هذه المؤسسات في الحقيقة تجاوزت هذا الحد وبالتالي التعليم في دولة قطر، الصحة في دولة قطر تم بالحقيقة وضع أمان وضمان في وديعة ضخمة جدا، هذه الوديعة ستتولى في الواقع ضمان هذا البرنامج باستمرارها ورقيها واليوم التعليم النوعي والبحث العلمي في الحقيقة مكلف في بداية تنشئها حتى تصبح الأجيال في الحقيقة هي التي تورث بعضها البعض وهذه في الحقيقة ثمرة هذه المؤسسة في الأخير وكيف أن توطنها هذا التعليم كيف أن توطن مقومات البحث العلمي وتصبح هي قادرة على التمويل الذاتي وتوريث بشقها المالي والبشري..

فاروق الباز: بس خلينا نرجع يا دكتور سيف إنه أنت قلت عن الوقفية للطب والتعليم بس إن لم يكن هناك وقفية للبحث العلمي تماما كما عملوا فيّ البحث العلمي اللي نتكلم عليه ده مش هيحصل فلابد أن تكون هناك أيضا وقفية للبحث العلمي لتضمن استمراره..

حافظ المرازي: وهنا يمكن المسألة اليوم..

سيف الحجري: وهو هذا الذي اقصده يعني..

حافظ المرازي: بئر معرفة أو بئر بترول أو آبار تخصص ريعها فقط مثلا..

سيف الحجري: اللي أقصده في الحقيقة أن لا أفصل بين العلم والبحث العلمي لأن هم مرتبطان في الحقيقة لا يمكن الوصول..

حافظ المرازي: طيب سآخذ استراحة قصيرة جدا منكما وسنعود إلى مناقشة هذا الموضوع في برنامج من واشنطن من ضمن الموضوعات التي أثير أريد نقاشها لنسأل على مستوى دول عربية أخرى مثلا مثل مصر قد لا تكون لديها الموارد المالية لكن لديها الموارد البشرية هل هناك نموذج لها؟ هل الهند نموذج التي رغم هناك هجرة عقول منها لكن الهند تحصل على عوائد من هذه العقول بـ21 مليار دولار في السنة الأعلى في العالم ورغم ذلك المعرفة لم تتأثر فيها ومازالت تخرج علماء، كيف يمكن أن نحقق ذلك في نقاشنا مع ضيوفنا من العلماء العرب المغترين ومن العلماء أيضا غير العرب الحائزين على جائزة نوبل ومن مؤسسة قطر وممثلها معنا بعد هذا الفاصل في برنامج من واشنطن.

[فاصل إعلاني]

حافظ المرازي: عودة أخرى إلى برنامجنا من واشنطن البرنامج من واشنطن لكن نقدمه هذه المرة من الدوحة وضيوف من واشنطن من بوسطن من نيويورك ومن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي ترعى المؤتمر الأول التأسيسي للعلماء العرب المغتربين وكيفية الاستفادة من الخبرة الغربية في البحث العلمي وتوطين البحوث العلمية في بيئة عربية هذا ما ناقشناه في الجزء الأول من برنامجنا ومعنا ضيوفنا في هذه الحلقة دكتور سيف الحجري الدكتور هارولد فارموس الدكتور إلياس زرهوني والدكتور فاروق الباز، ربما توقفنا عند دكتور فاروق لو أسألك عن الهند تعطي مثال مثلا لأنه 21 بليون دولار في العام من حصيلة أو عوائد من أبنائها العامين في الخارج سواء على مستوى العمالة في الخليج أو العلماء في الغرب رغم ذلك مازالت الهند متقدمة للغاية مَن يفشل في معهد أعتقد نهرو يذهب إلى الـ (MIT) أو ما يعني وكأن الـ (MIT) الدرجة الثانية بعد معاهد الهند المتفوقة في العلوم كيف تحقق هذه التجربة في بلد مثل مصر مثلا؟

فاروق الباز: أنت بس لفيت لفيت ووقعت نفسك في فخ لأنك أنت سألت الأول إحنا عايزين الشغل بتاع الفضاء نعمل به إيه..

حافظ المرازي: نعم صحيح..

فاروق الباز: الهند دي بلد سنة 1972..

حافظ المرازي: أنا عارف إنك هترجع لي ثاني..

"
المشاريع الفضائية لا تعني الاهتمام بما على سطح القمر من صخور ورمال فقط، وإنما هناك مشاريع أخرى ترتبط بهذا المجال مثل صناعة الأقمار الصناعية وخدمة التقاط الصور وبيعها
"
فاروق الباز

فاروق الباز: مش حاسيبهالك يعني كنت مستنيك، الهند سنة 1972 قررت إنها هتعمل مشروع فضائي ما كانش عندهم ولا حاجة، كان عندهم مجاعات وبعدين قالوا إن إحنا هنعمل مشروع فضائي هنعمل إيه؟ هنجيب طبعا الناس الهنود اللي بيشتغلوا في أي حاجة جنب الفضاء وعملوا كده بالضبط راحوا وقالوا هنعمل كذا وكذا وراحوا العلماء زمايلنا وكتبوا وأخذوا منهم هنعمل إيه وما نعملش إيه وعملوا زي ما عملوه تمام وبدؤوا مراكز بحثية مخصصة لمشاريع الفضاء بس، واحد في أحمد أباد وواحد في حيدر أباد وواحد في بنغارور والكل بقى مركز الأبحاث من دول عايز مجموعات من المعاهد اللي هي تدعمه، عملوا البرنامج والنهارده عندهم قمر صناعي بيأخذ صور بتتباع، بتعمل منافسة للصور الفضائية الأميركية وعندهم بيعملوا الصواريخ وبيطلعوا بيعرفوا الصواريخ بيعمل الصواريخ إيه وبيطلعوا دلوقتي إنتاج علمي راقي إضافة إلى إنه المعاهد اللي كانت بتربي الأولاد دول عشان يشتغلوا في مشروع الفضاء كان فيهم زيادة الأولاد الزيادة دول هم اللي يعملوا لك الكمبيوتر يكتبوا كل البتاع ده بتاع الكمبيوتر وبيشغلوا نصف شركات الكمبيوتر بتاع أميركا وكندا مشغلينها الأولاد دول يعني مع..

حافظ المرازي: حتى لما اتصل ببنكي في أميركا اللي بيرد عليا واحد في الهند..

فاروق الباز: وأرد أنا اللي بأتكلم بيعملوا التكنولوجيا..

حافظ المرازي: يعني..

فاروق الباز: أنا اللي بأتكلم عليه بيعملوا التكنولوجيا الحقيقية يعني..

حافظ المرازي: التكنولوجيا الحقيقية نعم..

فاروق الباز: فمعنى ذلك إيه؟ إن أنت لما بتعمل مشروع فضائي مش بتعمله عشان تروح القمر ولا تجيب شوية طوب من هناك، مشاريع الفضاء وحتى في أميركا ذاتها قامت مشاريع هيئة الفضاء هناك لرفع مستوى العلم والتكنولوجيا في بلدهم، معنى ذلك إن أنا أقدر في مصر لو أنا عايز في مصر أرفع مستوى العلم والتكنولوجيا ألاقي مشروح حاجة محددة أقول إن أنا بأعملها وهذا اللي رفع المستوى يعني.

حافظ المرازي: دكتور فارموس أنت كنت أشرت في كلمتك في المؤتمر إلى موضوع أنه وأنت من قبل أدرت قبل الدكتور زرهوني المعاهد القومية الأميركية بالمناسبة لمن يريدون أن يعرفوا لماذا نتحدث عن المعاهد القومية الأميركية للصحة نتحدث عن ميزانية سنوية بـ 28 مليار دولار، مجموعة عدة دول عربية ميزانيتها السنوية هي ميزانية السنة لمعاهد القومية الأميركية، أنت تقول هناك أكثر من مائة وثلاثين عالم عربي يأتي إلى المعاهد القومية أعتقد أنت أو الدكتور زرهوني اللي أشرت إلى هذه النقطة بالمقارنة بالصين عدد السكان المقارنة لدول أخرى هذا عدد غير ليس بالقليل إنه هناك أمل في هؤلاء في إنه العالم العربي مازال ينتج علماء ويرسلهم إلى أميركا وإلى غيرها، كيف يمكن الاستفادة منهم؟ وهل مسألة إعادتهم مرة أخرى أم حين يعودوا إلى أوطانهم لا تكون هناك فرصة للحصول على نوبل مثل أحمد زويل لو بَقِي في أميركا؟

هارولد فارموس: لا أعتقد أن الطموحات يجب أن تكون الكسب لجائزة نوبل وليس على العالِم أن يعيش من أجل هذا التطلع أحيانا يحدث ذلك وهذا أمر جميل لكن هناك تطلعات لاكتشافات تحققه سمعة وطنية تشفي من الأمراض تسيطر على التقلبات المناخية والتغيرات المناخية وتحافظ على البيئة، قضية هل أن الناس الذين يتدربون في الولايات المتحدة يعودون إلى بلدهم تبرهن عليهم بشكل واضح في الصين، في بداية التسعينيات كثير من الطلبة جاؤوا إلى الولايات المتحدة بمختبري وغيره من المختبرات قصدها الطلاب الصينيون، في السنوات القليلة الماضية بدأت الحكومة الصينية بالاستثمار بشكل كبير في العلوم وفي أيضا الحكومات المحلية وحكومات المدن وكنتيجة لذلك الكثير من العلماء الذين تدربوا هنا يعودون إلى بلدهم كما قال الدكتور زرهوني أن عدداً من الطلبة والمتدربين جاؤوا إلى المعاهد القومية الأميركية والذين جاؤوا من الشرق الأوسط وغيرهم تضاعف عددهم وأعتقد أن هناك عدد كبير منهم بعد هذا التدريب الجيد قد يعودون إلى بلدانهم وبإمكانهم أن يعودوا إلى أماكن يقدمون فيها عملا جيدا لو حدثت بعض الأمور منها خلق البيئة المناسبة كتلك التي تخطط لإقامتها مؤسسة قطر وهناك مبادرات أخرى أيضا، هناك مبادرات في قبرص وفي أماكن أخرى في العالم في كسنغافورة وغيرها، كل هذه الأماكن توفر آلية للتدريب في الولايات المتحدة وبعد ذلك يعودون إلى بلدانهم ناطقهم القيام بعمل طيب ولهذا نعتقد إن العلوم هي قوة دافعة عالمية تقرب بين الناس وهي قوة كبيرة جدا نحن كعلماء كوني أنا من أنا يهودي من أصل أعيش في نيويورك لا يمنع ذهابي إلى أماكن أخرى لأني أتحدث لغة العلم ونستمتع بوقتنا وبالنوايا الطيبة أيضا.

سيف الحجري: أيضا رغم وجود المعايير العامة لإنجاح البحث العلمي هناك خصوصيات المجتمعات وهذه خصوصيات المجتمعات تلعب دور أيضا كأن مجتمع تنافسي مثلا الهند مجتمع تنافسي نظرا للعدد الهائل من السكان الحاجة وأيضا مثل ما ذكره زملاؤنا اليوم في خطاباتهم اللي هو التوجه الوطني بصفة عامة التوجه الوطني غاية قوة في تطوير البحث العلمي، الدول التي وضعت في توجهها الوصول إلى اقتراع معين وصلت لأن لا يكفي جهد مجموعة من الناس أو مؤسسة تعليمية معينة لما يكون هناك توجه وأعني بالتوجه هو كل الوطن من قادته إلى مفكرين هم بنفس القوة والحماس لتحقيق هذا الأدب وهذا هو الموجود اليوم في دولة قطر كونها بلد صغيرة هناك توجه وطني، هناك إصرار، هناك أيضا بناء جسور المعرفة مع الآخرين، هناك الاستفادة من تجارب الآخرين وبالتالي خليط من هذه العوامل في الحقيقة كفيلة بإنجاح تجربة ما في دول ما ومثل ما ذكر سنغافورة يمكن دولة قريبة من حجم دولة قطر وأصغر قليلا في الحقيقة عن دولة قطر ولكن هناك نوع من هذا النوع من التوجه الوطني من قائد، الأب الروحي لهذه الدولة استطاع من خلال مواطنين ومن خلال علاقاتها أيضا الأخرى واستفادة من تجارب الآخرين أن يُنشئ في الحقيقة ساحة وتكنولوجيا أصبحت دولة في مكانة مرموقة في البحث العلمي.

حافظ المرازي: دكتور زرهوني.

إلياس زرهوني: أعتقد أنه تعقيبا على ما قاله الدكتور فارموس في المعهد القومي هناك ستة آلاف عالِم، ثلاثة آلاف وثلاثين مواطن أميركيون وألفين وسبعمائة من الأجانب، هناك خمسمائة من العلماء هم من الصين ومن شمال أفريقيا والشرق الأوسط، هناك حوالي مائة وأربعون وهو عدد تضاعف كما قال زميلي في السنوات الخمسة الماضية إذا ما قارنت كان الصين بـ 1.3 مليار وبنفوس الولايات المتحدة بنحو ثلاثمائة مليون ترى أن النسبة ليست سيئة، أعتقد أن من العوامل المهمة هنا أنك طرحت سؤالا كيف نكسر الهوة ونربط بين دولة مثل قطر وبين العلوم الغربية، أعتقد أن العلماء العرب المغتربين كانوا ناجحين جدا فهم جاؤوا من بلدان عربية وهم في الآلاف عددهم من العلماء المتفوقين الممتازين يجب أن يكون هناك جسر يقيم مثل هذا الارتباط ويجب أن يكون الهدف الوحيد أوروبا فقط لأن هناك مواهب موزعة على مختلف بلدان العالم يجب أن يكون هناك جسر وينفتح على العالم وكما قال أيضا زميلي الدكتور فارموس العلم لغة عالمية وإذا ما استطعنا ذلك أعتقد أن استراتيجية قطر ستكون الأنجح في العالم العربي وأنا أشعر بثقة لذلك أن لديهم الرؤية والموارد والرغبة ولماذا جئنا أنا والدكتور فارموس؟ بالتأكيد لدينا ارتباطات كثيرة وأنا أعلم ذلك جيدا، السبب الذي جعلنا نأتي إنه منذ المرة الأولى ليس هناك حضور المؤتمر فقط فهناك مؤتمرات كثيرة لكن هذا مؤتمر وراءه رؤية يربط قطر ببيئة العلم في العالم عبر هذا الجسر وأعتقد أننا لهذا السبب أردنا أن نأتي لأننا حققنا نجاحا، أنت ذكرت الدكتور أحمد زويل ومن الصعب عليه الآن أن يترك وراءه كل هذه الإنجازات وهو يتربع على قمة تخصصه ويعود إلى مصر لكن المائة وأربعين من العلماء الشباب من عمري عندما ألتقي معهم ما هو الشيء الأول الذي يقولون لي؟ نريد أن نعود إلى العالم العربي إذا ما رُحِّب بنا هذا ما يقولونه لكن الكثير منهم يرغب في العودة وهذا هو التحدي في استقطابهم وهذا هو الربط الذي يجب أن يتم مع العلماء العرب ليعودوا إلى أوطانهم.

أهمية الاستقرار للعلماء وآثار هجمات 11 سبتمبر

هارولد فارموس: هناك مسألة أخرى حول مسألة الاستقرار وأهمية الاستقرار وجزء ذلك يعود نسبيا إلا أن العلوم الأساسية تستغرق وقتا طويلا لتنشأ الاستكشافات والاختراعات التي لها تأثير في حياتنا وفي صحتنا لكن لا أحد منا على ما أعتقد يحاجج من أجل استقرار العلماء كأفراد، عالَم العلوم هو عالم تنافسي أيضا وأسلوب النجاح هو من خلال التنافس من خلال المال لدعم البحوث وأيضا عندما يكافئ التوافق وكما تقوم مؤسسة قطر أو تبني عمله هو أن يكون هناك بيئة أفضل الموجودين في العالم يأتوا إلى هنا ليقوموا بأبحاثهم.

إلياس زرهوني: نحن في المعهد القومي الأميركي نفعل ذلك، ندعم العالم لمدة خمس سنوات بعد ذلك قد تتغير إلى نصف المدة ثم نصف المدة نتركها وندعم مجالات أخرى وهكذا لنستمر في الإنتاج وفي تشجيع العلماء على المستوى العالمي من ذوي الجودة العالية أعتقد أن المفتاح هنا أن لا يكون العلم واسعا عرضيا بل له عمق كما قال الدكتور فارموس أن نكون انتقائيين منذ البداية لنحقق نجاحا كبيراً.

حافظ المرازي: بيئة الاستقرار أو عنصر الاستقرار هل الولايات المتحدة أصبحت بعد الحادي عشر من سبتمبر بيئة طاردة للعالم العربي المسلم بدل ما كانت بيئة جاذبة طبعا أكيد موقع الدكتور زرهوني يقول بعكس ذلك لكن رغم ذلك الخبرة العامة للعالِم العربي الذي يشعر ربما بأنه فيه تسميم إعلامي حوله أبنائه في مدارس غيرها هل دكتور باز هل هذا العنصر يجعل مشروع مثل مشروع مؤسسة قطر مشاريع ممكن مشابهة مثل في هذه الفترة بما فيها حتى تجربة الجامعات الأميركية المرموقة في مؤسسة قطر التي ربما تجعل ناس في الخليج أو في العالم العربي يقول أفضل أن أذهب إلى الدوحة يتعلم على أن يذهب إلى أميركا لا أدري ربما ماذا سيحدث لهم هل هذا قائم أسمع رأيك ورأي الدكتور زرهوني؟

فاروق الباز: لا في الحقيقة إحنا اللي عاملين الخلل ده..

حافظ المرازي: إحنا الإعلاميين..

فاروق الباز: إحنا الإعلاميين إحنا اللي عاملين ده لأن في حقيقة الأمر الغالبية العظمى للشعب الأميركي لم تتأثر إطلاقا بالنسبة للناس اللي جايين يطلبوا العلم، إحنا اللي بدأناها يعني إحنا بعد 11 سبتمبر السفارة السعودية أخذت كل الأولاد السعوديين رجعتهم ثاني يوم عشان يبعدوهم عن الخطر الموجود.. ليه؟

حافظ المرازي: دكتور باز لما طلبة سعوديين أو خليجيين في واشنطن أعرفهم يضعوا صورة الشيخ زايد مثلا وهو مريض رحمه الله على سياراتهم حقق معهم الـ (F.B.I) لأنهم اعتقدوا إنها صورة أسامة بن لادن لما يزورهم الـ (F.B.I) ويخوفهم لما تتعطل الفيزا إنه يدخل جامعة أميركية..

فاروق الباز: لا بس بعد ما شرحوا له..

حافظ المرازي: لما أبناءنا في المدارس يسمعوا ألفاظ ضدهم كعرب ومسلمين بالتأكيد هذه بيئة مختلفة عن أميركا قبل 11 سبتمبر للعالم العربي والمسلم؟

فاروق الباز: ما إحنا نفهمها بس أنا ما أقولش لأولادي هم الطلبة سآخذكم لأن عندكم مشكلة أنا بدل ما أخليك تعالج المشكلة وأفهم تعالج المشكلة إزاي أنا هأبعد المشكلة عنك، أنا غلط أنا ده كان غلطنا إحنا في حقيقة الأمر ده أدى للناس فكرة غلط كأن العرب هم كلهم مسؤولين عن الحكاية دي فدي غلطة في بداية العملية، ثانيا أنا لما أكون عندي أنا مشكلة أنا ما أشرحهاش ليه؟ وارد البني آدمين اللي بيدرسوا في الجامعة اللي هم الناس العرب المحترمين اللي هم في الجامعات واللي بيعمل كذا ما فيش واحد منهم إتهزأ من زملائه لأن زملائه عارفينه وعارفين إن هو راجل ينجز في عمله وعارفين كذا أنا عمري ما سمعت كلمة واحدة، أنا عملت لقاءات عديدة مع طلبة ومع أساتذة ومع كذا وعمر ما بني آدم قال لي بتعمل كده ليه..

حافظ المرازي: معي دقيقتين في البرنامج سآخذ كلمة أخيرة من الدكتور زرهوني وربما الدكتور فارموس له تعليق سريع..

إلياس زرهوني: نعم هذا صحيح إنه بعد الحادي عشر من سبتمبر عليّ أن أقول لك إن الناس في أميركا أصبحوا خائفين جدا الحادي عشر من سبتمبر هو مثل واحد فقط وأخاف من تكرار الحدث نفسه مرات ومرات، الدكتور فارموس في نيويورك ممكن يقول لكم عن هذا الخوف أعتقد أن وجهة نظر هذه تأشيرات الدخول أصبحت أكثر صعوبة، الناس تم استجوابهم لكن إذا ما نظرت هناك عالم يحب الأرقام في المعهد القومي في عام 2002 كان هناك تراجع بنسبة 15% في طلبات الحصول على تأشيرة دخول من البلدان العربية في 2004 زادت إلى 97 الآن زاد بنسبة 17% من المهم أن نعتقد أن القصص التي تؤخذ على محمل الجد وأنا أعمل مع مؤسسة العلوم القومية مع الجامعات وقصدنا أنا أيضا مسلم وأنا كانت لي ردة فعل قوية لتسهيل الحصول على سمات الدخول ووقت..

هارولد فارموس: علينا أن نفهم أن الحادي عشر من سبتمبر كان صدمة، علينا أن نفهم أن إرهاب الأجانب بعد الحادي عشر من سبتمبر كما قال الدكتور زرهوني بعد الحادي عشر من سبتمبر كان هناك اهتمام أكبر لعملية استخراج سمات الدخول والكثير منا في الدوائر الخدمية شعرنا بقلق لأننا نريد للطلبة أن يأتوا فنحن نعتمد عليهم لكن الأكاديمية القومية للعلوم بدأت بتقييم الموقف لترى كيف يتم انحياز الصفات وتم التفاعل الإيجابي مع الدوائر الرسمية وتم تقليل وقت انتظار استصدار سمة الدخول وأيضا عدد المتقدمين بالطلبات ليس من البلدان الإسلامية بل من بلدان مثل كوريا واليابان وشرق آسيا قد تراجع ترك الولايات المتحدة وذهبوا إلى بلدان أخرى مثل أستراليا وإنجلترا لكنهم عادوا ويعودون إلى الآن وقبل عدة أسابيع كانت هناك حادثة حول عالم هندي من الهند لأنه منع من منح سمة الدخول لكونه عالم مشهور وهذا كان مبعث قلق لنا جميعا أعتقد أنها مشكلة لكن الوضع يتحسن..

حافظ المرازي: نصف دقيقة دكتور سيف..

سيف الحجري: طبعا في الحقيقة أيضا 11 سبتمبر كان له أيضا آفاق أخرى للطلاب العرب إنهم فتحوا مجالات أخرى ودول أخرى وهذا أيضا مكسب في تنوع خريجينا في الواقع لأن من الطبيعي الأبواب لو لما تسكّر تفتح أبواب أخرى، فبالتالي أيضا من الحاجات اللي نلاحظها حاليا أصبح هناك أبناءنا في أستراليا، في نيوزلندا في مناخ لم يفكروا فيه، فإذاً هذا أيضا استمر وسيأتي إلى المنطقة..

حافظ المرازي: وقريبا في الدوحة..

سيف الحجري: نعم بإثراء جديد أيضا بالإضافة لطلاب أميركا وأوروبا..

حافظ المرازي: شكرا جزيلا لكم جميعا الدكتور إلياس زرهوني، دكتور فاروق الباز، دكتور فارموس ودكتور الحجري بالطبع نقاشنا كان حول المؤتمر الأول التأسيسي للعلماء العرب المغتربين الذي عقدته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع خلال الجلسة الافتتاحية ربما لاحظ البعض أن التكنولوجيا أحيانا رغم أنه مؤتمر علمي لم تأخذ مجالها مثل شاشة العرض لم تكن متاحة لكن الذين تابعوا واشنطن وما حدث في هذا الأسبوع ربما يهونون على أنفسهم التكنولوجيا لم تعمل حتى في البيت الأبيض الرئيس بوش حين أخذ يودع سكوت ماكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض وصحبه معه إلى الطائرة الهليكوبتر ليصوره الجميع بأنه يترك البيت الأبيض بدون خلاف أو ضيق دخل الرئيس بوش على الهليكوبتر ويفترض أن نشهد الهليكوبتر وهي تصعد بالرئيس لكن بعد فترة الهليكوبتر تعطلت واضطر الرئيس للخروج أمام الكاميرات ليترك الهليكوبتر المعطلة لأن التكنولوجيا الأميركية لم تعمل أحيانا هذه أمور تحدث. أشكركم جميعا وأشكر فريق البرنامج في واشنطن وخصوصا هنا في الدوحة كل الزملاء الذين ساعدونا وهذه تحياتي حافظ المرازي في برنامج من واشنطن.