ما وراء الخبر

زيارة بيلوسي إلى تايوان.. ما هي أوراق الصين للرد على واشنطن؟

علق رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان بالقول إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول أن تحظى بالكعكة وتأكلها في الوقت نفسه.

ووصف الضيف الصيني زيارة بيلوسي إلى تايوان بأنها رسمية بطبيعتها، بحيث يصاحبها وفد كبير من الكونغرس الأميركي، وهي -أي الزيارة- تمثل في نظر الصين انتهاكا تاما لسياسة "الصين واحدة"، مشددا على أن بكين لن تقبل بهذا الانتهاك.

وبينما أكد أن الزيارة تأتي في وقت تحتاج فيه واشنطن لمساعدة بكين في عدة قضايا أضاف غاو -في حديثه لحلقة (2022/8/2) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ما أقدمت عليه رئيسة مجلس النواب الأميركي يعطي الانطباع بأن الحكومة الأميركية تدعم استقلال تايوان التي هي جزء من الصين، حسب قوله.

ونفى أن تكون الخطوة الأميركية تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال إن القضية تتعلق بجزيرة تايوان التي قال إن الصين لم تستخدم القوة لتحريرها وإنما اعتمدت على الوسائل السلمية، وأن الولايات المتحدة التي اعترفت -يضيف المتحدث- بالجمهورية الصينية عام 1979 عليها أن تختار بين هذا الاعتراف وبين الاعتراف بتايوان.

وحول حدود رد الفعل الصيني إزاء ما تعتبره بكين استفزازا أميركيا، تحدث رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية عن أوراق لدى بلاده، منها إمكانية طرد السفير الأميركي من بكين، والإحجام عن مساعدة الولايات المتحدة كما فعلت خلال الأزمة المالية عام 2008، مؤكدا أن الصين مستعدة للدفاع عن سياسة "الصين واحدة" مهما كانت التكلفة.

الحد من التوتر

وبرأي مدير البرامج الحكومية والدبلوماسية في مجلس شيكاغو للشؤون العالمية ماثيو أبوت، فإن زيارة بيلوسي تشكل فرصة للإعراب عن دعم واشنطن للديمقراطية في تايوان، وقال إن الذراع التنفيذية للدولة في الولايات المتحدة لا تملي على الذراع التشريعية، مذكرا بأن هذه الزيارة سبقتها زيارات سابقة لمسؤولين أميركيين إلى تايوان، منها زيارة 7 أعضاء من مجلس الشيوخ.

وعن التقارب الروسي الصيني على ضوء موقف موسكو الذي انتقد زيارة بيلوسي إلى تايوان، قال الضيف الأميركي إن ما حدث يشكل فرصة لروسيا، لأن تركيز اهتمام الولايات المتحدة سيكون في جنوب شرق آسيا وليس في أوكرانيا التي أعلنت عليها موسكو الحرب.

وعن الموقف الأميركي في حال قامت الصين بالتصعيد، أوضح أن ذلك سيؤدي إلى توحيد آراء الجمهوريين والديمقراطيين، لكنه أعرب عن قلقه من احتمال التصعيد، داعيا جميع الأطراف إلى الإبقاء على قنوات التواصل من أجل الحد من التوتر.

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أدانت زيارة بيلوسي إلى تايوان، قائلة إنها تضر بشكل خطير بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان.

كما أعلنت وزارة الدفاع الصينية أنها ستبدأ عمليات عسكرية محددة ردا على هذه الزيارة، وذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" (Global Times) المحلية أن الجيش الصيني سيجري تدريبات عسكرية -بما في ذلك تدريبات بالذخيرة الحية- في 6 مناطق حول تايوان من يوم 4 إلى 7 أغسطس/آب الجاري.