ما وراء الخبر

هل للخصوم القدامى والمرأة مكان فيها؟ قلق وترقب لشكل الحكومة التي ستخرج بها طالبان

قال الكاتب والمحلل السياسي روح الله عمر إن المشاورات الجارية في حركة طالبان تهدف إلى إنشاء حكومة مشتركة، وهي في تقدم مستمر، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ بعض القرارات ولكن لم يعلن عنها حتى الآن.

وأوضح في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/8/29) أن المشاورات أسفرت عن تعيين بعض الوزراء والمسؤولين، علما أن أفغانستان تضم قوميات وعرقيات مختلفة، ولذلك من المحتمل أن تكون الحكومة المشتركة شاملة بعض الأطراف السياسية والجهادية القادمة بغض النظر عن بعض الشخصيات التي فرت خارج البلاد.

وتساءل الكاتب والمحلل السياسي فروغ تابش عن نوع السلام والشراكة التي تتحدث عنها حركة طالبان؛ فهل هي شراكة تتضمن أعدادا من الجهاديين والمسؤولين الحكوميين السابقين؟ مبينا أن الحكومة يجب أن تتطرق بشكل أساسي لحقوق الأقليات والمرأة.

تخوف شعبي

وتحدث عن وجود تخوف لدى الشعب الأفغاني من حركة طالبان التي حكمت في التسعينيات، فذكرياتها لا زالت حية في ذاكرة الشعب، ولذلك وجب تحقيق السلام المجتمعي في البلاد والمنطقة قبل القفز إلى استنتاجات عامة خاصة بالحركة.

وجاء ذلك على وقع ما أعلنته طالبان بشأن انفتاحها على إمكانية إشراك أطراف من خارجها في القيادة السياسية لمرحلة ما بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وأطلقت الحركة مشاورات في أكثر من اتجاه بحثا في ما يبدو عن توافقات تؤسس لوضع مستقر في البلاد التي عانت طويلا من ويلات الانقسامات والحرب.

وشدد تابش على أن هذه المهمة لا تبدو يسيرة النجاح؛ فالواقع الأفغاني يزدحم بفاعلين وعوامل سياسية وعرقية ومذهبية، تجعل من الشراكة السياسية تحديا يحتاج انخراطا ومن أعلى مستوى من الحركة في محاولات كسبه، وهو السياق الذي يندرج فيه لقاء زعيمها ونائبه مع قادة وزعامات قبلية وسياسية في قندهار، بما تملكه تلك المحافظة من رمزية عالية.

حقوق المرأة

ومن الناحية الحقوقية، قالت رئيسة شبكة المرأة الأفغانية محبوبة سراج إن حركة طالبان لو لم تؤمن بالمجتمع المدني وأهمية المرأة التي تشكل أكثر من نصف التعداد السكاني في البلاد، فإنها ستواجه صعوبة كبيرة في حكم أفغانستان.

وأرجعت ذلك إلى التغيرات الديموغرافية الحاصلة في البلاد، إذ ارتفعت نسبة وعي النساء في البلاد، ولذلك يتعين على الحركة أن تتعامل بحذر للغاية في المشاورات وإشراكها جميع الأقليات والعرقيات.

يذكر أن قيادات حركة طالبان تواصل بحث ترتيبات المشهد السياسي في أفغانستان بعد إتمام انسحاب القوات الأميركية، وهي المشاورات التي تضمنت لقاءً جمع لأول مرة وجها لوجه زعيم الحركة هيبة الله آخوند زاده ونائبه الملا محمد يعقوب وزعماء القبائل في قندهار.