ما وراء الخبر

بعد ضم 4 مناطق أوكرانية لروسيا.. بوتين قد يوقف الحرب وهذه خيارات الناتو وأوكرانيا

توقّع ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” أن تشهد الساحة الأوكرانية مزيدا من التصعيد الخطير على خلفية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا ضم 4 أقاليم أوكرانية إلى الاتحاد الروسي.

وأعرب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري عن اعتقاده أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدا عسكريا متبادلا بين روسيا وأوكرانيا، لأن الروس سيدافعون عن الأراضي التي أعلنوا أنها تابعة للاتحاد الروسي، وفي المقابل لن يوافق الأوكرانيون على أن تقتطع أراضيهم منهم.

وكان الرئيس الروسي وقّع على وثائق تقضي رسميا بضم 4 أقاليم أوكرانية (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون) إلى الاتحاد الروسي. وقال بوتين إن تلك الأقاليم التي شهدت استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا باتت جزءا من أراضيها. وهي خطوة رفضتها أوكرانيا والأمم المتحدة ودول غربية والولايات المتحدة التي أقرّت عقوبات جديدة على موسكو.

وفي حديثه لحلقة (2022/9/30) من برنامج "ما وراء الخبر"، استبعد الدويري أن تستعجل روسيا في استخدام السلاح النووي في دفاعها عن المناطق الأوكرانية التي تقول إنها أصبحت تابعة للاتحاد الروسي، لأن لديها العديد من الأوراق التي قد تحقق لها الأهداف التي تسعى إليها في أوكرانيا.

وأوضح أن بوتين قد يعيد قراءة المشهد، ويقوم بتوحيد ودمج القدرات البحرية والجوية والصاروخية لتحقيق الأهداف التي يقول إنها أصبحت أكثر وضوحا.

ونوّه الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن الرئيس الروسي سيرى أن هناك أراضي روسية محتلة، وأن الحديث لم يعد عن عملية عسكرية خاصة وإنما إعلان الحرب والتعبئة العامة لا الجزئية.

كما توقع الدويري أن تواصل الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والأوروبيين دعمهم لأوكرانيا، وذلك بمساعدات آنية لتلبية متطلبات المعركة ومساعدات على المدى المتوسط مثل صواريخ هيمارس ومنظومات الدفاع الجوي.

جر روسيا إلى مستنقع أوكرانيا

ومن جهته، رجح الخبير في شؤون الأمم المتحدة الدكتور عبد الحميد صيام أن يؤدي قرار الرئيس الروسي ضم 4 مقاطعات أوكرانية إلى احتمالين: إما بداية العملية السلمية أو الدخول في مرحلة تصعيد خطير إذا قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عضوية أوكرانيا. فقد يعلن بوتين انتصاره، ويوقف القتال من طرف واحد، وينتظر الرد من الطرف الآخر، وربما ستكون هناك عودة للمفاوضات مع الطرف الأوكراني، وذلك إذا كانت هناك نية لدى الغرب بعدم التصعيد في حرب روسيا على أوكرانيا.

ووفق المتحدث، فإن الرئيس الروسي بعد أن وجد نفسه متورطا يحاول إعادة ترتيب القوات الروسية وإرجاعها إلى المنطقة الحدودية ذات الأغلبية الروسية.

غير أن الجيش الروسي وبعد ضم 4 مناطق أوكرانية بشكل رسمي إلى الاتحاد الروسي سيواصل عملياته العسكرية من أجل الدفاع عن هذه المناطق، وذلك حسب كلام صيام الذي أشار إلى أن طلب كييف الانضمام إلى الناتو سيشكل حرجا للحلف، ورجح أن يتردد الناتو في اتخاذ القرار بهذا الخصوص.

وحول خيارات كييف والدول الغربية إزاء هذا الواقع الجديد، رأى الخبير في شؤون الأمم المتحدة أن هدف الغرب هو جرّ روسيا إلى حرب استنزاف طويلة الأمد يعتقد أنها غير قادرة على تحملها، من خلال محاصرتها سياسيا واقتصاديا وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية، ولذلك ستعمل الدول الغربية على زيادة تسليح القوات الأوكرانية لتكون كييف مستنقعا للقوات الروسية كما حدث معها سابقا في أفغانستان، وستستغل في ذلك حالة التململ التي بدأت تظهر داخل روسيا.

ومن جهة أخرى، قلّل ضيف حلقة برنامج "ما وراء الخبر" من أهمية الردود المنددة بضم روسيا أراض أوكرانية، وقال إن موسكو ضمت شبه جزيرة القرم عام 2014 وتقبّل العالم ذلك رغم عدم اعترافه بذلك الضم، وهناك حالات مماثلة وقعت وتعامل معها المجتمع الدولي بالطريقة نفسها.