ما وراء الخبر

بعد الدعم الأميركي لأوكرانيا.. هل تستخدم روسيا ورقة الغاز؟ وماذا ستفعل أوروبا؟

قال الدبلوماسي الأميركي السابق في موسكو دونالد جنسن إن حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية تتصاعد رغم وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الكبرى، معبرا عن قلقه إزاء التحركات العسكرية من كلا الطرفين.

ورأى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/1/22)- أن المساعدة العسكرية لأوكرانيا طالما كانت ذات طبيعة دفاعية وليست هجومية، لأن الغرض منها هو ثني روسيا عن أي غزو والتصدي لأي تحرك عسكري روسي عبر الحدود.

وكانت أميركا قد أكدت تسليم أوكرانيا معدات عسكرية تشمل ذخائر، كدفعة أولى من المساعدات الأمنية التي تعهدت بمواصلة تقديمها لكييف، لدعمها في الدفاع عن أراضيها ضد ما سمته العدوان الروسي.

من جانبها نقلت شبكة "بلومبيرغ" (Bloomberg) أن واشنطن تبحث مع قطر ودول أخرى فرص إمداد أوروبا بالغاز الطبيعي، في حال نقص الإمدادات بسبب هجوم روسي على أوكرانيا.

ومن الجانب الروسي، ذهب رئيس المجلس الاستشاري الروسي للشؤون الخارجية فيودور لوكيانوف إلى أن الأزمة تتخذ مسارا تصعيديا بشكل متعمد من الجانب الروسي وقابله رد أميركي، معتبرا أن الجهود الدبلوماسية والسياسية ما تزال مستمرة، ولكن عندما تكون المفاوضات قائمة غالبا ما تقترن بعرض للقوة على مختلف المستويات.

سلاح الغاز

وعن سلاح الغاز في الحسابات الروسية، أكد أن روسيا لا تهدد بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا حتى في حال حدوث غزو روسي لأوكرانيا، مشددا على أنه لا مصلحة على الإطلاق للجانب الروسي لإعاقة إمدادات الغاز لأي سبب من الأسباب.

أما أوروبيا، فقد أشار زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس إلى أن هناك متابعة أوروبية دقيقة وتخوف من أن يكون هذا التوتر مقدمة لبعض العمليات العسكرية أو للمزيد من احتمالات الحرب في أوكرانيا، كما أن واشنطن طالبت من بعض دول حلف شمال الأطلسي المساهمة بتزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية.

تجدر الإشارة إلى أن الموقف الألماني يختلف نوعا ما؛ لأن ألمانيا لها مشاريع اقتصادية ضخمة مع روسيا لا سيما خط الغاز "نورد ستريم 2″، وتفضل برلين أن يكون للدبلوماسية فرص أكثر من التوترات العسكرية.

أما باريس ولندن فهما أقرب في هذه المرحلة للموقف الأميركي؛ لأن هناك شعور أن روسيا تدعم بعض التيارات المتطرفة لإضعاف الوحدة الأوروبية.