ما وراء الخبر

وزير القوات المسلحة البريطانية.. ملتزمون بسحب قواتنا من أفغانستان مطلع مايو لكن بشروط

قال وزير الدولة للقوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي، إن بلاده مثلها مثل الولايات المتحدة ملتزمة بما ورد باتفاق الدوحة بشأن سحب قواتهما من أفغانستان مطلع مايو/أيار المقبل؛ لكن ضمن شروط محددة.

وأكد هيبي في تصريحات لبرنامج "لقاء اليوم" بث بتاريخ 2021/3/25 إن اتفاق الدوحة، الذي جرى التوصل إليه في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي بين الولايات المتحدة وحكومة كابل وحركة طالبان، وحدد مطلع مايو/أيار المقبل لسحب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان؛ لكن بشرط أن تكون الحكومة الأفغانية وطالبان قد توصلتا لاتفاق كامل فيما بينهما، فيما يتعلق بتقاسم الحكم ووقف القتال.

وبناء عليه أكد الوزير البريطاني أنه بالنسبة لبلاده وكذلك الولايات المتحدة الأميركية فإن موعد مايو/أيار المقبل ما زال قائما، غير أنهما ينتظران من الفرقاء الأفغان حسم الخلافات ووقف الصراعات بينهما، مشددا على أنه بدون توفير البيئة الآمنة التي تتضمن استتباب الأمن بأفغانستان، فإن القوات الأجنبية لن ترحل عن تلك الأراضي.

وفيما يتعلق بموقف بلاده من المبادرة، التي طرحتها السعودية مؤخرا لوقف الحرب في اليمن، أبدى الوزير البريطاني ترحيب بلاده الكامل بها، مشددا على أنه بعد سنوات من الحرب باليمن، أصبح الجميع يدرك أنه لا حل هناك بدون توافق الدول المعنية بالمنطقة، بما فيها دول الخليج مع الجارة إيران.

وأشار هيبي إلى التكلفة الإنسانية الباهظة، التي دفعها اليمنيون في هذه الحرب، والتي جعلت اليمن يعيش أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض.

وفي موضوع الهجمات التي يشنها الحوثيون على السعودية، أكد الوزير البريطاني أن بلاده تساند حق الرياض بالدفاع عن أراضيها، وصد أي هجوم تتعرض له، وتحدث عن الدعم العسكري البريطاني الذي تقدمه المملكة المتحدة للمملكة السعودية منذ عام 2019، والذي يشمل الدعم بأجهزة الرادار سعيا لصد وكشف صواريخ الحوثي.

أما فيما يتعلق بالتعاون العسكري مع العراق، فأشاد الوزير بالمستوى الذي وصلت إليه القوات العراقية بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، وأكد على دعم بلاده المتواصل للقوات العراقية ولقوات البشمركة في الحرب التي تخوضانها مع "الجماعات الإرهابية"، وقال إن جائحة كورونا أثرت إلى حد ما على الوجود العسكري البريطاني هناك، غير أنه عبر عن أمله بتعزيز التعاون بعد تحسن الظروف.

واعترف الوزير أنه بعد عقود طويلة من الحروب، التي خاضتها دولته مع دول العالم الكبرى، فإن النصر لم يكن حليفا لهذه القوى الدولية سواء في العراق أو أفغانستان، وقال إنه رغم تمكن القوى الدولية من إزالة نظام صدام حسين وهزيمة تنظيم الدولة في العراق؛ إلا أنها لم تتمكن من القضاء تماما على الجماعات المتطرفة هناك، ولم تتمكن لغاية الآن من إعادة الاستقرار والهدوء، رغم آلاف الجنود الذين أرسلتهم للحرب هناك، وملايين الجنيهات التي دفعت.

وقال إن الأمر نفسه ينطبق على أفغانستان، التي دخلتها القوات الدولية لهزيمة طالبان، وها هي بعد كل هذه السنوات من الحرب التي كلفت الكثير من الأرواح والأموال تجلس على الطاولة لتفاوض طالبان؛ مما يعني أن الحروب لا تحسم بالتفوق العسكري أو بوفرة المال.

وفيما يتعلق بمراجعة الحكومة الشاملة التي حذرت من تعرض المملكة المتحدة لهجوم كيمائي أو بيولوجي عام 2030، قال الوزير البريطاني إن هذه المعلومات جاءت من قنوات استخبارية لا يمكن الكشف عنها في الأحاديث التلفزيونية.

واعتبر الوزير أن هذه المعلومات منطقية، ومن الممكن أن تكون واقعية، معتبرا أن الهجوم الذي نفذته روسيا ضد معارض روسي وابنته أثناء وجودهما على الأرض البريطانية كان بمثابة حرب كيميائية، وقال إنه رغم أن الهجوم استهدف شخصا بعينه، إلا أنه بعد تنفيذ الهجوم تم ترك المواد السامة بمسرح الجريمة؛ مما عرض حياة تلك المنطقة للخطر.

ولم يتردد الوزير البريطاني بموافقة ما جاءت به المراجعة الشاملة، والتي اعتبرت أن روسيا تعتبر التهديد الأكبر للمملكة المتحدة، حيث أشار مجددا للهجوم الكيميائي الذي نفذته ضد معارض روسي مقيم ببريطانيا، وكذلك تحدث عن هجماتها الإلكترونية للحملات الإعلامية التي قال إنها تقف وراءها لتضليل الرأي العام البريطاني.

أما فيما يتعلق بالصين، فاعتبر هيبي أنه من الصعوبة بمكان وضع الصين بالقائمة نفسها مع روسيا، وذلك نظرا لحجم التبادل التجاري الكبير بين البلدين؛ لكنه انتقد سياسات الصين تجاه أقلية الإيغور وهونغ كونغ، التي تعتبر معادية لمبادئ حقوق الإنسان التي تحترمها بريطانيا وتقدسها.

وفيما يتعلق بالدافع وراء التوصية بتقليص عدد الجنود في الجيش البريطاني، أشار الوزير أن هذه التوصية اتخذت بعد دراسة مستفيضة لتطورات العصر، والذي باتت التكنولوجيا هي العامل المسيطر عليه، ولم تعد الحروب تدار بالبارجات الكبيرة ومئات آلاف الجنود؛ بل إن الأمر أصبح مرهونا بأجهزة حاسوب صغيرة وطائرات مسيرة.

وفي ظل التطورات الحديثة، قال الوزير إن دولة ما قد تملك قطعا حربية ضخمة وأعدادا هائلة من الجنود؛ لكن قد يتمكن الطرف الآخر من هزيمتها قبل بدء المعركة، وذلك اعتمادا على المعدات التكنولوجية الحربية الحديثة.