تأمـــــلات

من طويل الذيل؟ وما قصة المثل "أذكى من إياس"؟

من بديع الكناية عند العرب أنهم يقولون: فلان طويل الذيل، كما يُقال أذكى من إياس، وأزكَن من إياس، والزَّكَن التفرّس في الشيء بالظنّ الصائب، فمن طويل الذيل؟ وما قصة المثل “أذكى من إياس”؟

واستعرضت حلقة (2021/11/2) من برنامج "تأملات" صورا من بديع الكناية عند العرب كقولهم فلان طويل الذيل: أي غنيٌ، وفلان جَعد اليدين: أي بخيل مُمسِك، وفلان حسنُ القميص: أي بريء من كلِّ عيب، وفلان لا يضع العصا عن عاتقه: أي كثير الأسفار، وفلان ألقى عصاه: كناية عن الإقامة وترك السفر، وفلان كثير الرماد: أي كثير الكرم وسخيّ.

ومن الكنايات اللطيفة عند العرب ما ذكرها الأدباء في الشيب والكبر، فيقولون: عرضَت لفلان فترةٌ، وعرضَ له ما يمحو ذنوبَه، وأقمرَ ليلُه، ونوّرَ غصنُ شبابه، وفضض الزمان أبنوسَه، وجاءه النذيرُ، وقرع ناجذَ الحلم، وارتاضَ بلجام الدهر، وأدرك زمانَ الحنكة، ورفضَ غُرّة الصِّبا، ولبّى دواعي الحجى.

أذكى من إياس

يُقال: أذكى من إياس، وأزكَن من إياس. والزَّكَنُ التفرّس في الشيء بالظنّ الصائب. والحديث عن إياس بن معاوية بن قرّة المُزَني، أبي واثلة، قاضي البصرة، وأحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء، ولد سنة 46 للهجرة وتوفّي سنة 122 في واسط.

ومما ورد في حدّة ذكائه وشدة فراسته أنه سمع نباح كلب لم يره، فقال: هذا نباح كلب مربوط على شفير بئر، فنظروا فكان كما قال، فقيل له: كيف عرفت ذلك؟، فقال: سمعت نباحه من مكان واحد فعرفت أنه مربوط، ثم سمعت بعد النباح صدى يُجيبه فعلمت أنه عند بئر.

ويحكى من ذكائه وفراسته: أنه لما تولّى القضاء تحاكم إليه رجلان في مال، فجحد المدّعى عليه، فقال إياس للمدّعي: أين دفعت إليه المال؟ قال المدّعي: عند شجرة في بستان، فقال له إياس: اذهب إلى تلك الشجرة لعلّك تتذكر المال. فذهب الرجل المدّعي، وأمسك إياس المدعى عليه عنده، ثمّ سأله بعد ساعة: أترى خصمك وصل إلى تلك الشجرة؟ قال: نعم، فقال إياس: يا عدو الله يا خائن، قم وأَدِّ إليه ماله. فأقرّ المدّعى عليه بالمال.

وضمّت حلقة "تأملات" فقرات أخرى متنوعة، منها: لغتنا البليغة، وأصل الكلمة، وفرائد الأبيات، ووقفات، وفصيح العامة، وتأملات لغوية، وأناقة العربية.