ما وراء الخبر

هل ترامب كان المشكلة؟ لماذا عادت علاقات الناتو وأميركا إلى أحسن عهدها؟

خلفت فترة إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أزمة ثقة بين أميركا وحلف شمال الأطلسي، فهل يستطيع الرئيس الأميركي جو بايدن تجاوز الخلافات وبناء تحالفات مع الناتو؟

قال السفير الأميركي السابق لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) روبرت هانتر إن الرئيس الأميركي جو بايدن يؤمن بضرورة العلاقة القوية بين أميركا والناتو، ولذلك سيغير بشكل جذري الموقف الأميركي تجاه الحلف، متوقعا أن العلاقات ستكون إيجابية على عكس فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأضاف أن أميركا ستقدم نفسها في المرحلة القادمة على أنها ملتزمة كحليف إستراتيجي للناتو، مشددا على أن كل ما قام به ترامب كان مضرا -حسب قوله- ولا يمكن أن يدعمه أحد.

وسعيا لتحسين العلاقات بين الجانبين في ظل الاختلافات في المواقف والسياسات بين الجانبين التي تعمقت خلال الفترة الرئاسية لترامب، توقع هانتر أن يتم طرح كل الأمور للنقاش في مجلس الناتو، وكذلك الاعتماد على نتائج المحادثات الثنائية ومتعددة الأطراف، معتبرا أن أميركا جاهزة للعمل مع الدول بشكل أحادي والحلفاء بشكل كلي حتى في ظل وجود خلافات.

كارثة ولكن

من جهته، وصف منسق الحكومة الألمانية للتعاون الألماني الأميركي سابقا كارستن فويغت ترامب بأنه كان "كارثة" -حسب تعبيره- على العلاقات الأميركية الألمانية وغيرها من أعضاء الناتو، ولكنه شدد على أنه يمكن الاعتماد على إدارة بايدن لتكون أميركا شريكا جيدا للناتو، رغم بعض الخلافات الطبيعية في أي تحالف ديمقراطي.

وتحدث المسؤول الألماني عن ثقة بين الطرفين، وقناعة بعودة الدور الأميركي الفاعل في الحلف بعد معالجة بعض القضايا المهمة، ومن أهمها طريقة التعامل مع روسيا، كما توقع فويغت أن يكون هناك موقف إيجابي أميركي إزاء الاتحاد الأوروبي، ثم التوافق حول مستقبل العلاقات مع الصين.

في المقابل، اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا أن الناتو لم يتغير فقط في فترة ترامب، بل تغير عند سقوط الاتحاد السوفياتي، معتبرا أن جغرافية ونوعية الأهداف تبدلت، ولذلك يجب تغير التحالفات والإستراتيجيات.

وأضاف أنه يجب التأقلم مع التغيرات الجيوسياسة، مشيرا إلى أن المسألة لا تتعلق بالثقة بالقدر الذي تتصل بالمصلحة القومية لكل بلد؛ "ففي أوروبا الشرقية مثلا هناك تخوف من المخاطر الروسية عند بعض الدول كبولندا، ولذلك فالمخاوف مختلفة بين أعضاء الناتو وكذا أميركا".

يذكر أن وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي اختتموا اجتماعات استمرت يومين، بحثوا خلالها عددًا من الموضوعات، بينها قضايا تتعلق بالعلاقة مع واشنطن. وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد عودة بلاده إلى قيادة الحلف، وإيمانها بحتمية العمل في إطاره، من أجل الوفاء بالتزاماتها.