ما وراء الخبر

إسرائيل تعلن بدء تشكيل تحالف مع دول عربية لمواجهة إيران.. لماذا الآن؟ وما فرص نجاحه؟

قال محلل الشؤون الدبلوماسية في قناة “كان” الإسرائيلية عميحاي شتاي إن إسرائيل تسعى من وراء التحالف الذي تبحثه مع عدة دول عربية إلى تشكيل آلية تفاهم للتعامل مع ما أسماه التهديد الإيراني لأمن المنطقة.

ونقل شتاين عن مصادر إسرائيلية وصفها بالمطلعة تأكيدها أن البحث في تشكيل هذا التحالف لا يزال في بداياته، وأن إسرائيل بحثت الموضوع مع عدة دول عربية، بينها البحرين والإمارات والأردن، ولكنه أشار إلى أن بعض الدول العربية مترددة، وقد ترفض المشاركة في التحالف.

وحسب تصريحات شتاين -التي أدلى بها لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقته بتاريخ (2021/3/2)- فإن إسرائيل لا تسعى للوصول إلى ميثاق دفاع مشترك مع الدول العربية ضد إيران، بل تريد التوصل لآلية تفاهم في كيفية التعامل مع "الخطر" الذي تشكله الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استقرار وأمن المنطقة ودولها.

وأضاف أن التحالف الذي تسعى إسرائيل لتشكيله سيهتم أيضا بمواجهة الأخطار والتهديدات التي تواجه المنطقة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، و"الجماعات الإرهابية"، مشددا على أن الموضوع لا زال في بداياته، وأن تبلوره إلى حقيقة على أرض الواقع يحتاج إلى اجتماعات بين المسؤولين الأمنيين في إسرائيل والدول العربية المعنية، ملمحا في الوقت ذاته إلى وجود اتفاقيات واجتماعات تجري تحت الطاولة ووراء الكواليس.

ماذا تريد إسرائيل؟

أما أستاذ الفكر السياسي في جامعة قطر محمد الشنقيطي، فأكد أن إسرائيل تسعى من وراء التحالف الذي تبحث عنه مع دول عربية إلى عدة أهداف؛ أهمها إرسال رسالة إلى إيران بأن إسرائيل قادرة على تحشيد جيرانها العرب ضدها.

أما الهدف الثاني فهو ما كشف عنه زعيم الماسونية العالمية بأن إسرائيل تسعى لتشكيل تحالف إقليمي جديد في المنطقة، وتكون هي زعيمته في مواجهة تركيا وإيران، وتكون الدول العربية مجرد تابع لها، لا سيما بعد غياب الدورين المصري والسعودي المؤثر في المنطقة.

كما أشار الشنقيطي إلى أنه، وحسب ما كشف عنه زعيم الماسونية العالمية، فإن إسرائيل تريد أن توجه التحاف الجديد لمواجهة تركيا أيضا، أي أنها تريد أن تزرع بذور الفتنة والعداء بين العرب والأتراك.

بدوره، أكد الكاتب السياسي الكويتي صالح المطيري أن التحالف الذي كشفت عنه إسرائيل ليس جديدا، بل إنها تعد العدة له منذ سنوات، مؤكدا أن دولا عربية تمشي في الركاب الإسرائيلي.

ومع ذلك، استبعد المطيري نجاح الهدف الإسرائيلي، لأن نجاحه يتطلب تغيير كافة المفاهيم الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك معنى الاحتلال والاستيطان والدفاع المشروع عن الأرض.

وشدد المطيري على أن مواجهة الطموح الإسرائيلي تكون بالتعايش العربي الإيراني، وبحوار جاد ومسؤول بين الطرفين يفضي لإنهاء كل المخاوف العربية من الأطماع الإيرانية، خاصة في ظل وجود إدارة أميركية جديدة أقل انحيازا لإسرائيل عن الإدارة السابقة.

وحمّل المطيري السياسة الإيرانية مسؤولية كبيرة في توجس عدة دول عربية، ودفعها للذهاب لإسرائيل بحثا عن أمنها واستقرارها.