ما وراء الخبر

استفتاءات في مناطق أوكرانية.. هل تجر بوتين لمواجهة مباشرة مع دول الناتو؟

شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني أولكسندر ميريزكو على أن القوات الأوكرانية ستستمر في تحرير الأراضي وإلحاق الهزيمة بالجيش الروسي، رغم الاستفتاءات التي انطلقت في مناطق أوكرانية.

ووصف ميريزكو الاستفتاءات التي انطلقت في مناطق موالية لروسيا في أوكرانيا بأنها "مزيفة" وتنتهك القانون الإنساني الدولي وقوانين الأمم المتحدة، وأنها لن تغير من الأمر الواقع شيئا ومن حسابات أوكرانيا التي قال إنها ستواصل قتال القوات الروسية.

واعتبر -في حديثه لحلقة (2022/9/23) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ما أطلق عليها "جرائم الضم" ستظهر أن روسيا غير جدية، وأنها تغلق الباب أمام التسوية الدبلوماسية، داعيا المجتمع الدولي إلى التعامل مع موسكو على أساس أنها دولة "إرهابية مجرمة"، ومؤكدا أن الغرب سيواصل دعمه لأوكرانيا بالأسلحة.

ووسط تنديد من جانب كييف والقوى الغربية، انطلقت اليوم الجمعة استفتاءات الانضمام إلى روسيا الاتحادية في المناطق الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا (شرق)، وفي منطقتي خيرسون وزاباروجيا الخاضعتين لسيطرة الروس (جنوب).

أما مدير البرامج في المجلس الروسي للعلاقات الدولية آيفان تيموفيف فحدّد أهداف روسيا من وراء إجراء استفتاءات في الأراضي الأوكرانية في نقطتين: الأولى أن يكون هناك إطار لشرعنة دمج المناطق المعنية بالاستفتاء، وثانيا أن روسيا تبعث برسالة للغرب مفادها أن الوجود الروسي في تلك المناطق ليس مؤقتا وأنها لن تتخلى عنها أبدا.

وتوقع استمرار ما أسماها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وربما على نطاق واسع بدليل التعبئة الجزئية التي أعلن عنها الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا، مبرزا أن دمج أراض أوكرانية ضمن الاتحاد الروسي لا يتناقض مع الأهداف المعلنة لموسكو منذ بدء حربها على كييف، وهي نزع سلاح أوكرانيا ومنعها من الانضمام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO).

ومع استبعاده انتهاء الحرب في أوكرانيا في المستقبل القريب، رجح تيموفيف عدم لجوء روسيا لاستخدام الأسلحة النووية لأنه يشمل مجازفات خطيرة، وأن تلجأ الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا في ردها على الاستفتاءات إلى فرض المزيد من العقوبات على موسكو، في حين أن دولا أخرى قد تمتنع عن التعبير عن موقفها، في مقابل اعتراف البعض الآخر بنتائج هذه الاستفتاءات.

استفتاءات باطلة

ووفق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد، فإن الاستفتاءات باطلة لتعارضها مع القانون الدولي، فلا يمكن ضم مناطق بناء على موقف طرف واحد واستثناء الطرف الآخر، مؤكدا أن الأمم المتحدة لن تعترف بنتيجة الاستفتاءات في الأراضي الأوكرانية الموالية لروسيا، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي سيعتبرها تغييرا في المنظومة الجغرافية القريبة منه.

وتسعى موسكو من خلال تلك الخطوة -يواصل أستاذ العلوم السياسية- أن تظهر للغرب أنها لن تتخلى عن المناطق الموالية لها في شرقي أوكرانيا وحول خيرسون وغيرها، ويمكن أن يكون الوضع بعد عملية الاستفتاء في تلك المناطق منطلقا للتفاوض مع أوكرانيا، لكن الأخيرة لن تقبل بذلك.

ومن جهته، توقع ماجد استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا لمدة أطول، وقال إن كلا من كييف وموسكو في مأزق الآن. ورغم أن المبادرة العسكرية بيد أوكرانيا، فإن روسيا لديها قدرات قد تستعملها لاحقا.

وعن خيارات المجتمع الدولي في التعامل مع الوضع الراهن، رأى ضيف حلقة "ما وراء الخبر" أن دول حلف شمال الأطلسي لن تتراجع عن الدعم الذي تقدمه لأوكرانيا، ورجح أن تفرض عقوبات جديدة على روسيا، التي قال إنها من جهتها تراهن على عامل الوقت وأن تشعر الشعوب في الدول الغربية بالتعب من هذه الحرب بسبب تداعياتها الاقتصادية عليهم.