ما وراء الخبر

لم تعد بعيدة عنها.. ماذا سيحدث لو سيطرت طالبان على كابل؟

بعد سيطرة حركة طالبان على عدد متزايد من الولايات وأصبحت قريبة من العاصمة كابل، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الجبار بهير إن طالبان باتت تناشد السياسيين الأفغان بشدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

واعتبر في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" -في حلقة 2021/8/13- أن الحركة تريد أن تكون هناك خطة واضحة للمستقبل والسلام في أفغانستان، ولكن ذلك لا يكون بتقاسم السلطة بين الأحزاب والقيادات السياسية.

وأشار إلى أن حركة طالبان تدرك أن هجومها على كابل لا يساعدها في الخطة السلمية التي تراها لمستقبل أفغانستان، فدخولها مدينة كابل سيقابله عدة تحديات، من أهمها أن المجتمع الدولي لا يقبل وصول الحركة للسلطة بالقوة.

وكانت حركة طالبان قد أعلنت سيطرتها على عدد متزايد من الولايات في أفغانستان خلال الساعات الماضية مقتربة شيئا فشيئا من العاصمة كابل، وسط دعوات لوقف القتال صدرت آخرها عن الاجتماع الدولي بالدوحة في بيان دعا فيه المشاركون للتسريع بحل سلمي، رافضين أي حكومة يتم فرضها بالقوة في البلاد.

فرصة للسلام

من جهته، رأى الأستاذ الجامعي والباحث في العلاقات الدولية فهيم سادات أنه لو واصلت طالبان تقدمها وفرضت سيطرتها على كابل، فإن ذلك لا يعني انتهاء الصراع والحرب، بل شدد على قناعته بأن حروبا داخلية ستندلع وستصبح كابل أبعد عن الاستقرار المنشود، وكذلك شدد على ضرورة الجنوح للحل السلمي، ووضع حد لمأساة عشرات آلاف النازحين عن مدنهم.

واستبعد الأستاذ الجامعي تمكن طالبان من السيطرة على كابل بسرعة، مرجعا سبب سيطرة الحركة على كثير من الولايات إلى فشل الإستراتيجية التي اتبعتها الحكومة، مشددا على أن طالبان تحتاج دائما إلى اعتراف المجتمع الدولي بها لتشكيل حكومة ناجحة تحصل على المساعدات الدولية لتنمية أفغانستان.

يذكر أن حركة طالبان تعهدت -وسط مخاوف إقليمية ودولية من تداعيات التطورات الميدانية المتلاحقة- بتوفير جو من الأمن والثقة للدبلوماسيين وموظفي السفارات والقنصليات والمؤسسات، كما أرسلت رسائل طمأنة لجيران أفغانستان بأنها لن تسبب لهم أي مشاكل. وقالت الحركة -في بيان- إن سيطرتها على مناطق ومحافظات بأكملها دليل على شعبيتها وقبول الشعب الأفغاني بها.