ما وراء الخبر

رفض غربي للانقسام في ليبيا.. بيان فضفاض أم بادرة لحل الأزمة في البلاد؟

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي نزار كريكش أن الموقف الأوروبي الأميركي يريد إنهاء الجدل القائم بين الحكومتين في ليبيا، ليكون اتفاق جنيف هو الأساس ويأتي تغيير الحكومة القائمة في طرابلس بعد الانتخابات.

وأضاف -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/6/25)- أن هذا البيان فضاض وغير واضح ولكنه يشدد فقط على المضي في اتفاق جنيف الذي يقضي بإجراء انتخابات تتغير الحكومة بموجبها، وهو يؤكد مسار الأمم المتحدة الذي ينحي العنف والمساومات خلال تغيير الحكومة.

وكان بيان أميركي أوروبي مشترك قد أكد رفضه أي إجراء قد يؤدي إلى الانقسام في ليبيا أو الاستيلاء على السلطة بالقوة، وشدد على حاجة هذا البلد إلى حكومة قادرة على الحكم وإجراء انتخابات، وقد رحب رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا، بالبيان وكذلك فعل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

وبهذا الصدد، أوضح كريكش أن كل طرف في الداخل الليبي يؤول البيان لحسابه، حيث أخذ رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب الليبي فتحي باشاغا من النص أنه يجب الذهاب لحكومة موحدة تحكم كافة أجزاء البلاد حتى إجراء انتخابات.

تأويل مختلف

في المقابل، أوضح أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أخذ الجزء المتعلق بعدم وجود حكومة موازية والمضي قدما في اتفاق جنيف، مشيرا إلى أن صياغة البيان كانت توفيقية بين الدول التي تختلف مواقفها تجاه ليبيا، وهذا ما استغله كل طرف ليظهر أمام الرأي العام الليبي أنه هو المقصود بالبيان.

من جهته، وصف أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية وليام لورانس توقيت الموقف الأوروبي بأنه حرج وحيوي لأنه يأتي خلال انتهاء التفويض المعطى للفترة الانتقالية، مؤكدا أن المفاوضات في القاهرة لم تنجح بشأن القاعدة الدستورية للانتخابات في البلاد.

كما اعتبر أن البيان غامض بشكل متعمد، مشيرا إلى بعض الترابط بين الأزمة الليبية وحرب روسيا على أوكرانيا، "لأن ليبيا مع بلدان أخرى ستنتج 3 ملايين من الغاز".

وأضاف أنه على ليبيا أن تشارك بنصف مليون برميل من الغاز واستثمارات جديدة، ولذلك يمكن أن تلعب دورا كبيرا من أجل فرض الضغوط على روسيا حتى تستطيع أوكرانيا الدفاع عن نفسها.