ما وراء الخبر

ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.. لماذا تدعو إسرائيل جيشها للاستعداد لمواجهة محتملة؟

أكّد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني توفيق شومان أن لبنان ينتظر أن يأتي الرد من الإدارة الأميركية بشأن تهديد إسرائيل باحتمال حدوث تصعيد على الحدود مع لبنان، وشدد على تمسك الطرف اللبناني بموقفه.

ووفق شومان، فإن هناك جاهزية على جانب الحدود بين لبنان وإسرائيل منذ مدة، لكن الجديد هو في التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية استباقية في حال قام حزب الله بعمل عسكري، مؤكدا أن المعادلة في لبنان هي: لا غاز من حقل كاريش إذا لم يحصل اللبنانيون على حقوقهم من حقل قانا أو خط 29.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أصدر تعليماته للجيش كي يستعد لاحتمال حدوث تصعيد على الحدود مع لبنان، وخول المجلسُ الوزاري المصغر قادةَ الحكومة الإسرائيلية بإدارة أي تطور على الحدود الشمالية. يأتي ذلك بعد رفض تل أبيب التعديلات اللبنانية على الاتفاق الذي تم بوساطة أميركية، رغم حديث واشنطن عن تسوية وشيكة.

وبشأن رفض إسرائيل للتعديلات اللبنانية على مسودة واشنطن لترسيم الحدود البحرية، يرى ضيف حلقة (2022/10/7) أن بيروت لم تتقدم بتعديلات وإنما بتوضيحات تتعلق بآلية عمل شركة "توتال"، وبأن يكون ترسيم الحدود بشكل مؤقت لا نهائي كما تطالب إسرائيل، بالإضافة إلى وضع منطقة راس الناقورة التي تريد إسرائيل السيطرة عليها، وهو ما يرفضه الطرف اللبناني.

والنقطة الأخرى التي طلبت بيروت توضيحها في مسودة ترسيم الحدود تتعلق -بحسب شومان- برفض الطرف اللبناني ترسيم الحدود البحرية بشكل نهائي، حتى لا يجر ذلك إلى الحدود البرية، وبالتالي يكون هناك اعتراف بحدود الاحتلال الإسرائيلي ويخسر لبنان مئات الكيلومترات من أراضيه.

ومع تأكيده بأن التأخير في إنجاز الاتفاق ليس في صالح الطرفين، شدد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني على أن لبنان يتمسك بلاءات من بينها: لا تطبيع أمنيا مع إسرائيل، ولا ترسيم للحدود البرية والمائية.

كما رأى أن الولايات المتحدة تستعجل تنفيذ الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، لأنها تريد بدائل للطاقة الروسية.

حزب الله يتحكم في المفاوضات

وفي الطرف الإسرائيلي، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مئير كوهين إن تل أبيب دخلت المفاوضات لتحقيق هدفين هما: تحقيق ترسيم  حدود دولية مع لبنان، وتقاسم المصالح والأرباح بشأن عائدات الغاز وتعزيز اقتصادها وقوتها في المنطقة، ومن دون تحقيق الهدفين فما الداعي لتوقيع إسرائيل على الاتفاق؟

واتّهم الضيف الإسرائيلي حزب الله اللبناني باستغلال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وتهديد إسرائيل، ليس فقط بما يتعلق بحقل كاريش وإنما بكافة حقول استخراج الغاز على سواحل إسرائيل، مؤكدا أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في المفاوضات التي يقودها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وأن ولاءه هو لإيران لا للبنان.

وقال أيضا إن إسرائيل تريد الاتفاق لتخفيف الضغط الإيراني على لبنان، نافيا في ذات السياق أن تكون هناك علاقة بين الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ومسألة ترسيم الحدود.

وفي الجانب الأميركي، أكد البروفيسور ستيفن زونس أستاذ الأمن الدولي والسياسة الخارجية في جامعة سان فرانسيسكو المتخصص في سياسات الشرق الأوسط، أن التفاؤل الأميركي بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك كان حقيقيا، لكن الجانب الإسرائيلي -وإلى حد ما الجانب اللبناني- اختلفا حول قضايا صغيرة، لكنها تؤثر على الاتفاق.

وقال إنه لم يطلع على الملاحظات اللبنانية لأنها لم تنشر، لكن بناء على كلام الضيف اللبناني فهي معقولة، مبرزا أن الوضع الحالي في غاية الصعوبة وعلى إسرائيل أن توافق على بعض الأمور.

وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد يتعرض لضغوط، وأن الولايات المتحدة لا تريد أن ينتصر زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.