ما وراء الخبر

طرح مبادرة للحفاظ على وجود السودان.. هل حمدوك شريك في المسؤولية عن تردي الأوضاع بالبلاد؟

استغرب مؤسس ورئيس تحرير صحيفة “إيلاف” خالد التيجاني المبادرة التي طرحها رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، والتي قال إنها تأتي لحماية وجود البلاد، ووضع حد لتداخل المؤسسات السياسية والعسكرية.

وانتقد التيجاني -في تصريحات لحلقة (2021/6/22) من برنامج "ما وراء الخبر"- رفض حمدوك "المفاجئ" للعلاقة بين المؤسسات السياسية والعسكرية في السودان، مؤكدا أن حمدوك نفسه ظل طوال العامين السابقين يمتدح هذه العلاقة، ويصفها بأنها نموذجية.

ورفض الصحفي السوداني إطلاق اسم "مبادرة" على ما تقدم به حمدوك، وقال إن الأخير نسي أن الفترة الانتقالية محكومة بمرجعية محددة، تضبط وتراقب وتحاسب كل المؤسسات في البلاد، وتساءل عن سبب صمت حمدوك عامين كاملين، على ما اعتبره خللا، مؤكدا أن الرجل يمتلك الكثير من الصلاحيات التي تخوله لوضع حد لأي خلل يصدر عن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية.

لكن أمجد فريد المستشار السابق في مكتب رئيس الوزراء دافع عن الخطوة التي قام بها حمدوك، وأكد أن الرجل عمل كل ما في وسعه خلال وجوده على رأس الحكومة في العامين الماضيين، مشيرا إلى أن الفترة السابقة كانت تشهد صعودا وهبوطا، ولم تكن دائما تسير على الوتيرة نفسها.

ورأى المسؤول السابق أن مبادرة حمدوك جاءت في الوقت المناسب تماما، لإنقاذ السودان الذي يمر بحالة غير مسبوقة من التداخل في المصالح بين المؤسسات العسكرية والسياسية والتنفيذية بالبلاد، وتغول واضح للقوى العسكرية المتعددة وغير الموحدة.

وكان حمدوك تقدم اليوم الثلاثاء بمبادرة تدعو إلى توحيد كل القوى العسكرية السودانية تحت راية الجيش الوطني، وكذلك تنظيم العملية السياسية بالبلاد، ومنع تغول القوى العسكرية على المؤسسات السياسية والتنفيذية.

وفي سياق حديثه عن مدى تدهور المشهد العام بالبلاد، أكد فريد أن هناك بعض القوى السياسية والحزبية اختارت التبعية لبعض القوى العسكرية بالبلاد، سعيا لتحقيق مصالح مشتركة بين الجانبين، بغض النظر عن مصلحة الوطن العليا.

من جانبه، شكك التيجاني في نجاح "مبادرة" حمدوك، وقال إن رئيس الوزراء لم ينجح طوال وجوده بالمنصب العام في إصلاح واقع المؤسسات السياسية، فكيف له أن ينجح في إصلاح المؤسسات العسكرية؟

ومع أن فريد أقر بوجود تحديات أمام مبادرة حمدوك، فإنه أكد أن الشعب السوداني هو الضمان لتحقيقها، منوها إلى أن هذا الشعب سبق أن ثار ونجح في إسقاط نظام استمر 30 عاما وحكم الشعب بالحديد والنار.