-
من واشنطن

مطالبة أميركية مسلمة بإمامة الصلاة

تناقش الحلقة الجدل الدائر حول حق المرأة في دخول المساجد في أميركا. هل يشهد المسلمون الأميركيون سابقة تاريخية في مساجدهم بالسماح لسيدة بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلين المختلطين من نساء ورجال؟

– جدل حول حق المرأة في دخول مسجد بأميركا
– آسرا نعماني وتجربة مالكوم إكس

– إمامة المرأة بين الثوابت الفقهية والمخالفة الدينية


undefinedحافظ المرازي: مرحبا بكم معنا في هذه الحلقة في برنامج من واشنطن ومادمنا في شهر مارس آذار والذي ما يزال هناك احتفال فيه خلال الشهر بأكمله بكفاح ونضال المرأة وحقوق السيدة في كل أنحاء العالم وليس فقط في منطقة دون الأخرى فكرنا أن نتوقف أمام حدث مهم الحدث مهم لأنه يقع أيضا في الولايات المتحدة في سابقة اعتبرها البعض في الإعلام العربي سابقة في تاريخ العالم الإسلامي على مدى 14 قرنا، نحن نتحدث عن إمامه سيدة لصلاة الجمعة وتقديم الخطبة لمصلين من الرجال والنساء معا هذه الخطبة وهذه الصلاة أيضا قادت لها وتُشجِع لها سيدة أخرى تقوم بجولة في الولايات المتحدة الأميركية لكتاب لها عن كفاحها من أجل التأكيد على حقوق المرأة المسلمة الأميركية خصوصا وأنها قد تحدت إدارة المسجد في مدينتها بولاية وست فيرجينيا للتأكيد على حق المرأة في الدخول من الباب الرئيسي للمسجد في أن تحضر جميع الأنشطة التي تحدث في مصلى المسجد، سنلتقي في برنامجنا مع السيدتين من نيويورك كما أيضا سنتحدث من هنا من واشنطن مع الرأي الفقهي لهذا الموضوع بالنسبة لمن يقدمون الرأي الفقهي للمسلمين في أميركا الشمالية وبالطبع لو بدأنا القصة من البداية ربما تكون قد بدأت بالنسبة للإعلام الأميركي الذي يحاول أن يلتقط هذه القصة من بلدة نائية في ولاية وست فيرجينيا الأميركية هي بلدة مورجان تاون، هذه البلدة شهدت جدلا منذ صيف العام الماضي حول حقوق المرأة في الدخول إلى المسجد ومن أين تدخل المسجد، الزميل ناصر الحسيني سافر إلى ولاية وست فيرجينيا وأعد لنا التقرير التالي.

جدل حول حق المرأة في دخول مسجد بأميركا

[تقرير مسجل]

ناصر الحسيني: ربما تكون الضجة غريبة على هدوء مورجان تاون تلك المدينة النائية بولاية وست فيرجينيا التي يتكون معظم سكانها الستين ألف من البيض المرتبطين بمسيحيتهم لكن استضافة مورجان تاون لجماعة الولاية جلب وجوها مختلفة تشمل جالية مسلمة صغيرة لا يتعدى عددها الخمسمائة معظمهم مرتبط بالجامعة ومن بينهم المهاجر الهندي المسلم ظفر نعماني الذي وصل إلى مورجان تاون قبل حوالي ربع قرن وساهم في بناء هذا المسجد الصغير أول مسجد في مورجان تاون، الجالية المسلمة بنت بعد ذلك مسجدا جديدا أمام المسجد القديم وكلفها نصف مليون دولار لكن المسجد لفت اهتمام وسائل الإعلام عندما نظمت نساء بزعامة أسرا نعماني ابنه ظفر نعماني مسيرة العام الماضي لتحدي إدارة المسجد التي كانت تمنعهن من استخدام الباب الأمامي والمشاركة في أنشطة المسجد.

ظفر نعماني- والد آسرا: لم يسمح لها بالجلوس في سيارتها وعقد لقاءات وكان يتعين عليها العودة للخلف عشرين أو ثلاثين مقعدا هذا ما يفعله الرجال في البلدان التي يتعرض فيها النساء لاضطهاد غير أنه في هذا البلد تذهب النساء للجامعة ويتلقين التعليم.

ناصر الحسيني: في كتابها تروي أسرا نعماني كيف أنها جابت أثناء الحج الكعبة ولم يمنعها أحد من الحركة لأن هي امرأة وتساءلت كيف يُعقَل أن يُطلَب في أميركا من النساء دخول المساجد من أبوابها الخلفية وتروى أسرا نعماني أيضا كيف أن والديها المسلمين لم يتخليا عن دعمها حتى مع ابنها الذي أنجبته من دون زواج.

ظفر نعماني: إنه حفيدي إنه طفل جميل ورائع أقضي معه أوقات جميلة استمتع بها كثيرة.

ناصر الحسيني: إدارة المسجد تقول إنها تجاوزت الآن أي خلافات حول وضع النساء في السابق وتؤكد أن نساء الجالية المسلمة في مورجان تاون يتمتعن بكامل حقوقهن.

سهيل شودري – المتحدث باسم المركز الإسلامي في مورجان: من الخطأ القول أنه لا يوجد أي دور للنساء في المسجد أو أن النساء لا يستطعن التعبير عن آرائهن، لقد كان هناك دوما وجود نسائي في لجنة إدارة المسجد.

ناصر الحسيني: ولكن ظفر نعماني يذكر المسجد بأن لأبنته فضلا على نساء الجالية.

ظفر نعماني: على الجالية أن تشعر بالعرفان لأسرا بفضل جهودها أصبح الناس يتعاملون بصورة إنسانية أفضل ويطالبون بحقوقهم بطريقة أقوى من الماضي.

ناصر الحسيني: بالنسبة لمسجد مورجان تاون طويت الآن صفحة أسرا نعماني لكنها قد تكون البداية فقط بالنسبة لباقي مساجد أميركا التي قد تواجه يوما ما مطالب مماثلة خاصة وأنه يجري الحديث الآن عن أول صلاة جمعة تؤمها امرأة في أحد مساجد نيويورك، ناصر الحسيني من أمام مسجد مورجان تاون بولاية وست فيرجينيا لبرنامج من واشنطن.

حافظ المرازي: وفي برنامج من واشنطن نناقش كما ذكرنا مسيرة هذه السيدة من أجل التأكيد على حقوق المرأة المسلمة كما أكدت عليها خصوصا وأنها تعتبر بأن هذه الحقوق لابد وأن تحدث أولا في أميركا إذا كان هذا المجتمع يقف مع الحرية والمساواة للجميع، معنا من نيويورك السيدة أسرا نعماني الكاتبة والصحفية السابقة بصحيفة وول ستريت جورنال منظمة جولة الحرية للنساء المسلمات التي تنظم صلاة الجمعة في نيويورك وأيضا هي مؤلفة كتاب الوقوف وحيدة في مكة كفاح امرأة أميركية من أجل روح الإسلام الأصيلة، بالطبع معنا أيضا في هذا البرنامج وسنتحدث إليها لاحقا الدكتورة آمنه ودود أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة ولاية فيرجينيا كومنولث وهي مؤلفة أيضا لكتاب عن المرأة في القرآن والدكتورة ودود هي التي ستكون خطيبة الجمعة في نيويورك غدا والتي ستؤم الصلاة، سيكون معنا في النقاش من واشنطن الدكتور طه جابر العلواني رئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بهلندن في ولاية فيرجينيا عضو مجلس الفقه الدولي وسينضم إلينا أيضا السيد أحمد ناصف محرر موقع استيقظ يا مسلم (Wake up Muslim) وأيضا منظم اتحاد المسلمين التقدميين، سيدة نعماني مرة أخرى اسمحي لي أن أرحب بكِ كنت قد أشرت إلى كتابك وكان هناك زيارة للجزيرة إلى مورجان تاون التي كانت البداية من هناك، هل يمكن أن توضحي لنا باختصار لمشاهدينا ما الرسالة التي تريدين أن تؤكدي عليها من الكتاب من مساعدتك في تنظيم صلاة الجمعة بقيادة امرأة في نيويورك؟

"
بصفتنا نساء مسلمات نطالب بأن نقف في مساجدنا وأن ندخل من الأبواب الرئيسية. وغدا سوف نستعيد حقنا في إمامة الصلاة
"
أسرا نعماني

آسرا نعماني – كاتبة ومنظمة جولة الحرية للنساء المسلمات: شكرا جزيلا لإتاحة الفرصة لي ويشرفني أن أتحدث إليكم وإلى مشاهديكم لنعلم أين هي الأزمة في العالم الإسلامي والأمر متروك للنساء والمعتدلين ليعيدوا الدين من الذين استحوذوا عليه باسم التطرف، حقوق المرأة جانب حيوي من العالم الإسلامي وفي الولايات المتحدة وبصفتنا نساء مسلمات نحن نطالب بحقوقنا ضمن الإسلام وأن نقف في مساجدنا وأن ندخل من الأبواب الرئيسية وغدا سوف نستعيد حقنا في إمامة الصلاة، الدكتورة آمنه ودود امرأة قوية وشجاعة ألهمتني لأتعلم التعاليم الحقيقية لدينا قصص الحاجة خديجة وعائشة وهن نساء عظيمات وهناك أيضا الكثير من حقوق المرأة التي تُحرَم منهن، كتابي هو جهد يدعو الناس إلى أن يقفوا ويطالبوا بحقوقهم وأن لا يقفوا عند حد التحدث عن جمال تعاليم ديننا بل ممارستها حقا.

أسرا نعماني وتجربة مالكوم إكس

حافظ المرازي: سيدة نعماني بالنسبة لكتابك وهو كما ذكرنا بعنوان (Standing alone in Mecca) أو الوقوف وحيدة في مكة كفاح امرأة أميركية من أجل روح الإسلام الأصيلة هل هي قصة تشبه قصة مالكوم إكس أو الحاج مالك شاباز كما سمي نفسه بعد ذلك من أن تجربة المساواة بين البيض والسود والملونين في مكة جعلته يعود إلى أميركا ويرفض مثل هذا التمييز العنصري في الستينيات آنذاك وأن تجربتك في الذهاب إلى الحاج وإلى مكة جعلتكِ تقولين كيف تكون المرأة جانب الرجل وفي الأمام في مكة وفي الحرم المكي ولا تكون في مساجد أميركا وغيرها؟

آسرا نعماني: نعم أنت تفهم هذه القضية فهما جيد الأمر يشبه عودة مالكوم أكس من مكة وأيضا خبراتي التي مررت بها تشبه خبرات نساء كثيرات سبقنني، أنا ذهبت إلى مكة واعتقدت أنه كان بلد يتعصب ضد النساء ولا يسمح لهن بقيادة السيارات ولكنني في مكة سرت على خطوات النساء العظيمات في تاريخ الإسلام ولم أضطر إلى أن أدخل من الزوايا أو من الأبواب الثانوية ووقفت إلى جانب والدي نؤدي الصلاة وشعرت بأن المرأة لها حق متساوي في الإسلام وكما قلت وعندما عدت إلى أميركا رأيت حقيقة عالمنا الإسلامي وكيف نعيش وعندما ذهبت إلى مسجدنا وصرخ علي الرجال عندما منعوني من الانضمام إلى حلقة دراسية لتعلم الدين بدأت عيناي تنهمران بالدموع وشعرت بأن الرسالة الحقيقية للنبي لم تصل وأن هناك حاجة إلى أن نتخذ خطوات إذاً إمامة صلاة الجمعة يوم غد هي جزء من هذه العملية ورسالتي تنم عن أمل ونية في أن يقوم الجميع ليقفوا مطالبين بحقوقهم كما فعل مالكوم أكس وكما أفعل أنا في بلدتي لأن تاريخ هذا العالم سيتحدد من قِبل الإسلام والمسلمين وينبغي علينا أن نستعيد إيماننا وديننا ونمارسه بالشكل الطيب المأمول منا.

حافظ المرازي: لكن المقارنة أيضا بينك وبين مالكوم أكس هو أن مالكوم أكس عاد ليواجه المؤسسة الحاكمة بأغلبها في أميركا وليكون واقف مع باقي المضطهدين في العالم الإسلامي والعالم الثالث آنذاك بينما ربما ينظر إليكِ أنتِ بأنك تلعبين في أجندة المؤسسة الحاكمة في أميركا ضد هؤلاء بأنك تحاولين أن تروجي لموضوع مفرق لهذه الجالية بأن المساجد التي ربما تعاني من رجال المباحث الفدرالية وغيرهم الذين يأخذون كل معلومات من يدخل مسجدا إذا لا ينقصهم جدل آخر حول من أين تدخل المرأة ومن أي باب خصوصا أن المتحدث باسم مورجان تاون قال لا توجد لنا مشكلة لم تكن هناك مشكلة كانت هناك مرأة في مجلس الإدارة هناك الآن مرأة في مجلس الإدارة لماذا تلك الضجة للذين يريدون اهتماما إعلاميا بهم على حساب المسلمين؟

"
نحن نكافح من أجل استعادة جمال ونقاء تعاليم الإسلام، وباستطاعتنا تحسين أوضاعنا عن طريق فتح أبواب ديننا ومجتمعاتنا لحقيقة مكانة المرأة
"
أسرا

آسرا نعماني: لا يوجد هناك امرأة في عضوية مجلس إدارة هذا المسجد ولماذا لا تسمح المساجد للنساء بأن ينضممن إلى إدارات المساجد وجزء في عملية الإصلاح في العالم الإسلامي أن نعنى بحقوق المرأة وأيضا رأيت الكثير من النساء المحرومات والمحرومين من المسلمين بشكل عام في العالم الإسلامي وبعضهم يشعرون أنه لا يوجد لهم مكان في الإسلام والكثير من أبناء الأديان الأخرى يتم تشجعيهم لأننا نكافح من أجل استعادة الجمال والنقاء تعاليم الإسلام والطريقة الوحيدة التي يمكن أن نحسن بها أوضاعنا هو أن نفتح أبواب ديننا ومجتمعاتنا لحقيقة مكانة المرأة وأن نجعل المرأة جزءا من الحل وليس جزء من المشكلة عند ذاك كلنا نستطيع أن نعمل سوية لنعثر لنا على مكان تحت الشمس في هذا العالم ولو تستطيعون أن تتخيلوا كيف أنني لو حللت مشكلة الوقوف وإمامة الصلاة كيف أستطيع بعدها أن أركز طاقاتي على حل مشكلات أخرى؟ نحن بهذه الطريقة نهدر نصف طاقاتنا وقدراتنا عندما لا نقبل للمرأة دورها القيادي، النبي محمد اعترف بهذا في منذ أكثر من 14 قرن، نحن رأينا فلورنس نايتنغل ورأينا عائشة وهي راكبة جملها وأيضا رأينا نساء قائدات ورائدات كن يؤمْن الصلاة وعلينا أن نعود إلى أصل الإسلام لنعرف أن المرأة جزء من الحل وليس المشكلة.

حافظ المرازي: في كتابك أيضا أسرا أنتِ توضعين وثيقتين للحقوق تقترحينها وربما استلهاما من وثيقة الحقوق الأميركية التي دخلت إضافة للدستور الأميركي العشر تعديلات الأولى تضعين عشر نقاط لو ألخص منها أولا فيما تسمينه وثيقة الحقوق الإسلامية للنساء في المساجد ثلاث نقاط ألخصها فيها أو لبعضها؛ للنساء حق إسلامي في دخول المسجد ومن بابه الرئيسي، للنساء حق إسلامي في الجلوس بالمصلى والصلاة فيها بدون أي حاجز عن الرجال والاختلاط معهم بصفوف الصلاة، للنساء حق إسلامي في إمامة الصلاة بالمسجد وتولي مناصب قيادية فيه كإدارة المسجد وعضوية مجلس الإدارة، طبعا هذه النقاط سنناقشها ولكن الصفحة الثانية في الكتاب هناك وثيقة حقوق للمرأة المسلمة داخل غرفة النوم، حقها في متى تمارس الجنس ومتى ومع من وهذه هي النقطة الخلافية التي يقول البعض إذا كنتِ تريدين أن تمارسي الإسلام بهذه الطريقة فلتفعلي ما تريدين لكن لا تسميه إسلام أرجوكِ ما ردك؟

آسرا نعماني: السبب الذي ضمنت حقوق المرأة في غرفة النوم إضافة إلى حقوقها في المسجد السبب أن النساء يحرمن من حقوقهن بشكل عام من الأماكن العامة إلى الأماكن الخاصة والعلاقات الجنسية تستخدم ضدهن، أنا عندما أقف في المسجد وأصلي وراء الرجال قابلت ذلك التنازل ثم بدؤوا يصرخون في ويقولون إنني سبب فتنة وأتحدث أنا هنا عن جهاد النفس الذي هو واجب على كل الناس، في النهاية قائمة حقوق المرأة من المسجد إلى غرفة النوم هو حق المرأة في تقرير مصيرها وهناك الكثير من الأمور المثيرة للجدل ولكن علينا أن نتعامل مع هذه الأمور بروح المسؤولية بدلا ببساطة أن نستخدم الحقوق الجنسية بهذه الطريقة ضد المرأة.

حافظ المرازي: شكرا جزيلا لكي أسرا نعماني الصحفية السابقة بصحيفة وول ستريت جورنال الكاتبة ومنظمة جولة الحرية للنساء المسلمات من ضمن الذين يرعون خطبة الجمعة بقيادة امرأة في نيويورك ومؤلفة كتاب الوقوف وحيدة في مكة كفاح امرأة من أجل روح الإسلام الأصيلة، بالطبع سنتحدث بعد فاصل قصير في برنامجنا من واشنطن مع الدكتورة آمنه ودود التي ستؤم هذه الصلاة للجمعة في نيويورك ومع الدكتور طه العلواني ومع ضيوف آخرين فأبقوا معنا في برنامج من واشنطن.

[فاصل إعلاني]

إمامة المرأة بين الثوابت الفقهية والمخالفة الدينية

حافظ المرازي: من واشنطن عودة إلى برنامجنا المرأة المسلمة تطالب بحقها في أن تؤم الصلاة وتقدم صلاة الجمعة وهي تفعل ذلك غدا في نيويورك، على الأقل بعض النسوة من المسلمات الأميركيات يؤكدن على هذا الحق ويطالبن بها، ضجة في الإعلام العربي حول هذا الموضوع هل هذا حدث فريد لم يحدث في تاريخ الإسلام على مدى 14 قرنا؟ هل هناك أدلة وثوابت يمكن أن نستند إليها فقهيا لذلك؟ هذا ما نناقشه في الجزء الثاني من برنامجنا وأرحب فيه بالدكتورة آمنه ودود التي ستؤم وتقدم خطبة الجمعة من نيويورك غدا وهي منضمة معنا من نيويورك في هذا البرنامج أستاذة الدراسات السامية بجامعة فيرجينيا كومنولث ومعنا كما ذكرت أيضا سنناقش مع باقي ضيوفنا، دكتورة آمنه بكِ مرة أخرى معنا ولنتحدث عن صلاة الجمعة التي ستؤمينها وإلى أي شيء استندتِ في هذه النواحي من الناحية الإفتائية والفقهية؟

آمنه ودود – أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا: يسعدني كثيرا أن أكون معكم هنا وأنا اسمي الدكتور آمنه ودود بالمادة والجامعة التي أدرس فيها بقسم الدراسات الإسلامية هي فيرجينيا كومنولث جامعة فيرجينيا كومنولث، أنا لست فقيها ولا أقوم بأعمال الفقه ولكنني اقرأ في كتب الفقه وقرأت الكثير منها في الأسبوعين الماضيين ربما أكثر من أي وقت مضى من قبل وتخصصي الرئيسي في الحقيقة هو في التفسير وعليه ومنذ أن وُضِع القانون على أساس القرآن والسُنة أحيانا يُفهَم بأنه حديث، أنا أشجع وأروج لفكرة مفادها إن الحاجة للإصلاح في القانون الإسلامي لا يمكن أن يحدث ما لم ننجح وأيضا نحن ننجح في جعل المزيد أو وضع المزيد من الدراسات المفصلة والمعمقة والتحليل المفصل للقرآن نفسه إذاً هذا هو نقطة تركيزي الرئيسية وليس تركيزي على الفقه لأن الفقه ليس في الحقيقة جزء من سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم فالرسول لم ينتم إلى مذهب، أنا أنتمي إلى نفس المذهب الذي ينتمي إليه الرسول والذين اختاروا إلى وضع المبادئ الأساسية للإسلام من خلال استخدام الرسول كمثل وسُنة يقتدى بها والقرآن وصولا إلى استنتاجاتهم في التفسير والتي أيضا نُقِلت إلينا وفقا لفهم الناس الذين عاشوا بعد الرسول ونحن محظوظون الآن في استمرارنا في بحثنا وفي تحليلنا لماهية معاني القرآن الكريم وأيضا في القرن الحادي والعشرين إحدى القضايا التي دخلت مع بداية هذا القرن الجديد كانت مسألة الوعي بأننا لا نملك سجلا للمرأة وهي كيفية استجابتها لمعاني القرآن الكريم إذاً رسالتي لو أننا استطعنا أن نوسع من نطاق فهمنا للقرآن الكريم علينا أن نوسع من اهتمام علمائنا ليُضمِنوا النساء بشكل متساوي مع الرجال بحيث تتوافر لهن علوم القرآن والمهارات اللازمة لكي يتقصوا المعاني التي تمشي جنبا إلى جنب مع النصوص ومعانيها.

حافظ المرازي: لو دخلنا إلى الموضوع الآن إذاً بناء على هذه المقدمة دكتورة آمنه ما هي تلك الأشياء أو الثوابت التي وجدتيها في النص وبتفسيرك لها تعتقدين أن ما ستفعلينه غدا صحيح ولا يخالف الإسلام في أن تؤمي رجالا ونساء في صلاة الجمعة؟

آمنه ودود: أنا أستند في هذا على كل من معاني القرآن الكريم وما يقوله القرآن الكريم وأيضا الأمور المسكوت عنها في القرآن الكريم وهي الأماكن التي يقاد فيها المرء إلى استخدام تفكيره الخاص ليقرر ما هي أفضل السبل لتحقيق ما سماه الكثيرين وهو الهدف الأسمى للنص وهو إقامة ما هو صالح والتخلص مما هو شرير أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاصة فيما يخص الصلاة والقرآن اللذان يجعلان من الواضح إنه من الواجب على الرجال والنساء أن يقوما بهذا العمل وهو الصلاة القرآن على أية حال لديه أمر أكثر إلزامية ووجوبا وهو أيضا يجعل المرء يتحرك باتجاه جعل الأجيال المتعاقبة من الناس فسروا القرآن الكريم على أساس من الأبوية والذكورية وتقللي من شأن ومكانة المرأة وتجعلها ثانوية قياسا بموقف ومكانة الذكور أو الرجال وأحيانا حتى من دون وجود القدرة على التقرير فيما يخص أمور حياتها الخاصة بنفسها وشؤونها بنفسها وهذا المبدأ يسمى التوحيد.

حافظ المرازي: دكتورة آمنه ودود معنا من نيويورك وأيضا سينضم إلينا في النقاش بعد قليل من نيويورك أيضا السيد أحمد ناصف أحد المساعدين في تنظيم صلاة الجمعة بإمامة سيدة في نيويورك وهو بالطبع محرر لموقع على الإنترنت باسم (Wake up Muslim) أو استيقظ يا مسلم ورئيس اتحاد المسلمين التقدميين لكن اسمحوا لي أن أستمع إلى وجهة نظر ضيفي في الأستوديو الدكتور طه جابر العلواني رئيس جامعة العلوم الإسلامية الاجتماعية بفيرجينيا عن لا يوجد شيء يقول لا للمرأة لأن تؤم الصلاة سمعت هذا النقاش دكتور طه ما الذي يمنع؟

"
قضايا المرأة من أخطر القضايا التي اختلطت فيها المواريث الثقافية والتقاليد القبلية وغيرها مع الفقه الإسلامي
"
طه جابر العلواني

طه جابر العلواني – رئيس جامعة العلوم الإسلامية الاجتماعية بفيرجينيا: بسم الله الرحمن الرحيم، بداية أود أن أشير إلى أن قضية كل من الأختين قضية مختلفة فالدكتورة آمنه أعرفها متخصصة على مستوى عال في قضايا علوم القرآن والتفسير واحترم ما تكتب وأقرأ لها وكتابها القرآن والمرأة من الكتب الجيدة التي أوصي بالإطلاع عليها وقراءتها، الأخت السيدة نعماني انطلقت من (Paradigm) رد الاعتبار للمرأة المسلمة بطريق الوقوف المشترك في صفوف الصلاة والمعاملة المتساوية في غرفة النوم ولا أظن قد أختلف معها في أن رد الاعتبار للمرأة نتيجة ضغوط الثقافة الإسلامية ولا أقول الإسلام والموروثات الإسلامية لن يردها أو يرد هذا الاعتبار ما ذكرته هذان الأمران، الدكتورة ودود انطلقت من (Spiritual leadership)) أو القيادة الروحية وتعتقد أن المرأة تستطيع وأنا اتفق معها بأن المرأة تستطيع بل ينبغي أن تلعب هذا الدور وأذكر منذ عشرين عالم ونحن ننادي إخواننا أئمة المساجد في هذه البلاد بأن يشركوا أخواتنا في إدارة المساجد ويستمعوا إليهن ويفرقوا بين الفقه والتشريع وبين الثقافة فقضايا المرأة من أخطر القضايا التي اختلطت فيها المواريث الثقافية والتقاليد القبلية وغيرها مع الفقه الإسلامي فمزجت الأمور وخلطت بينها خلطا لا نرضاه ونعاني منه وكما يقال كل تصرف له رد فعل مساو في القوة مغاير في الاتجاه، أنا زرت بعض المساجد وكنت أسأل عن أخواتنا فلا أجدهن وحينما أركز في السؤال أين هن يقولون في الـ(Basement)..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: في الطابق الأرضي.

طه جابر العلواني [متابعاً]: في الطابق الأرضي وأصر على الذهاب إليهن فأجدهن قد انشغلن عن الاستماع للمحاضرة للعلم للخطبة بالحديث فيما بينهن لأن ذلك يعطيهن الإهمال، أنا اعتقد أن التقاليد التي انتقلت إلينا في هذه البلاد من تخصيص أبواب خلفية للمرأة منعها من الجلوس في صحن المسجد منعها من الحضور إلا في وضع ستارة ولم يكتف بعض الأئمة الجهلة وأصر على أنهم جهلة لم يكتفوا بهذا بل بدؤوا يصرون على ضرورة بناء جدر بين النساء والرجال.

حافظ المرازي: طيب لننتقل إلى الجزء الرئيسي لا يوجد مشكلة في ذلك، ماذا عن الدكتورة ودود غدا آمنه ودود أن تقود صلاة الجمعة وتؤم المسلمين؟

طه جابر العلواني: الدكتورة آمنه ودود أستاذة فاضلة تستطيع أن تلعب دورا في حياة هذا المجتمع المسلم مهم أكثر من دور إمامة الصلاة..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: ما المشكلة في إمامة الصلاة؟

طه جابر العلواني [متابعاً]: ليس لدي حينما نرجع إلى فقهنا الموروث نجد أقوال خمسة في هذا الأمر ألخصها بما يلي؛ جمهور الفقهاء وغالبيتهم العظمي قالوا بعدم جواز إمامة المرأة للرجال لا في الفريضة ولا في النافلة، فريق جوزوا إمامتها للرجال إذا كانوا من أهل بيتها ومن محارمها دون الأجانب في الفريضة وفي النافلة، فريق آخر جوز إمامتها للرجال مطلقا في صلاة التراويح وفي صلاة النافلة دون الفريضة إذا كانت أقرأهم لكتاب الله، فريق رابع قال بكراهة إمامتها للرجال فريق خامس وجوز إمامتها للرجال وللنساء في مطلق الصلوات إذا كانت تؤم قوما غير قارئين للقرآن يعني مستواها العلمي والثقافي أكبر فالمسألة خلافية ليس فيها إجماع..

حافظ المرازي: خلافية وممكن أقول إنه فيه..

طه جابر العلواني: وكل الوثائق التي صدرت يمينا ويسارا بأن القضية إجماعية أرجو من إخواني الذين أصدروها أن يراجعوا أقوال الطبري، المزني، البويطي، زفر أبو ثور، الإمام أحمد كل هؤلاء الأئمة لهم مواقف أخرى ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار.

حافظ المرازي: دكتور طه جابر أشكرك على هذه الصراحة وهذا الوضوح جدا في عرض الفقه بدون التحيز لطرف أو الآخر، البعض الآن يثير قضية ويخوف المصلين حتى أنه لماذا تصلون وراء سيادة وصلاتكم باطلة لعلي أسأل أحد الذين سينظمون هذه الصلاة وسيقف وراء السيدة ليصلي السيد أحمد ناصف وهو رئيس اتحاد المسلمين التقدميين (Wake up Muslim) موقع على الإنترنت ما رأيك أستاذ أحمد في هذا الجدل؟

أحمد ناصف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأولا يعني أنا أشكر الدكتور طه لوضوح الرسالة التي أعطاها وهذا من أهم الأشياء يعني نحن هنا اليوم مش بنبتدي شيء جديد في الدين الإسلامي هذا أهم شيء لازم نفتكره إن صلاة الجمعة بكرة هذه لا تختلف وضعنا ووجهة النظر للمصلين غدا لا تختلف أبدا عن وجهة نظر الشيخ الطبري المؤرخ العظيم والفقيه الذي كان يعني له نفس الرأي من ألف ومائة سنة فإن كان ممكن للطبري أن يكون له نفس الرأي من ألف ومائة سنة فلماذا بعض المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة لماذا لا يستطيعوا أن يجتمعوا معا ويصلوا؟ يعني هذا الاجتماع سيكون لعبادة الله فقط ويعني يجب أن نصل كمجتمع وكأمة وكجالية هنا في الولايات المتحدة يجب أن نصل إلى المستوى الذي يعني يفهم أن هناك اختلاف في بعض الأشياء وأن هذا الاختلاف هو رحمة في الإسلام.

حافظ المرازي: طب أستاذ أحمد أنتم غيرتم المكان الذي كان يفترض أن تتم فيه الصلاة هي لن تتم في مسجد لكن كان يفترض قاعة ستؤجرونها صاحب القاعة تراجع لأن هناك تهديدات ما هي الظروف التي تتم فيها هذه الصلاة غدا قيل لنا بعد نظرة مختصرة عنها؟

أحمد ناصف: يعني إن شاء الله ستتم الصلاة في قاعة كبيرة هنا بنيويورك (City) وإن شاء الله نتوقع عدد كبير من المسلمين، هناك يعني الحقيقة يعني أكثر مما كنا نتوقع الإقبال على هذا يعني عدد كبير يعني يجيئون هنا من مواقع بعيدة مثل ولاية كاليفورنيا من كنتاكي من ميتشيغان من واشنطن (DC) من بوسطن كثير من الناس يسافرون لهذا لأنهم يفهمون أن هذا وقت مهم جدا والكثير بدأ بالتحضير لصلوات مثل هذه لأن الموقف هنا مهم جدا هو يجب أن نفهم وضع الجالية المسلمة في أميركا وهو وضع الآن سيئ جدا من الداخل ومن الخارج فالحكومة الأميركية والإعلام الأميركي يهاجم الجالية المسلمة لأسباب عديدة وفي نفس الوقت داخل الجالية نفسها نحن كما قال الدكتور طه كما وصف شيء، نحن يعني أيضا نقول للنساء وللرجال أيضا أننا لا نريدهم أن يشاركوا في الجالية ولا نريدهم أن يشاركوا في المساجد فالذي حدث اليوم أن فقط 10% من كل المسلمين في أميركا لهم أي علاقة بالمسجد فهذا يدل على أن هذه الكثير من المساجد والمؤسسات الإسلامية قد فشلت في الوضع..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: دكتور أحمد أستاذ أحمد عفوا أرجو أن تبقى معي أطلت الانتظار ووقت البرنامج محدود جدا وضيق مع الدكتورة آمنه ودود أعود إليها ربما لديها بعض التعليقات على ما سمعته في النقاش من الدكتور طه وأيضا ما نسمعه من الذين يرفضون بأنه فقط دكتورة ودود يمكنك أن تؤمي أهل بيتك أو الدار فقط، أم ورقة أمت ربما منزلها وأهل دارها زوجها لا يعلم القرآن ولا يعرف أن يتلوه هي كانت من الذين جمعوه لماذا أصلا نضيف خلافا في وقت المسلمين يحتاجون فيه إلى توحد بدلا من الخلاف؟

"
سأقف أمام المصلين وسنصلي حسب أفضل ما يتوفر لي من فهم أعكسه
"
آمنه ودود

آمنه ودود: بالتأكيد قضية إصلاح شؤون المرأة هو إحدى القضايا المثيرة للجدل التي علينا أن نواجهها في العالم الإسلامي، في الولايات المتحدة هناك فرص تتوفر لنا بسبب الحقوق الدستورية ومع ذلك المؤسسات الإسلامية الرئيسية مثل المساجد وإدارتها هي بشكل كامل على العكس من الحريات التي تتوفر لهم ويتمتعون بها وواضح أنهم جاؤوا لهذا البلد واختاروا أن يأتوا إلى هذا البلد بسببها فأنا لدي شعار أرفعه وأقول أنا اضطررت إلى القدوم إلى أميركا ولكنني اخترت أن أكون مسلمة، أجدادي جُلِبوا إلى هذا البلد عنوة ولكنني أنا أميركية وترعرعت ونشأت على فهم للإسلام أعطاه إياي والدي والأساس في هذا والقضية رقم واحد هو أن تفعلي ما بجهدك بشكل كامل لكي تفهمي وأيضا أن تتصرفي أو تطبقي ما فهمتيه وأيضا في المرتبة الثانية إنه لا أحد يمكن أن ينوب عنك يوم الحساب بعبارة أخرى أنا سأقف أمام المصلين إن شاء الله وأيضا وسنصلي إن شاء الله لله تعالى حسب أفضل ما يتوفر لي من فهم أعكسه المبدأ التوحيدي القائل والذي على أساسه تتوحد كل الكائنات البشرية على أساس من المساواة الروحية ومع القدرة الكامنة للوصول إلى أهداف أسمى وأعلى وأن يحصلوا أيضا على المزيد من الفوائد المادية أيضا.

طه جابر العلواني: لو أن الدكتورة آمنه استشارتني قبل أن تعلن عن هذا لربما طلبت منها التريث لأن اختيار اللحظة المناسبة أو الزمان والمكان أمر ضروري في قضايا الإصلاح، هناك إصلاح وهناك تفكيك أو (Destruction) فنحن نريد الإصلاح ما استطعنا وذلك شأن الأنبياء ولكن هناك فرق أحيانا اللحظة التاريخية أو الزمن يفرض شيئا ما لكن..

حافظ المرازي [مقاطعاً]: لكن نحن منتظرين 14 قرن اللحظة التاريخية نعم.

طه جابر علواني [متابعاً]: الأمة الإسلامية الآن في معركة هوية وفي ظل هذا تعتصم الأمة بأشد ما في تراثها صلابة عملية دفاع طبيعية جدا فحينما تُطرَح عليها مثل هذه الأمور الخلافية كما قلت وليست الإجماعية تُحدِث نوع من الإرباك قد يكون وزنه أعلى من وزن الهدف الإصلاحي الذي رمى إليه أمثال الدكتورة آمنه وأخواتنا، عندنا مشكلات في الجالية كبيرة أهم ما نفخر به أمام الأميركان ونقول نحن (Asset) ولسنا (Liability)..

حافظ المرازي: رصيد ولسنا عالة نعم.

طه جابر علواني: هو الأسرة ومنظومة الأسرة وللأسف الأسرة المسلمة أصابها كثير من التفكك في هذه البلاد بحيث لم نعد قادرين على أن نفخر بها كما كنا في السابق عندنا نسبة الطلاق عالية بين (Afro-American about) 75% بين الآخرين يزيد عن الـ50% هذه كلها أمور تحتاج إلى جهود أمثال الأخت نعماني وهي كاتبة متميزة وصحفية جيدة أمثال الدكتورة آمنه..

حافظ المرازي: لكن لأنه باقي دقائق محدودة ما رأيك في هذا الجدل الضخم الذي ربما لا يساويه جدل في أميركا في العالم العربي وكل فقهاء الأمة استيقظوا فجأة ليصدروا فتاوى البعض يقول هذه ليست من الأولويات لكن في ردهم جعلوها أولوية؟

طه جابر علواني: لأنهم انطلقوا من منطلق الدفاع عن الهوية أنهم هناك يعتبرون الآن أي شيء يأتي من أميركا أو من أميركان يعد معاديا أو يحاول أن يغير في الهوية وفي الثقافة وفي الدين وفي كل شيء فللأسف الشديد اللحظة التي اختارتها الدكتورة آمنه أو الأخوة والأخوات معها هي لحظة لا اعتبرها مناسبة وكان يمكن أن تختار أو يُختار وقت آخر.

حافظ المرازي: شكرا دكتور طه دقيقة أسمع منك في دقيقة مختصرة دكتورة آمنه هل اللحظة غير مناسبة والمكان غير مناسب؟

آمنه ودود: أولا أنا لم اختر هذا الوقت، أنا وُجِهت إلي الدعوة كضيفة وقبلتها وأيضا قبلت دعوة قبل أكثر من عشر سنوات لأكون خطيبة في بلد آخر في جنوب أفريقيا وصليت مع الرجال والنساء جنبا إلى جنب وصليت وراء نساء كن يؤمن رجالا ونساء إذاً هذه ليست بالضرورة قضية جديدة مثيرة للجدل هذه قضية مستمرة وهي مبعث قلق واهتمام ولو لم نجعل قضية الهوية الروحية الكاملة والخلافة للمرأة المسلمة بشكل كامل ولن نكون قد وضعنا هذا في مصافه الصحيح ونكون قد خذلنا المرأة كما فعلنا في جزء كبير من تاريخنا.

حافظ المرازي: دكتورة آمنه ودود شكرا جزيلا، دكتورة آمنه ودود ستؤم وتقدم خطبة الجمعة في نيويورك غدا، الدكتور طه جابر العلواني شكرا جزيلا لك للمشاركة معنا والأستاذ أحمد ناصف من نيويورك أيضا كان معنا والسيدة أسرا نعماني من قبل، أشكركم جميعا وأؤكد لكم إذا كان هناك شك في المكان أنه يحدث من أميركا أذكركم بأن هذا البرنامج أيضا من واشنطن ومن حقكم أن تشككوا في كل ما يأتي فيه لكن أيضا هناك وجهة نظر فقهية ربما تستمعون إليها في برامج الجزيرة من العالم الإسلامي والعربي وليست من أميركا، يوم الأحد المقبل الدكتور يوسف القرضاوي في برنامجه الشريعة والحياة مع الزميلة خديجة بن قنة سيتحدثون أو سيتحدثان عن المرأة في الإسلام أرجو أن تتابعهما أشكركم وأشكر فريق البرنامج في الدوحة وهنا في العاصمة واشنطن مع تحيات الجميع وتحياتي حافظ المرازي.