ما وراء الخبر

إسرائيل تهدد بضرب أهداف نووية إيرانية.. حقيقة أم دعاية انتخابية؟

قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية مئير جافيدنفر إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لم تحمل جديدا، مشيرا إلى أنها تتكرر بشكل مستمر قبيل كل انتخابات في إسرائيل.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/3/5) من برنامج "ما وراء الخبر" أن إسرائيل قلقة في الوقت الحالي من عدم وجود مفاوضات مباشرة بين إيران والإدارة الأميركية، واستمرار طهران في تطوير برنامجها النووي وزيادة كفاءة تخصيب اليورانيوم، معتبرا أنه من غير المحتمل أن تهاجم إسرائيل إيران في حالة وجود مفاوضات بينها وبين أميركا.

وتابع أن إسرائيل غير مستعدة لتعكير علاقتها مع أميركا من خلال الهجوم على إيران، مشددا على تمسك تل أبيب بحقها العسكري في حال كان الاتفاق المرتقب بين واشنطن وطهران غير كاف في لجم النشاط النووي الإيراني، مستبعدا اتخاذ إدارة بايدن أي إجراء ضد تل أبيب، في حال قررت مهاجمة أهداف نووية إيرانية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد في اتصال هاتفي مع كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي أن إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وشدد وزير الدفاع في حكومته بيني غانتس على أن الجيش الإسرائيلي يكثف استعداداته لضرب مواقع نووية إيرانية وأهداف لحزب الله اللبناني.

في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبدالساتر إن التناغم في التصريحات الأميركية والإسرائيلية ليس بجديد، وهي حرب نفسية تنتهجها الدولتان منذ مدة طويلة، وسياسة الضغوط القصوى التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دفعت طهران إلى التخلي عن التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي السابق.

وأضاف أن إسرائيل معتادة على مثل هذه التصريحات من أجل ممارسة الضغوط على إيران لرفع سقف المفاوضات، مستبعدا قدرة إسرائيل على المواجهة العسكرية مع إيران، فضلا عن أن نتنياهو يستخدم الملف الإيراني من أجل الدعاية الانتخابية، والتهرب من المحاكمة في قضايا فساد تلاحقه.

من جهته، قال جوزيف سيرينسيوني عضو المجلس الاستشاري لوزير الخارجية الأميركي، إن الإدارة الأميركية لا تمانع التصريحات الإسرائيلية بل إنها ترى أنها مفيدة لدفع إيران لعملية التفاوض، مستبعدا أن يكون الخيار العسكري مطروحا على الطاولة في الوقت الحالي لدى أي طرف.

وأضاف أن نتنياهو لا يريد أن تتوصل أميركا إلى أي اتفاق مع إيران، بل يريد عملا عسكريا ضدها، محذرا من أن التصرفات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، قد تدفع إيران إلى اتخاذ ردود فعل عنيفة وتعطيل الحوار، مطالبا إسرائيل بالتوقف عن الهجمات العسكرية والتصريحات وترك المجال للعمل الدبلوماسي.