ما وراء الخبر

التعبئة الجزئية في روسيا.. هل بوتين جاد في استخدام الأسلحة النووية؟

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة موسكو، ستانيسلاف بيشوك أن التعبئة الجزئية في روسيا هي إشارة من موسكو إلى كييف والغرب بأنها مستعدة لحرب استنزاف طويلة المدى في أوكرانيا.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة موسكو أن التعبئة الجزئية التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تكن معروضة في فبراير/شباط الماضي، ما يعني أن الوضع قد تغير، وأن مجريات المعارك على الأرض لم تجر كما خططت لها روسيا.

وكان بوتين أعلن التعبئة الجزئية للجيش، وقال -في خطاب له- أن بلاده تتعرض لتهديدات بالسلاح النووي، وأن لدى روسيا أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية، وطالب الحكومة بتوفير أموال لزيادة إنتاج الأسلحة.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن التعبئة الجزئية ستشمل 300 ألف شخص لن يتم استدعاؤهم بشكل فوري، وإن الأسباب التي دعت القيادة الروسية إلى اتخاذ هذه الخطوة، تعود إلى أنها تواجه قدرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا.

وأشار بيشوك إلى أن المواطنين الروس يشككون في الرواية الرسمية، بشأن ما سماها العملية العسكرية في أوكرانيا والانتصارات التي يتحدثون عنها، وبشأن أرقام الخسائر، وشكك بدوره بالأرقام الرسمية الروسية التي تؤكد أن 80% من الروس يدعمون الحرب التي شنتها بلادهم على أوكرانيا.

تغطية على الإخفاق الروسي

أما الدبلوماسي الأميركي السابق في موسكو، الدكتور دونالد جنسن فرأى أن التعبئة الجزئية التي تحدث عنها بوتين قد جاءت للتغطية على تراجع القوات الروسية أمام القوات الأوكرانية، وتعرض الروس لخسائر كبيرة في الحرب، وقال إن التعبئة الجزئية تهدف لتأمين الممر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، وهو ما تحدث عنه أيضا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة موسكو. 

واعتبر جنسن -في حديثه لحلقة (2022/9/21) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الإخفاقات العسكرية للروس في أوكرانيا بدأت تتحول إلى أزمة سياسية، وبعض الحلفاء شرعوا في التراجع عن مواقفهم الداعمة لموسكو.

وبشأن اتهام بوتين للغرب بدفع كييف لنقل العمليات العسكرية إلى أراضي بلاده وتهديد روسيا بضربات نووية، قال الدبلوماسي الأميركي السابق إن بوتين أخفق في تحقيق أهدافه المتمثلة بالزج بالولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي "الناتو" في حربه مع أوكرانيا، مشددا على أن هذين الطرفين لن يستخدما الأسلحة النووية، لكنهما لن يسمحا باستخدامها.

وتوقع أن تستمر الحرب الروسية على أوكرانيا لبضعة شهور أخرى.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، هاجم قرار نظيره الروسي بإعلان التعبئة الجزئية، ووصف تهديده النووي بأنه متهور. كما اتهم بايدن -في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- روسيا بأنها انتهكت من دون خجل، المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة. وفق قوله.