أولى حروب القرن

احتمال توجيه ضربة أميركية للعراق

ماهو موقف المعارضة من توجيه ضربة للعراق؟ وماهي أهداف أميركا من تنصيب حكومة للعراق؟ وماسيناريو تغيير النظام العراقي, وماهي البدائل؟.

مقدم الحلقة:

جمانة نمور

ضيف الحلقة:

د. أشرف بيومي.. مسؤول سابق في برنامج النفط مقابل الغذاء
صادق الموسوي.. المؤتمر الوطني العراقي المعارض

تاريخ الحلقة:

06/03/2002

– موقف المعارضة من توجيه ضربة للعراق
– أهداف أميركا من تنصيب حكومة للعراق

– سيناريو تغيير النظام العراقي والبدائل

undefined
undefined
undefined

جمانة نمور: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من (أولى حروب القرن) ونخصصها هذه المرة للحديث عن احتمال توجيه ضربة أميركية للعراق في إطار ما تسميه واشنطن الحرب على الإرهاب وموقف المعارضة العراقية -خاصة المؤتمر الوطني العراقي- من هذه الضربة في ضوء تصريحات أدلى بها رئيس المؤتمر الدكتور أحمد شلبي حث فيها الإدارة الأميركية على تنفيذ وعودها وأعرب عن استعداد منظمة للمساعدة إذا ما قررت الإدارة الأميركية توجيه ضربة للعراق.

ضيفانا اليوم هما من لندن صادق الموسوي (من الحركة الملكية الدستورية ومنسق العلاقات الوطنية في المؤتمر الوطني العراقي)، ومن القاهرة الدكتور أشرف بيومي (الرئيس السابق لفريق الملاحظين في برنامج النفط مقابل الغذاء التابع للأمم المتحدة)، البداية كالعادة مع هذا التقرير لحسن إبراهيم.

تقرير/ حسن إبراهيم: العراق يتحدى وبلير يتوعد ومازالت الولايات المتحدة تبحث عن كرزاي عراقي، المسوغ الذي تسوقه الدوائر الغربية لاحتمال توجيه ضربة إلى العراق هو التخوف من إنتاج العراق لأسلحة الدمار الشامل، وهنا أيضاً تعجز الدوائر الغربية عن تقديم دليل واضح، بل تحتج بأن العراق طرد مفتشي الأسلحة الدوليين منذ عملية ثعلب الصحراء عام 98، وبالتالي فلا توجد ضمانات لتوقفه عن إنتاج الأسلحة الفتاكة، ويبدو أن كثيرين تناسوا التصعيد الخطير بين العراق ولجنة التفتيش على الأسلحة ورئيسها (ريتشارد بتلر) عام 98، وكان أشهر مفتشي الأسلحة (سبوك ريتر) قد أقر بأن فرق التفتيش تمارس التجسس على المنشآت العسكرية العراقية، وأنها كانت تنقل المعلومات لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي، وتسبب رفض المفتشين في كتابة تقارير إيجابية عن تدمير الأسلحة العراقية في إطالة أمد الحصار وكان العراق قد عرض على الأمم المتحدة رفع العقوبات والإبقاء على فرق التفتيش لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك وأصرت على إبقاء الحصار الطاحن على الشعب العراقي وحتى اتفاقية (النفط مقابل الغذاء) أضحت معول خنق للعراق بسبب التأخير عير المنطقي للعقود التي يوقعها العراق مع الشركات لتوريد الأغذية والأدوية، وبالتالي فقد كلَّف الحصار العراق مليوني طفل ومليارات الدولارات من عائدات النفط وعقوداً من التنمية والتعليم، بينما تضرب الأمية والفقر والجوع والمرض أجيالاً من العراقيين، الولايات المتحدة تحاول البحث عن بديل مناسب للرئيس العراقي صدام حسين يستطيع المحافظة على وحدة العراق، ففكرة الدولية الكردية مرفوضة، من تركيا وإيران الجارتين، وفكرة الدولة الشيعية بالبصرة عاصمة لها ترفضها دول الخليج التي تعج بالأقلية وفي بعض الأحيان الأغلبية الشيعية، إذن فتفتيت العراق غير وارد. السعودية رفضت أن تكون منطلقاً لحملة عسكرية ضد العراق، ورغم أن الكويت قد تقبل بانطلاق الطائرات الأميركية من القواعد في صحرائها، إلا أنه من الصعب تصور اطمئنان الكويت لحشود أميركية ضخمة تخرج من أراضيها لغزو العراق، الحكومة العراقية من جانبها تحاول إبداء بعض المرونة، فهي قبلت التفاوض دون قيد أو شرط مع الأسرة الدولية شريطة احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، إلا أن الولايات المتحدة في حقبة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر ترفض إلا تمريغ كرامة الرئيس العراقي في الوحل، وإسقاطه إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً.


موقف المعارضة من توجيه ضربة للعراق

جمانة نمور: في ظل هذه المواقف والتطورات الحديث عن ضربة آتية للعراق، احتمال يرى البعض أنه آتٍ لا محالة، في حال أتت هذه الضربة سيد صادق الموسوي في لندن، ما هو موقفكم كمعارضة؟

صادق الموسوي: بسم الله الرحمن الرحيم. في الواقع هناك إجماع دولي ضد ضرب العراق، ونحن مع هذا الإجماع، ولكن هناك إجماع دولي قوي جداً لتغيير النظام في العراق ونحن مع هذا الإجماع، أن النظام العراقي أعطى المبررات الكافية للمجتمع الدولي على أن يرى ويتخذ القرار المناسب لاتخاذ الخطوة لتغيير هذا النظام وإنقاذ الشعب العراقي من جراء سياساته الغير مدروسة في المنطقة التي تؤذي كل دول العالم وبالأخص شعبة وجيرانه.

جمانة نمور: يعني أين نضع..

صادق الموسوي: شئنا أم أبينا..

جمانة نمور [مقاطعةً]: قبل.. قبل أن تكمل فكرتك سيد موسوي أين نضع إذن تصريحات السيد أحمد شلبي في استعداده في دعم أميركا في حال وجهت ضربة؟

صادق الموسوي: نعم.. نعم هناك دعم كامل من قبل الولايات المتحدة ومن قبل المجتمع الدولي للمعارضة العراقية في الداخل والخارج، لدعمها دعماً كاملاً لإسقاط هذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي متفهم للعلاقات الدولية، للخطاب السياسي لكيفية التعامل مع شعبية، ومع الظروف الراهنة، والسيناريو..

جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكنك قلت إنكم مع الإجماع الدولي ضد ضرب العراق، هل لك أن تفسر لنا هذا التناقص؟

صادق الموسوي: ضد ضرب.. نعم، نحن ضد ضرب البنية التحتية العراقية، ضد الضربة التي لا تستهدف إسقاط النظام، نحن مع الضربة التي تستهدف النظام وأجهزته القمعية، وتستمر حتى إسقاطه بالتعاون مع المعارضة العراقية في الداخل والخارج وهناك..

جمانة نمور [مقاطعةً]: دكتور بيومي، كيف تنظر إلى هذا السيناريو، نعود إليك سيد موسوي دكتور بيومي في القاهرة كيف تنظر إلى هذا السيناريو هل فعلاً هناك احتمال نجاح تغيير نظام أو قلب النظام في بغداد دون توجيه ضربة للعراق بشكل عام ولبنيته التحتية؟

د. أشرف بيومي: نعم، هناك تهديدات لضرب العراق والحقيقة إن الكلام المتناقض كما هو واضح للمشاهدين، لأ إحنا عاوزين نضرب العراق، نضرب النظام، ولكن لا نريد أن نضرب الشعب، هذه تذكرنا بأكاذيب أميركية سابقة، تتحدث عن إن إحنا مش ضد الشعب العراقي، بالرغم من إن تقارير رسمية أميركية، تحدثتُ عنها أول مرة في (الجزيرة)، رسمية تحدد أن أحد أهداف ضرب العراق والحصار الاقتصادي هو تحطيم الإدارة الشعبية والواقع المر يقول: أن مليون.. أكثر من مليون مواطن عراقي أغلبهم أطفال مات نتيجة الحصار العراقي ونتيجة حرب بيولوجية حقيقية، أجبرت العراق أن يكون مياه الشرب ملوثة بمنعه استيراد أدوات التطهير والكلور، وكما ذكرت مجلة الـ New England journal of medicine وهي مجلة علمية –أن السبب الأساسي لمقتل الشباب.. الأطفال العراقيين هي من الأميبيا وتلوث المياه الناتجة مباشرة من ضرب المحطات الكهربائية ومنع.. ومنع العراق من استيراد مواد غيرها، هذه أكاذيب، المطلوب هو ضرب الأمة العربية بصورة عامة وتفتيتها وتمزيقها والشعب العراقي والدولة العراقية باعتبارها سند للأمة العربية كان من الضروري من وجهة نظر الإمبريالية الأميركية، واللفظ إمبريالية مش استخدامي أنا فقط، ولكن استخدامه الإدارة الأميركية والمؤسسة الصهيونية المتحالفة استراتيجياً معها لتحطيم هذه القوة العراقية، وللأسف بتعاون عربي، لأن دول عربية على رأسها الكويت والسعودية استخدمت وتستخدم لطلعات جوية حتى الآن لضرب العراق، إذن نحن بصدد ضرب العراق..

جمانة نمور [مقاطعةً]: دكتور على كل حال أبعاد.. أبعاد هذه الضربة يعني نناقشها طبعاً لدينا الوقت في هذه الحلقة ونظرتك إلى تداعياتها، لكن الآن أحب أن أذكر مشاهدنا الكرام أننا نستطيع أن نتلقى مشاركاتهم وآرائهم في هذه الحلقة أينما كانوا عبر موقع الجزيرة:www.alajzeea.net

نعود إلى السيد الموسوي يعني سيد صادق سمعنا الدكتور بيومي يتحدث عن الأوضاع والمعاناة التي يعاني منها الشعب العراقي منذ سنوات، برأيك ألا ترى أن أخر ربما ما يكون قد يريده الشعب العراقي هو معارضة آتية على أكتاف أميركا؟

صادق الموسوي: الحقيقة أن المعارضة في داخل العراق وصلت إلى.. إلى أوجها، فالمعارضة في الخارج ما هو إلا يد تدعم المعارضة في الداخل لتغيير النظام، والسيناريو المعد لتغيير النظام لا أحد يستطيع أن يقف ويحول دون حدوثه، سيحدث قريباً السيناريو يعتمد على عنصر المباغتة، تشترك فيه أكثر من عشرين دولة متقدمة في العالم تعلم ماهية هذا النظام، وسوف تعتمد على عنصر المباغتة والسرعة إلى درجة أن صدام حسين ومن يتبعه سوف لا تكون لديهم الفرصة على أن يغيروا ملابس نومهم لا أن يعطوا الأوامر لبعض الجهات كي يقفوا أو يحولوا دون هذه الضربة أو هذا السيناريو وأن كل قرية في العراق ستقف مع هذه الضربات ضد هذا النظام وأن كل قرية في العراق إذا رأت أي جهة تقف في خندق صدام حسين سوف تواجه تلك الجهة وتستمر حتى إسقاط النظام والمجيء بحكومة متعقلة، متفهمة، فاهمة للوضع، هذا سيحدث شاء من شاء وأبى من أبى.

جمانة نمور [مقاطعةً]: إذن أنت تقول سيد.. نعم.

صادق الموسوي: وخلط الملفات.. وخلط الملفات.. وخلط الملف..

جمانة نمور [مقاطعةً]: سيد موسوي يعني استفسار فقط لو سمحت لي أنت تقول إن هذا السيناريو متخذ بكل تفاصيله وأن ما يقال عن أن الحسم ليس وارداً حتى الآن هو غير صحيح؟

صادق الموسوي: هو غير صحيح جداً، إن ما تروه.. إن ما تسمعوه في الإعلام وما تروه من كلمات تصدر من هنا وهناك ما هي إلا ضمن سلسلة إعلامية أن القرار متخذ وأن السيناريو معد وأن الضربة قادمة ولن يستطيع أحد على أن يقف، نحن كمعارضة نعمل في سبيل أن نستخدم هذه الضربة كي لا تستهدف بنية العراق والشعب العراقي، يستهدف النظام فقط ويغير هذا النظام ويأتي بحكومة متعقلة تقود الأمة إلى ما فيه الخير، لتدعم القضية العربية، لتدعم القضية الفلسطينية وتدعم قضايا كثيرة في المنطقة.

جمانة نمور: قبل أن نأخذ رأي الدكتور بيومي بما ذكرته يعني متى وكيف وأين هذه الطريقة؟ أم أن.. أنك إذا قلت لنا ستفقد عنصر المباغتة.

د. أشرف بيومي: طبيعي أن الأستاذ يتحدث عن الحكومة..

صادق الموسوي: أولاً أنا قلت مباغتة وسرعة فليس..

د. أشرف بيومي: الأستاذ يتحدث عن..

جمانة نمور: أستفسر من السيد موسوي بداية فقط هذا السؤال ونعود إلى رأيك بالتفصيل فيما قاله الدكتور بيومي..

د. أشرف بيومي: الأستاذ يتحدث عن حكومة متفهمة عاقلة، ما هي طبيعة الحكومة العراقية، التي.. التي بيدو أن الأستاذ سعيد جداً بأن الإدارة الأميركية والدول التي يتحدث عنها المتقدمة ستقضي على العراق إلى آخره، ما هي طبيعتها؟ هي حكومة عميلة للإدارة الأميركية وتؤدي إلى تفاهم ومعاهدة سلام مع العدو الصهيوني وعمل Axis محور، مش بقى محور الشر كوريا الشمالية وإيران والعراق –يا أستاذ- ولكن هو محور تركي إسرائيلي، عراقي ولا عجب يا أستاذ أنت من الحركة الملكية الدستورية، أنت تابع للنظام القديم، نوري السعيد والملك فيصل وحلف بغداد، طبيعة الحكومة اللي هتيجي ستكون وبال على الشعب العراقي قبل أي حد، وهي حكومة عميلة للكيان الصهيوني وللإمبريالية الأميركية ولكني أعجب وأطالب المشاهد أن ينظر للأستاذ وينظر إلى هذا الوجه، حتى يتبين مدى العمالة..

صادق الموسوي [مقاطعاً]: دعك.. دعك من.. دعك من دعك.. دعك من القضايا الشخصية يا أستاذ بيومي..

د. أشرف بيومي، أيوه، انظروا إلى هؤلاء علشان تعرفوا..

جمانة نمور: دكتور.. دكتور بيومي.. دكتور بيومي.

صادق الموسوي: نحن.. نحن لدينا.. لدينا قضية.

جمانة نمور: لو سمحت.. دكتور بيومي لو سمحت لي أنا قبل أن نبدأ بالهجوم الشخصي..

د. أشرف بيومي: استني يا أستاذة جمانة.

صادق الموسوي: دكتور بيومي لدينا قضية..

د. أشرف بيومي: الذي.. الذي أنا واجهته شخصياً..

صادق الموسوي: أرجو أن نبقى في محور قضيتنا اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي أنك..

د. أشرف بيومي: آه.. هذا هو محور القضية والذي..

صادق الموسوي: أنك أنت..

جمانة نمور: دكتور أرجو أن تسمحوا لي يعني ضيفانا الاثنان فيه من.. من القاهرة ومن لندن..

د. أشرف بيومي: يا أستاذة جمانة (…).

جمانة نمور: الاثنين لو سمحتما لي.. ولكن نود أن نسمع آرائكم، لذلك نود أن نسمع رأي واحد كل في حينه، دكتور بيومي لقد أوضحت وجهة نظرك، أرجو أن توضحها دونما التعرض ربما لشخصية ضيفنا إذا استطعت احتراماً لنا وللمشاهدين لبرنامجنا..

د. أشرف بيومي: أنا لأ أتعرض ولكن الإدارة الأميركية يا سيدتي..

جمانة نمور: نحن معك لتوضح كل ما تريد من أفكار وهذه فرصتك.. يعني الشاشة أمامك لتوضح أفكارك ولكن أرجو أن تحترم حدود احترامنا لضيوفنا.

د. أشرف بيومي: يا ستي طيب.. طيب.. طيب صحيح.. صحيح..

جمانة نمور: سيد موسوي طبعاً لك مطلق الحق في الرد على الدكتور بيومي، تفضل.

د. أشرف بيومي: أنا لسه ما قولتش يا أستاذة، الإدارة الأميركية هي اللي بتسميه..

جمانة نمور: سأعود إليك يا دكتور.. سأعود إليك طبعاً لكن..

د. أشرف بيومي: الإدارة الأميركية هي التي تسميهم لصوص.

صادق الموسوي: أنا.. أنا أصير أكبر من ذلك.. أن أرد على مثل هذا الإنسان.. أنا أكبر من ذلك.. اسمحي لي..

د. أشرف بيومي: هي الإدارة الأميركية التي تسميهم لصوص.. ومنافقين..


أهداف أميركا من تنصيب حكومة للعراق

جمانة نمور: سيدي موسوي.. أرجو أن ترد على.. لقد أثار الدكتور بيومي.. سيد موسوي.. اسمح لي.. لقد أثار الدكتور بيومي نقاط مهمة أيضاً يتم تداولها في.. خاصة في الشارع العربي يعني أي حكومة سوف تستلم النظام أو الحكم في بغداد.. لماذا تريد أميركا.. هل هي فعلاً لحسن النية منها ولكي تأتي بالمعارضة.. تعالوا احكموا العراق لأننا نحب الشعب العراقي أم أنها بالفعل أهدافها بعيدة المدى هي تريد حكومة موالية لها، تحقق لها أهدافها في المنطقة ومن هذه الأهداف التي تتحدث عنها التقارير الصحفية حتى أجنبية، إقامة حكومة موالية تستطيع اتخاذ قرارات في عملية السلام، وهنا التخوف العربي من أن يكون العراق مرتع أو ملجأ لإعادة توطين ملايين الفلسطينيين، ما ردك على هذا؟

صادق الموسوي: سيدتي، إن لأميركا علاقات ومصالح في كثير من دول العالم ولها علاقات ومصالح مع مصر والسعودية وكل الدول العربية، وتدخل معاهم في تفاهم، لماذا العراق يغرد خارج السرب؟ لماذا النظام العراقي يجعل الشعب العراقي كبش الفداء لأفكار ومبادئ بالية يطرحها منذ الستينات؟، العالم تغير.. العالم الآن وصل إلى مرحلة للتفاوض.. بالإمكان أن تسترجعي حقوقك بالإمكان أن تدخلي في تفاوض.. أن تسترجعي أمور كثيرة عالقة لم تحصلي عليها بالحروب ولم يحصل عليها.. ولم تحصل عليها الدول إلا ضمن مواثيق الأمم المتحدة.. اسمحي لي..

جمانة نمور[مقاطعةً]: إذن لماذا لا تتفاوضون مع صدام حسين يعني وتجنبون العراقيين موضوع الإطاحة بالنظام عبر الحرب؟ تفضل.

صادق الموسوي: والله نحن.. نحن.. نحن اسمحي لي.. نحن قبل هذا السيناريو.. قبل هذا السيناريو كنا.. كان هناك جزء من المعارضة على استعداد للدخول ولكن صدام حسين إنسان يده ملوثة بالدماء لحد ركبتيه مع الشعب العراقي.. مع المعارضة، ومسؤولي النظام عندما يأتي ذكر المعارضة وعلى قناة (الجزيرة) يقول على المعارضة كلام لا يقوله إنسان مؤدب، فكيف يمكن للمعارضة العراقية أن تمد يد المصافحة والسلام مع نظام مثل هذا الذي يقتل بين يوم وليلة آلاف المعارضين باسم تنظيف السجون، كيف نمد يد العون لنظام ضرب 5000 إنسان في ليلة واحدة بمواد كيمياوية، كيف نمد يد المساعدة لإنسان.. لقد أهلك الاقتصاد العراقي وأجهد الشعب العراقي بأفكار ومواقف أكل الدهر عليها وشرب، حارب دولتين جارتين.. انهار الاقتصاد العراقي من جراء سياسته الهوجاء.

جمانة نمور: طيب يعني لسنا الآن سيد موسوي في مورد يعني..

صادق الموسوي: وعندما نحن.. وعندما.. اسمح لي..

جمانة نمور: O.K لقد.. لقد سمعنا رأيك في ما قام به الرئيس صدام حسين..

صادق الموسوي: لأ، عندما نحن نريد..

جمانة نمور: أعود إليك بعد أن أسمع دكتور بيومي بعد قليل لأعرف ماذا ستفعلون أنتم إذا ما استلمتم الحكم؟ أسألك دكتور بيومي يعني برأيك ما هو شكل هذه الحكومة أو الإدارة الانتقالية أو الحكومة الانتقالية التي يتم العمل عليها.. هل فعلاً بالإمكان إقامة حكومة بديلة تمثل الشعب العراقي؟

د. أشرف بيومي: والله يا أستاذة جمانة، وأنا الحقيقة هأوجه كلامي لكي لأني لا أريد أبداً أن أكون هذا البرنامج هو مواجهة مع ممثل الحركة الملكية الدستورية والكلام ده، ده الهدف الأساسي من هذا اللقاء هو توضيح بعض النقاط للمشاهد، واضح تماماً ما هي أهداف الإدارة الأميركية ومن هو حليفها الاستراتيجي في المنطقة، أما الكلام إن بالتفاوض يمكن استرجاع الحقوق، فالكلام ده يوجه للشهداء الفلسطينيين والأطفال الذين يضحون بأنفسهم يوماً بعد آخر في محاولات بطولية رائعة على الأرض المحتلة والتي فعلاً بلورت البديل الحقيقي لمواجهة الإمبريالية الأميركية والصهيونية العنصرية، وهذه ليست شعارات بالية كما يقول البعض، وآدي خبر أهو طالع إن الطائرات الإسرائيلية اللي بتؤمن بالتفاوض –حليف استراتيجي لأميركا- بتقصف الأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني، المقاومة هي السبيل الوحيد لنصرة الشعب العربي وليست هذه أفكار بالية ولكن هي الطريق الوحيد للحقوق العربية ولحماية الأمة العربية، في هذا الإطار.. إذا كانت هذه الإدارة الأميركية وهذه أهدافها والغطرسة التي تقوم بها في بلاد مختلفة، فماذا تنتظرين من الحكومة التي تسعى الإدارة الأميركية والموالين لها من ما يسموا بالمعارضة العراقية في العراق؟ لابد أن تكون هذه الحكومة.. حكومة تابعة كاملاً للعراق يعني زي ما حضرتك قلتي أو المقدم كرزاي..

جمانة نمور: على كل حال.. يعني..

د. أشرف بيومي: لأ، يا إما تخليني أكمل دقيقة يا إما أنا.. مفيش داعي للكلام..

جمانة نمور: يعني نصف دقيقة لو سمحت لأن لدينا فاصل.

د. أشرف بيومي: نصف دقيقة آه.. لابد.. صحيح أنا متفهم لهذا.. إنه لابد أن تكون حكومة توافق على التطبيع مع إسرائيل لأنه نحن بصدد إقامة مشروع شرق أوسطي، وأن يكون فيه إسرائيل مهيمنة على المنطقة لمصلحة أميركا وليس لمصلحة الشعوب العربية فبالتأكيد –الذي يمكن أن نؤكده- أن الحكومة العراقية التي يسعى –ولن تنجح في هذا المسعى- هي حكومة تابعة بالكامل للإدارة الأميركية، وبالتالي أن الشعب العراقي مهما كان بعض أطرافه لهم بعض التحفظات على الحكم العراقي لهم ليسوا أغبياء ويعرفون تماماً من.. ما هي البدائل المطروحة ويقفون مع الحكومة العراقية، ويؤمنون بأن التغيير في أي دولة عربية يجب أن يأتي من الداخل وليس من الخارج، هذه هي دروس التاريخ التي لا يمكن أن تتغير.

جمانة نمور: هذه.. هذه البدائل بالطبع سوف نناقشها أكثر.

[فاصل إعلاني]


سيناريو تغيير النظام العراقي والبدائل

جمانة نمور: السيد (صادق الموسوي) منسق العلاقات الوطنية في المؤتمر الوطني المعارض إلى جانب الدكتور أشرف بيومي هما ضيفانا.

سيد موسوي، تحدثت في بداية الحلقة عن أن سيناريو لتغيير نظام الرئيس العراقي وُضع وكل شيء تقرر.. هل لك أن تضعنا في صورة تفاصيله قليلاً.. يعني مثلاً من هو البديل؟ من هي الأسماء المرشحة؟ من هو كرزاي العراق كما يتم الحديث؟

صادق الموسوي: الحقيقة في تحركات المعارضة العراقية، هناك سيناريو مُعد لترتيب بديل.. يكون هذا البديل عليه إجماع وطني داخل العراق، المؤتمر الوطني العراقي يسعى لترتيب مؤتمر للضباط الموجودين في خارج العراق ولهم ارتباطات في الداخل، وتشكيل لجنة من هؤلاء الضباط منتخبة من قبلهم ينسقون مع القيادة المدنية العراقية بعد أن ينتهي اجتماع الضباط سيعقد اجتماع عام للمعارضة العراقية، منها تنتخب قيادة مدنية تنسق مع القيادة العسكرية لترتيب الأمور في داخل العراق أثناء عملية التغيير وتنفيذ السيناريو.

جمانة نمور: لكن يقال أن الضباط الذين كان يتوقع أن يكون عددهم كبيراً في هذا الاجتماع المقبل.. يأتي حتى الآن هو عكس توقعاتكم.. لن يتوجه الكثيرون، أليس كذلك؟

صادق الموسوي: لا.. لدينا من الطلبات ما تجاوز 500 ضابط، ونحن نسعى لترتيب مؤتمر من 200 ضابط فقط، وهناك قبول لهذا المؤتمر حتى أن بعض الضباط في الداخل على استعداد للقدوم إلى هذا المؤتمر وعدم الرجوع إلى العراق إلا بعد التغيير، وبعد أن تترتب المسألتين وفي أيام تنفيذ السيناريو، نسعى أن يُعقد مؤتمر (5+3) مع المعارضة العراقية للتوافق لإيجاد نظام.. لإيجاد نظام داخل العراق ولإيجاد حكومة تقود الدولة بصورة مؤقتة حتى.. حتى يتم استفتاء الشعب العراقي لشكل النظام الذي يرتضيه ملكياً كان أم غيره، بعد انتهاء صلاحيات الحكومة المؤقتة، هذه.. هذا السيناريو المعد بشكل دقيق من قبل المعارضة سينفذ أيام تنفيذ السيناريو المُعد لتغيير النظام..

جمانة نمور: دكتور.. طيب نعم..

صادق الموسوي: بتوافق أغلبية دول العالم.. باتصالاتنا في نيويورك على موفدي.. ممثلي دول.. هناك إجماع لقبول هذه الفكرة والسعي لدعمنا لتنفيذها بأسرع وقت ممكن.

جمانة نمور: دكتور بيومي في ظل هذا السيناريو برأيك هل تخوف من حصول فراغ سياسي بينما تأخذ الحكومة المؤقتة -كما يسميها سيد موسوي- برنامجها أو عملها برأيك التخوف من فراغ سياسي يؤدي إلى فوضى وارد؟

د. أشرف بيومي: يا سيدة جمانة، حضرتك بتفترضي أن هذا سيحدث..

جمانة نمور: إذا ما حدث..

د. أشرف بيومي: وإن فيه حكومة.. لأ قبل ما تقولي لي إذا حدث ماذا نفعل؟

جمانة نمور: يعني سيد موسوي يقول أن القرار متخذ وأن المسألة مسألة وقت.

د. أشرف بيومي: معلش هو يقول اللي عاوز يقوله ولكن أنا برد على حضرتك، يعني دلوقتي حضرتك مواطنة عربية، واضح إن فيه تآمر على العراق، السؤال الذي يجب أن يُسأل، ماذا نفعل نحن الشعوب العربية في مواجهة هذا المخطط يا أستاذة جمانة؟ وبالتالي أرد على هذا السؤال.. السؤال إنه ضرورة المشاركة الشعبية.. لازم غضب شعبي عارم على ما يدور في الأرض المحتلة والمخططات الهمجية الأميركية التي تتدخل بشكل سافر ضد الدستور حتى الأميركي وضد القوانين الدولية بتغيير حكومات بهذا، واللي عاوز أقوله في مقالة (بواشنطن بوست) لرئيس (C.I.A) الأميركي السابق (وول سي) بيتحدث عن أن الشارع العربي لازم نخوفه، وأن لابد من قهر الشارع العربي، في المقابل أحب أقول أن الحكومات العربية يجب ألا تمنع الشعوب العربية من التعبير عن غضبها، لأن ده معناها إنه موقف مساند للتآمر الأميركي، وأنا بأطالب بتظاهرات شعبية عارمة ورفع شارات ضد هذا الغزو المتوقع، ونرى ما دار في كوريا الجنوبية من مظاهرات في مواجهة زيارة (بوش) وكيف أن الإدارة الأميركية تراجعت وحتى لهجتها في الكلام عن كوريا الشمالية كجزء من معسكر أو محور الشر.

البديل الوحيد إن هو.. الشارع العربي لابد أن يعبر عن غضبه ولابد أن يقاطع بضاعة واحدة أميركية ولتكن (ماكدونالدز) ولابد أن يطلب من الحكومات مواقف صريحة، لا يكفي أبداً الكلام إن إحنا لن تستعمل أراضينا في هذا، لابد أن يكون هناك إدانة لأي تدخل مهما كان في العراق، الذي يغير الحكومات هي الشعوب، يعني أنا دلوقتي معارض مصري وبأتكلم من القاهرة، أنا أعارض الرئيس مبارك، ولكن إذا كانت الإدارة الأميركية تريد تغيير حكومة الرئيس مبارك سأقف مع الرئيس مبارك في مواجهة العدوان الأميركي، وأود أن أقول إنني لم أكن أنتظر يوماً ما في تاريخي، وأنا عمري 67 سنة أن أبقى أكون في برنامج يقف فيه مواطن عربي يدعو لضرب شعب العراق ويدعو الملكية العراقية.

جمانة نمور: يعني.. دكتور بيومي.. السيد موسوي يعني يقول أنه يحاول وهو معارضة تجنيب الشعب العراقي الضربة يعني هنا تغيير النظام.. وهذا نسمعه أيضاً من أهداف أميركية جعلها..

د. أشرف بيومي: والله لو صدقتي.. يا جمانة.. يا جمانة..

صادق الموسوي: تسمحي لي.. تسمحي لي..

د. أشرف بيومي: هذا معقول؟! هل هذا معقول بالله عليكي؟!

جمانة نمور: دكتور بيومي، نريد أن نأخذ الرأي الآخر..

صادق الموسوي: تسمحي لي..

د. أشرف بيومي: هل ده معقول؟

صادق الموسوي: تسمحي لي سيدة جمانة..

جمانة نمور: تفضل.

د. أشرف بيومي: الناس عندها مخ وذكاء.

صادق الموسوي: تسمحي لي سيدة جمانة إذا كان.. إذا كان.. إذا كان.. إذا كان هناك تخوف من ضربة دولية على نظام صدام حسين، وكثير هذا النظام مدلل لبعض الناس، ويظن أن طغيانه على الشعب العراقي ما هو إلا حالة تلذذ وإعجاب بهذه الشخصية، لو كان البيومي في بغداد ومعارض لصدام حسين كان قُتل قبل عشرين سنة، لكن أقول أنا لديَّ الحل.

جمانة نمور: سيد موسوي، لقد طرح يعني لقد طرح.. لقد طرح الدكتور بيومي أريد أن.. أريد منك أن أُجيب على نقطة طرحها الدكتور بيومي بالذات هي مهمة جداً يعني.

صادق الموسوي: أنا اسمحي لي سيدة جمانة لأ، سيدة جمانة..

د. أشرف بيومي: هأرد عليك.. هأرد عليه..

صادق الموسوي: سيد.. سيدة جمانة…

جمانة نمور: إذا كان الشعب العراقي يريد التغيير، لما لا يتم التغيير من الداخل سيد موسوي، لماذا تأتي إعانة من أميركا؟

صادق الموسوي: طيب.. أنا عندي نقطة مهمة..

جمانة نمور: تفضل.

صادق الموسوي: اسمحي لي.. اسمحي لي، أنا عندي نقطة مهمة..

جمانة نمور: تفضل.

صادق الموسوي: أتوجها بمسألة ليس بإمكان الشعب العراقي، الشعب العراقي انتفض سنة 91، ووقفت المعادلة الدولية والإقليمية ضده، وأعطوا المجال لنظام صدام حسين أن يقصف هذه الانتفاضة بأسلحة فتَّاكة لإيقاف زحفها إلى بغداد، الشعب العراقي لا يريد أن يكرر التجربة إذا لم يكن هناك إجماع دولي وإقليمي يدعمه حتى يبدأ هو بالتغيير، فنحن نوجد هذا الإجماع، وبعد ذلك يتحرك الشعب العراقي عندما يحصل على الضوء الأخضر الإقليمي والدولي سيبدأ بالزحف لتغيير النظام، اسمحي لي، هناك تخوُّف من جهات إن كانت عربية مخلصة أو حسنة النية، فعندي أنا رسالة من داخل العراق وُجِّهت إلى قيادة المؤتمر الوطني وبالخصوص وُجِّهت إلى سمو الشريف علي بن الحسين، فيها الحل الذي يبعد العراق من أي ضربة دولية، هذه الرسالة، وسأقرأ ثلاث نقاط يوجِّه بها الموقعون على هذه الرسالة من داخل العراق.

جمانة نمور: باختصار لو سمحت.

صادق الموسوي: شخصيات من كافة.. باختصار جداً.. ثلاث نقاط إلى قادة الدول العربية في اجتماع القمة، بعد التحية والسلام وكثير من الآلام الذي يقوله ما يجري في داخل العراق من انتهاكات إنسانية وحقوقية كاملة يُطالبون قادة الدول العربية بثلاث مطالب:

أولاً: إعطاء ورقة لممثل النظام يبلغونه فيه وبالإجماع بعدم ارتياحه من ممارساته بحق شعبه وجيرانه والمجتمع الدولي، وإعطائه المبررات.. وإعطائه المبررات المحفِّزة لضرب العراق، وعليه أن ينتظر ما تقرره الجامعة العربية وقادة الدول بحقه، وعليه هو الالتزام به.

ثانياً: الاتفاق على ترتيب مؤتمر للمعارضة العراقية في أي بلدٍ عربي ترونه وبرعاية الجامعة العربية، ونحن على أتم الاستعداد للقدوم من.. من داخل العراق مع المعارضة في الخارج المشاركة فيه لانتخاب حكومة مؤقتة تعترفون بها وتدفعون المجتمع الدولي للاعتراف بها أيضاً لإدارة أمور العراق بصورة مؤقتة لحين التهيؤ لاستفتاء الشعب العراقي وإقرار الحكومة الذي يرتضيه.

ثالثاً: تشكيل لجنة دولية بإشراف الأمم المتحدة وبطلب من قادة الدول العربية للإشراف على تسليم السلطة بصورة سلمية للحكومة المؤقتة.

هذه ثلاث مطالب لقادة الدول في رسالة مفصلة، ممكن نعطيها لقناة (الجزيرة) نتوجه أن نعطيها لقادة الدول من داخل العراق ومن شخصيات وقعوها يمثلون كل شرائح، يريدون أن يبعدون العراق من أي ضربة دولية.

جمانة نمور: لماذا لا تسلمونها بنفسكم يعني سيد موسوي مادمت واثق من أنكم ستحصلون أصلاً على إجماع إقليمي، إذاً لا مشكلة بينكم وبينهم.

صادق الموسوي: ألو.. ألو.. ألو..

جمانة نمور: يبدو أن ضيفنا لا يسمعني الآن..

دكتور بيومي، ألا ترى أن المجتمع الدولي أو أميركا أو الرئيس (بوش) تحديداً حينما هدد بتغيير النظام ووضعه عنواناً في خطوة ثانية في حملته -كما يسميها- على الإرهاب، كان قد أعطاه أيضاً خشبة الخلاص، بمعنى أنه إذا وافق العراق على عودة المفتشين انتفت مبررات الضربة، برأيك إذا ما نجح الآن اللقاء المرتقب بين (كوفي عنان) وناجي صبري، ألا يكفي لإعادة خلط هذه الأوراق؟

د. أشرف بيومي: أستاذة جمانة، من يقرأ التاريخ يعرف المناورات المختلفة للاستعمار في مصر البريطانيين استعملوا حجج وكان هناك قرار مُسبق لاحتلال مصر، وقلت هذا في السابق، بس فيه كلام حضرتك بتقول لي المجتمع الدولي لابد من الدقة، يعني إيه مجتمع دولي؟ يعني الهند موافقة، يعني الصين موافقة، يعني روسيا موافقة، يعني الدول الإفريقية موافقة، يعني دول أميركا اللاتينية موافقة أم إحنا بنتكلم عن القوة المهيمنة وأتباعها بالتحديد أميركا وبريطانيا وبدرجات أقل من هذا، الكلام بهذه الصورة غير دقيق، إحنا ده مش مجتمع دولي، ده إدارة تريد فرض هيمنتها على العالم، واسمحي لي اقرأ لك من كلام (توماس فريدمان) بس عشان نفهم إحنا بنعمل إيه، لأن إحنا بنتكلم على العراق، وكأن الذي يدور في الساحة العربية بعيد ما يدور عن الساحة الدولية، الأخ (توماس فريدمان) وبأقول أخ.. تجاوزاً يعني.. بيقول في..

جمانة نمور: لأ، هو يعني نجمه ساطع كثيراً هذه الأيام على كل حال في العالم العربي.

د. أشرف بيومي: والله كثير من المتغطرسين والذين يقومون بجرائم ضد الإنسانية نجومهم لامعة في عهد الهيمنة الأميركية، شارون أيضاً نجم لامع، فبيقول بقى (توماس فريدمان): إن يد السوق الخفية لا يمكن أن تعمل بدون قبضة خفية، (ماكدونالد) اللي هي بتعمل السندوتشات المضرة بالصحة دي لا يمكن أن تنتعش دون (ماكدونالد دوجلس)، ماكدونالد دوجلس التي تصنع الألف.. الـ F15، ده كلامه لغاية دلوقتي، والقبضة الخلفية تمكن تكنولوجية (السليكون فالي) في غرب أميركا في كاليفورنيا، وتسندها مؤسسة اسمها الجيش الأميركي، نحن..

جمانة نمور[مقاطعةً]: إلى أين تريد أن تصل دكتور، يعني باختصار الوقت لم يعد كثيراً..

د. أشرف بيومي: أريد أن أصل بالضبط ده سؤالك: إن هناك عسكرة للعولمة، وفرض إرادة أميركا بقوة السلاح، وبالتالي لابد من القضاء على البؤر التي تقاوم هذه الهيمنة، إن كانت بؤرة في فلسطين بيقودها شباب وأطفال ونساء فلسطينيين أو بؤرة أخرى في العراق ترفض الهيمنة الأميركية وترفض التصالح مع العدو الصهيوني، وبؤر أخرى يمثلها الشعوب العربية بالرغم من حكوماتها، وبالتالي بتكرر دور الشعوب العربية في الانتفاضة وتأييد الانتفاضة بمظاهرات شعبية عارمة ضد الهمجية الأميركية والهمجية الصهيونية، وأي عدوان مرتقب على العراق أو غيره، سواء إيران أو العراق أو North أو شمال كوريا، فالقضية يا أستاذة جمانة باختصار –وهذه الجملة الأخيرة- هي ليست العراق وحده، ولكن تفتيت الأمة العربية وليست العرب وحدهم ولا الدول الإسلامية لوحدهم، ولكن فرض الهيمنة الأميركية، أرجو قراءة التقارير الأميركية والكتب الأميركية قبل الدراسة.. قبل الحديث، نعم.

جمانة نمور: لقد وصلتنا مشاركات إحداها سؤال للسيد موسوي إذا كان يقبل بكرزاي عراقي، أيضاً لدينا مشاركة من موريتانيا يقول: لماذا تتوقعون احتمال توجيه الضربة وهو يظن أن هذا تحصيل للحاصل أن الضربة واقعة، لأنها جزء من سياسة البيت الأميركي، سيد موسوي يعني أرجو أن تجيب على سؤال موضوع كرزاي عراقي.

صادق الموسوي: الحقيقة هي المواضيع مختلفة، دعونا نفصل بين ما.. بين أفغانستان وبين العراق، إن للعراق خصوصياته ولأفغانستان خصوصياته، أريد أن ألفت نظر الأستاذ الضيف إلى نقطة واحدة عندما جاءت حكومة مؤقتة إلى أفغانستان، هل ضغطت أميركا على الحكومة المؤقتة الأفغانية لفتح سفارة إسرائيلية في أفغانستان؟ أن.. عندما نقرأ التاريخ ونستطيع أن نملأ هذا البرنامج بقراءات تاريخية، فأنا بإمكان أن أطلع وأخرج الملف الأسود الذي اتبعه النظام العراقي في ضرب القضية الفلسطينية تحت حزامها.

د. أشرف بيومي: وملف الملكية العراقية..

صادق الموسوي: في يومٍ ما عندما كان.. عندما كان.. عندما كان ميتشيل عون عندما كان ميشيل عون في..

د. أشرف بيومي: الملك فيصل ونوري السعيد..

صادق الموسوي: الذي كان.. الذي كان ميشيل عون في لبنان بدعم إسرائيل بضرب الحركة الوطنية في لبنان، كان صدام حسين يبعث بالأسلحة يدعم بها ميشيل عون في ذلك الوقت، ومن قتل القيادات الفلسطينية غيره؟ نوري السعيد والملكية هذا حديث أنا لا أريد أدخل فيه، لأنه نحن ندعو إلى حركة.. إلى حكومة ملكية جديدة منفصلة نوعاً ما عن الحكومة الملكية القديمة لا تدخلني في هذا.. نحن أنا عندي قضية اليوم اسمها الملف العراقي.

د. أشرف بيومي: مبروك.. مبروك.. مبروك..

صادق الموسوي: نعم، مبروك.. مبروك عليَّ عراق خالي من صدام حسين، ومبروك عليَّ عراق حر، عراق يملأ.. مملوء بالديمقراطية وبالحرية، عراقي يسافر إلى بلد العالم عزيزاً كريماً لا بهذه الذلة التي ألبسناها صدام حسين متشردين 4 مليون في خارج العراق..

د. أشرف بيومي[مقاطعاً]: أي الديمقراطية اللي عملها الأميركان في الكويت!!

صادق الموسوي: يا.. لأ، لماذا أنت تجعل من الشعب العراقي كبش فداء لأفكارك البالية، نحن لسنا في عالم نقف نرفع السلاح ونحارب أميركا، أميركا ليست عدوة لنا، أميركا عندها سياسات خاطئة في المنطقة نحن نختلف معها، نحن نختلف مع أميركا في سياسات كثيرة في المنطقة.

د. أشرف بيومي: هذه نكتة، هذه نكتة..

صادق الموسوي: أن صدام حسين لا يختلف عن شارون..

د. أشرف بيومي: أميركا ليست عدو لنا هذه نكتة..

صادق الموسوي: نعم، هذه نكتة بالنسبة إلك.

د. أشرف بيومي: هذه نكتة، شكراً عشان ضحكتني والله..

صادق الموسوي: أميركا ليست.. هل هي عدوة لمصر؟ لأ، هل هي عدوة لمصر؟ أنت جالس في مصر، ومصر تأخذ مساعدات من أميركا 2 مليار و12 مليون..

د. أشرف بيومي: هي أول عدو للشعب المصري يا أستاذ، هي أول عدو للشعب المصري، فُوق..

صادق الموسوي: يا رجل.. يجب أن.. تنازل أولاً.. أولاً تنازل عن جنسيتك الأميركية وبعدين قُل عنها عدوة، تنازل أن أعطتك الحرية فترة من الزمن وأعطتك أشياء كثيرة.

د. أشرف بيومي: يا سيدي، آه يبقى لما جمانة.. آه.. أيوا.. أيوا ده يعكس ثقافتك يا أستاذ..

صادق الموسوي: نحن.. نحن.. نحن نتكلم..

جمانة نمور: يعني لو.. لو نعود إلى موضوع الحلقة، يعني لو.. لو تسمحا لي يعني..

صادق الموسوي: طرحت.. طرحت.. طرحت.. طرحت رسالة الداخل، ولكن الصوت انقطع عندي، ما فاهم شنو صار تعليق على قضية رسالة الداخل للأسف.

جمانة نمور: لأ.. لأ..

صادق الموسوي: بعد أن قرأت رسالة الداخل انقطع الصوت عندي..

جمانة نمور: على كل حال..

د. أشرف بيومي: لن أُعلِّق على هذا الكلام..

جمانة نمور: يعني لم يتبق لنا الوقت لنُعيد عليك ما حدث يا سيد موسوي، لكن لدينا مشاركات يجب أن نحترمها واردة من مشاهدينا نحاول الإجابة عليها، هناك سؤال لو كانت أميركا تريد تغيير النظام في العراق، لماذا لم تغيره بعد حرب الخليج وكانت باستطاعتها؟ السؤال عن التوقيت لماذا الآن؟

هل أميركا ستأتي بحكومة تجند مليون مشاهد لتحرير فلسطين؟ يوسف محمد حربي يقول: كيف يمكن تغيير النظام العراقي دون وقوع ضحايا، أفلا نعتبر بما حديث للشعب الأفغاني؟ سيد موسوي يعني أنت تقول إن أفغنة ربما العراق غير واردة هناك أوجه شبه وهناك أوجه اختلاف، ولكن برأيك هل فعلاً بالسيناريو المطروح الذي لا تريد أن تطلعنا على تفاصيله سيد موسوي..

صادق الموسوي: أنا أُجيب على السؤال، أُجيب لا.. لا.. لا.. لا..

جمانة نمور: ما نريد أن.. أن نعرفه.. هل هناك..

صادق الموسوي: لا.. أجيب عن..

جمانة نمور: سيد موسوي، لم يتبق لديَّ الوقت أرجو الإجابة على هذا السؤال، هل هناك قاعدة أو أرضية ضمت كل أطراف المعارضة العراقية في مشروع الذي تُعد له أميركا والمعارضة لما.. لمرحلة ما بعد صدام إذا صح التعبير؟ هل المعارضة تشمل الجميع الأكراد في الشمال والشيعة في الجنوب، والمعارضة في الخارج؟

صادق الموسوي: نعم، ونحن.. ونحن.. ونحن في البدء نحن في المؤتمر الوطني هيأة رئاسية من.. من ستة جهات، الحزبين الكرديين، والشريف علي بن الحسين، والدكتور أحمد شلبي، والتيار الإسلامي والتيار القومي، وهناك اتصالات مع بقية الأطراف التي هي خارج المؤتمر الوطني، والتي جمَّدت عملها مع المؤتمر للوصول معها إلى نقاط مشتركة للتهيؤ لإقامة هذا المؤتمر العام للمعارضة العراقية وللخروج بإجماع لترتيب قيادة جديدة تنسِّق مع القيادة العسكرية لاستلام الوضع بعد تنفيذ سيناريو الضربة.

جمانة نمور: دكتور بيومي، يعني الكلمة الأخيرة في هذه الحلقة، لم يتبق كثير من الوقت، هناك سؤال ورد من السودان، برأيك هل تستطيع الدول العربية إبعاد الضربة الأميركية عن العراق في حالة عزم أميركا على ذلك؟

د. أشرف بيومي: نعم، فيه استطاعة، والشيء العجيب إن فيه مقالات هل يمكن الوقوف في وجه أميركا من أميركان أهاليهم أبوهم يعني عنده باسبور أميركاني، نعم، أنا عندي باسبور أميركي، لأني عملت سنوات طويلة كأستاذ بجامعة ولاية (ميشغن)، وإذا كان المقياس هو الباسبور، ففيه هنا صورة في الشرق أظن في القدس لأمير أردني بيطلق القبلات للإسرائيليين بمناسبة افتتاح معبر (رابين) آه..

جمانة نمور: دكتور.. نعم، دكتور بيومي، يعني..

د. أشرف بيومي: (نعوم تشومسكي) ورمزي كلارك.. كلمة أخيرة، نعوم تشومسكي..

جمانة نمور: دكتور بيومي، لقد انتهى الوقت، لقد أعطيتك كلمة أخيرة لنرى ماذا يمكن أن.. يعني شكراً وضحت لنا موضوع جواز سفرك.

د. أشرف بيومي: O.K، لا يمكن.. يمكن.. مش أنا اللي..

جمانة نمور: على كل حال انتهى وقت البرنامج، وفي نهايته لا نملك إلا أن نتوجه بالشكر لضيفينا صادق الموسوي (منسق العلاقات الوطنية في المؤتمر الوطني العراقي المعارض)، ودكتور أشرف بيومي (الرئيس السابق لفريق الملاحظين في برنامج "النفط مقابل الغذاء").

د. أشرف بيومي: لابد من مقاومة المخطط الأميركي..

جمانة نمور: دكتور بيومي، انتهى الوقت، نشكر معدي الحلقة أحمد الشولي، وحسن إبراهيم، ومخرجها فريد الجابري، وهذه جمانة نمور تستودعكم الله، إلى اللقاء.