ما وراء الخبر

رئيسي يحدد أولويات حكومته.. كيف ستنعكس على إيران والمنطقة؟

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، عماد آبشناس، إن تأكيد الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي اليوم العمل على رفع العقوبات يقصد به تفعيل القانون الخاص بهذا الشأن، من دون الإشارة إلى المفاوضات.

وأوضح آبشناس -في حديث لحلقة (2021/8/3) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن القانون -الذي سبق وأقرّه البرلمان الإيراني- يقضي بوقف طهران تنفيذ كل تعهداتها التي جاءت في إطار الاتفاق النووي عام 2015 إلى حين التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ تعهداتها، مشيرا إلى أن الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني تباطأ في تطبيق هذا القانون.

وأضاف آبشناس أن حديث رئيسي يعني أن طهران لن تعوّل في المرحلة المقبلة على المفاوضات مع الولايات المتحدة والقوى الغربية، كما كان حال سلفه روحاني.

واتفقت الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني، فاطمة الصمادي، مع ما ذكره الضيف الإيراني، مشيرة إلى أن الطروحات الانتخابية لرئيسي تحدثت عن "تحييد العقوبات"، ومن ثم فإن طهران لن تنتظر رفع هذه العقوبات عبر مفاوضات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وأضافت الصمادي أن توجه إيران نحو الصين أحد الخيارات التي سينتهجها رئيسي، وكذلك العمل على تحسين إدارة موارد البلاد عبر مكافحة الفساد، وهو أحد الشعارات التي رفعها في الانتخابات.

واستدركت الصمادي بالقول إن إيران تواجه صعوبات اقتصادية عدة بسبب ارتفاع نسبة التضخم ومعدلات البطالة، فضلا عن آثار تفشي فيروس كورونا، معتبرة أن كل هذا يفرض على الرئيس الجديد التحرك نحو إزالة العقوبات المفروضة على بلاده.

وذكّرت الصمادي بأن روحاني اتهم قبل أيام -في آخر مقابلة له مع التلفزيون الإيراني- البرلمان بإعاقة العودة إلى الاتفاق النووي بسبب القانون الذي سنّه في هذا الإطار، مضيفا أن حكومة خلفه رئيسي لن يكون بمقدورها التوصل إلى اتفاق إذا استمرّت سياسة مجلس الشورى على هذا النحو.

وفي انتظار أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم الخميس المقبل، أقيمت في طهران المراسم الرسمية لتنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، خلفا لحسن روحاني.

وقد حدد رئيسي -المحسوب على تيار المحافظين والذي فاز في انتخابات يونيو/حزيران الماضي- في حفل تنصيبه صباح اليوم الثلاثاء، الأولويات التي ستوجّه سياسات حكومته في المرحلة المقبلة، وأبرزها العمل على رفع العقوبات التي وصفها بالظالمة، والنهوض بالأداء الاقتصادي، موضحا أن لديه برنامجا طارئا وفوريا وجدّيا لحل 10 مسائل رئيسة في البلاد في مدة زمنية قصيرة.

بدوره، حدد المرشد الإيراني علي خامنئي -الذي أشرف على تنصيب رئيسي- أولوية إضافية، هي مواجهة "الحرب الإعلامية الناعمة"، قائلا إن من وصفهم بالأعداء يشنّونها على بلاده بغرض السيطرة على الرأي العام الإيراني.