ما وراء الخبر

أزمة الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. لماذا تتخبط بيروت بمواجهتها؟

مع اتفاقهما على أن إسرائيل تتعمد فرض أمر واقع في منطقة بحرية متنازع عليها في حقل”كاريش”، اختلف ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” في تشخيص موقف الدولة اللبنانية من النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي، وسيم بزي أن "العدو الإسرائيلي" بدأ عملية التنقيب عن الغاز في حقل "كاريش" في منطقة ما زالت موضع نزاع ولم يبت فيها حتى الآن بين لبنان وإسرائيل.

واتهم في تصريحات لحلقة (2022/6/7) من برنامج "ما وراء الخبر" الوسيط الأميركي في مفاوضات لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود، أموس وهوكشتاين بالتواطؤ مع الإسرائيليين، وقال إنه قدم عرضا لا يخدم مصلحة لبنان، متحدثا عن غياب أميركي متعمد بغرض الاستفادة من الأمر الواقع الذي سيحدثه وصول السفينة اليونانية "إنرجان باور" إلى المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل للتنقيب عن الغاز في حقل "كاريش".

ووصف الوسيط الأميركي بأنه "الخصم والحكم"، لكنه شدد على أن موقفا رسميا لبنانيا موحدا يجري إعداده لمواجهة الوسيط الأميركي الذي سيصل بيروت لاحقا لبحث واستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على إنهائها.

وتحدث الكاتب والمحلل السياسي عن تفاصيل أزمة الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وقال إن الذي فاوض على اتفاق الإطار لترسيم الحدود البرية والبحرية كان رئيس البرلمان نبيه بري، ثم انتقل الملف إلى الرئيس ميشال عون.

وأشار إلى وجود تنسيق وتفاهم بين الرؤساء الثلاث، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان بشأن النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل، مبرزا أيضا أن في مفاوضات الإطار لم تكن هناك خطوط بعينها.

ويذكر أن مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي انطلقت برأس الناقورة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، واستمرت 5 جولات حتى مايو/أيار 2021، وأهم أسباب تعليقها إبراز الجانب اللبناني خرائط جديدة لإثبات حق لبنان حتى الخط 29 الذي يتضمن حقل كاريش كمنطقة متنازع عليها، وهي غنية بالنفط والغاز.

تخبط لبناني

أما الكاتب الصحفي، أسعد بشارة، فيرى أن إسرائيل تستغل ما وصفه بالتخبط اللبناني في ملف التفاوض وترسيم الحدود البحرية، وقال إن الوسيط الأميركي كان قد قدم عرضا مكتوبا للدولة اللبنانية، وصفه بالمتعرج.

غير أن الجانب اللبناني -يضيف بشارة- لم يقدم ردا رسميا على اقتراح الوسيط الأميركي، وهو" يستجدي" هذا الوسيط الأميركي بعد أن تعمدت إسرائيل فرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها تنتظر ترسيم نهائي.

وبحسب ضيف برنامج "ما وراء الخبر" فإن الرئيس عون وبري "مندفعان" لترسيم الحدود، وقال المحلل السياسي اللبناني إن حزب الله هو صاحب القرار، وإن لبنان يفاوض وكأنه أعمى.

يذكر أن إسرائيل تطالب بأن تقتصر المفاوضات على مساحة بحرية تقدر بنحو 860 كيلومترًا مربعا، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقا أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترًا مربعًا، وتشمل أجزاء من حقل "كاريش"، بينما يرى الوسيط الأميركي أن يكون التفاوض مقتصرا على مساحة تقدر بـ 860 كيلومترًا مربعًا.