ما وراء الخبر

ليبيا.. ما دلالات منع وفد حكومة الوحدة الوطنية من دخول بنغازي؟

اتهم الكاتب والباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم مجموعات سياسية ترفع شعارات فضفاضة ولا تتبع اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالوقوف وراء منع وفد تابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية من دخول مدينة بنغازي.

وأوضح بلقاسم -في حديث لحلقة (2021/4/26) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك انقسامات في شرق ليبيا بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وحفتر، كما أن هناك مجموعات محسوبة على حفتر لكنها غير منضبطة عسكريا، وهو ما أدى لمنع الوفد الحكومي من دخول المدينة.

وأشار بلقاسم إلى أن هذه المجموعات ترى نفسها الأحق بالتفاوض مع الجهات المختلفة باعتبارها ولية للدم، مشددا على رفض ما قامت به، ومحملا ما وصفه بـ"رأس الهرم" في شرق ليبيا المسؤولية عما حدث.

وأضاف بلقاسم أن هناك رفضا سياسيا وشعبيا واسعا لمنع الوفد من دخول بنغازي، لأن حكومة الوحدة الوطنية تحظى باعتراف وقبول من كافة الأطراف، مشيرا إلى أن الحكومة كسبت تعاطف المواطنين في بنغازي بسبب هذا الموقف.

وأوضح أن نصف حكومة الوحدة الوطنية من شرق ليبيا، كما أنه تم تكليف 11 وكيلا للوزارات المختلفة من الشرق أيضا -بينهم 6 مقربين من حفتر- قبل 24 ساعة فقط من هذه الزيارة.

في المقابل، رفض مدير المركز الليبي للبحوث والتنمية السنوسي بسيكري القول إن هذه المجموعات المسلحة لا تتبع حفتر، مشيرا إلى أن هذا لا يمكن أن يحدث في بنغازي تحديدا، لأن حفتر يحكم المدينة بالحديد والنار، ولا يسمح بأي انتقاد أو خروج عن مساره، على حد قوله.

وذكّر بسيكري بما حدث للنائبة المنتخبة سهام سرقيوة التي غُيبت قسريا منذ سنوات بسبب رفضها الحرب التي شنها حفتر على طرابلس، وربما تكون قد قتلت.

وتساءل عن السبب وراء عدم إصدار حفتر بيانا لرفض منع دخول الوفد الحكومي، أو التصدي لهذه المجموعات غير المنضبطة.

إشارة مهمة

وكانت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الليبية قد أعلنت تأجيل موعد اجتماع كان من المقرر أن يعقده مجلس الوزراء اليوم الاثنين في مدينة بنغازي إلى ما سمته موعدا لاحقا في أقرب وقت ممكن.

أما سبب التأجيل فهو -بحسب مصادر تحدثت للجزيرة- بسبب منع مسلحين ومدنيين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر وفدا حكوميا من دخول المدينة بعد هبوط طائرة كان يستقلها الوفد في مطار بنينا، للتجهيز للزيارة الأولى لرئيس الحكومة إلى بنغازي، وعقد الاجتماعات الحكومية فيها.

ويضم الوفد عددا من الأمنيين وأعضاء في جهاز المراسم، ومجموعة من الحرس الخاص برئيس الحكومة، وعددا من موظفي مجلس الوزراء.

من جانبه، قال السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت إن ما حصل يظهر أن هناك الكثير من العوائق التي تعرقل عملية المصالحة وإجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، لأن هناك مجموعات ترفض هذا المسار.

وأضاف ميليت أن منع دخول وفد تابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية إلى بنغازي يمثل إشارة إلى الليبيين والمجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهود من أجل تحقيق مصالحة شعبية حقيقية والتخلص من المجموعات التي تعيق هذه المصالحة.