ما وراء الخبر

لماذا لم تبدِ واشنطن ترحيبا كبيرا بمبادرة الرياض بشأن اليمن.. وماذا تريد طهران؟

قال الدكتور عبد الله الشايجي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت إن التساهل الذي أبدته الإدارة الأميركية الجديدة مع الحوثيين شجعهم على تصعيد هجماتهم على السعودية ورفض مبادرتها الأخيرة.

ووصف الشايجي ردة الفعل الأميركية -على المبادرة السعودية لإنهاء حرب اليمن- بأنها أقل من المتوقع، حيث لم يصدر أي بيان يرحب بالمبادرة، من البيت الأبيض أو الخارجية، رغم أنها تتضمن تنازلات سعودية غير مسبوقة، من شأنها إنهاء أزمة اليمن، التي وضعها بايدن في رأس أولويات برنامجه.

وقال الأكاديمي بجامعة الكويت إن الحوثيين رفضوا المبادرة السعودية امتثالا لأوامر طهران التي تريد أن تستخدم أزمة اليمن ورقة بيدها على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بملفها النووي، حيث تريد أن تستغل أزمة اليمن لإجبار واشنطن على القبول بالعودة للاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، ورفع العقوبات أولا قبل البدء بمفاوضات أوسع.

وأكد أستاذ العلوم السياسية قناعته بأن التساهل الذي أبدته إدارة بايدن مع الحوثيين منذ قدومها -سواء شطب اسمهم من قائمة الإرهاب، تخصيص مبعوث خاص للأزمة، وقف تصدير الأسلحة للسعودية- اعتبره الحوثيون بمثابة ضوء أخضر لتصعيد هجماتهم داخل العمق السعودي، وهو ما يفسر تطاولهم أكثر على المملكة عما كان الوضع عليه في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

لكن محمد الشرقاوي، أستاذ الصراعات الدولية في واشنطن، قلل من أهمية عدم إصدار البيت الأبيض بيانا يرحب فيه بالمبادرة السعودية، وأكد أن ترحيب الناطق باسم الخارجية الأميركية إنما يعبر عن موقف الحكومة، وهذا أمر جيد، متوقعا أن تصدر بيانات أميركية في وقت لاحق للإشادة بالمبادرة التي قال إنها تستند إلى مبادرة أميركية وأخرى أممية لإنهاء أزمة اليمن.

وقال أيضا إنه إذا كانت طهران تريد أن تخلط أوراق أزمتها مع الولايات المتحدة -بشأن أزمتي اليمن والملف النووي- فقد تجد نفسها في لحظة ما بمواقف متعارضة مع الحوثيين، وإن هذا الخلط لم يكن في صالحها.

وعاد الشايجي مستبعدا هذا السيناريو، وأكد أن الحوثيين لم ولن يخرجوا من تحت العباءة الإيرانية، وأنهم سيأتمرون بأمرها، ولا مانع لديهم من خلط الأوراق معا.