ما وراء الخبر

هل تنجح وساطة موسكو في بعث الروح بالاتفاق النووي؟

قال أندريه فيدوروف، نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق، إن روسيا تنظر للاتفاق النووي باعتباره مهما للأمن العالمي، ومن ثم فإن العودة إليه قد تجنب العالم صراعات وأخطارا كبيرة.

وأضاف فيدوروف -في حديث لحلقة (2021/2/11) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن العودة إلى الاتفاق النووي تشكل أهمية خاصة لروسيا؛ لأنه يعطيها فرصة لإبرام اتفاقات اقتصادية وعسكرية مهمة مع إيران.

وأشار فيدوروف إلى أن الاتفاق النووي هو واحد من أوجه التعاون المحدودة لروسيا مع الولايات المتحدة.

وبالتزامن مع ما كشفه تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن إيران بدأت يوم الأحد الماضي إنتاج كمية من معدن اليورانيوم في موقع نووي يخضع لتفتيش الوكالة، قالت روسيا على لسان سيرغي ريابكوف، نائب وزير خارجيتها، إن بدء إنتاج معدن اليورانيوم في إيران لا يدعو للتفاؤل بشأن الاتفاق النووي الموقّع مع إيران.

وطالب ريابكوف طهران على خلفية هذا التطور، بضبط النفس والتعامل بمسؤولية تجاه خطة العمل الشاملة في إطار الاتفاق، معربا عن توقعه التوصل إلى حل وسط بشأن عودة إيران إلى الاتفاق النووي، قبل 21 فبراير/شباط، الموعد الذي حددته طهران لوقف العمل بالبروتوكول الإضافي، من أجل تجنب التصعيد.

واستبعد ريابكوف إمكانية رفع العقوبات الأميركية عن إيران دفعة واحدة، ودعا إلى المسارعة في بدء رفع هذه العقوبات.

وطالب ريابكوف الشركاء الأميركيين والأوربيين بما سماه التصرف بشجاعة، وتنفيذ الاتفاق النووي، مؤكدا ثقته في أن إيران ستلتزم بجميع تعهداتها في الاتفاق، إذا عادت واشنطن إليه.

كما دعا نائب وزير الخارجية الروسي الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى اتخاذ خطوة أولى لاستعادة الصفقة النووية الإيرانية، من خلال رفع العقوبات الاقتصادية. وأكد ثقة بلاده في تجاوب طهران السريع، على حد وصفه.

الضغط الأقصى

من جانبه، قال غاري سيمور، منسق البيت الأبيض لشؤون عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد إنقاذ الاتفاق النووي، الذي وُقع عام 2015 بأسرع وقت ممكن.

وأضاف سيمور أن روسيا يمكنها المساهمة في ذلك بالوساطة بين إيران والولايات المتحدة.

من جهته، قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران، حسن أحمديان، إن روسيا -باعتبارها طرفا في الاتفاق النووي- تتحسس من الخطوات الإيرانية؛ لكنها تتفهم أنها بمثابة ضغط إيراني في مواجهة الضغوط الأميركية لحمل الإدارة الجديدة على الرجوع إلى الاتفاق.

وأضاف أحمديان أن إدارة بايدن لم تتحرك حتى الآن تجاه حل أزمة الملف النووي، الأمر الذي دعا طهران للاستمرار في سياسة "الضغط الأقصى"، على حد قوله.