ما وراء الخبر

بعد 3 أعوام من انطلاقها.. ماذا بقي لتكمل الثورة السودانية مسارها؟

يرى الطاهر المعتصم، نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني الدولية أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بات يفتقد إلى السند الشعبي على غرار المكون العسكري، لكن باستطاعته الدعوة لمؤتمر دستوري يجمع القوى السياسية.

ويرى المعتصم، أن المسار الديمقراطي تعثر منذ إجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان التي اتخذها يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن حمدوك لم يعد يمتلك ذلك السند الشعبي كما كان في السابق، لكنه ما زال يمتلك بعض الإجماع الذي يؤهله للدعوة لعقد مؤتمر دستوري تجتمع فيه القوى السياسية من أجل حل الأزمة السياسية في البلاد.

وأوضح -في حديثه لحلقة (2021/12/19) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن الشارع السوداني غير مرتبط بالأشخاص، وكان قد رفض قرار حمدوك بوضع يده في يد من قام بإقصاء الشريك والمكون المدني في إشارة إلى الاتفاق السياسي الموقع بينه وبين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقال إن رئيس الوزراء لم يكن لديه حينها تفويض من المكونات المدنية.

وردا على سؤال حول الذكرى الثالثة للثورة للمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، أكد نائب رئيس تحرير صحيفة السوداني الدولية أن "ثورة ديسمبر" استعادت زخمها في هذا التوقيت، بدليل الجموع التي خرجت إلى الشارع في ذكراها، فضلا عن أن قوى الثورة هي في حالة توافق مع بعضها. ودعا ما أسماها بالقوى السياسية الثورية إلى ملء الفراغ من خلال تقديم الحلول للأزمة السياسية.

ويطالب الشارع السوداني المكون العسكري بأن يكون ضامنا لفترة الانتقال الديمقراطي وليس شريكا في اللعبة السياسية، كما يؤكد ضيف حلقة "ما وراء الخبر".

وكانت "لجان المقاومة" و"تجمع المهنيين" وقوى سياسية أخرى دعت إلى مظاهرات حاشدة اليوم الأحد في الخرطوم ومدن البلاد، رفضا للاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك وللمطالبة بحكم مدني كامل.

وجاءت الدعوة عشية ذكرى انطلاق ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 حين اندلعت احتجاجات عمت المدن والأحياء حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس عمر البشير يوم 11 أبريل/نيسان 2019.

مستقبل "مبهم وظلامي"

أما اللواء الدكتور، محمد جمال الدين، نائب مدير مركز الدراسات الدولية بالأكاديمية الأمنية فحذر من مستقبل "مبهم وظلامي" للسودان في حال استمر التصارع والانقسام بين المكونات المختلفة في البلاد، وقال إن لا طرف يمكنه إحداث التغيير بمفرده، لا الحكومة ولا قوى الحرية والتغيير ولا الشارع.

ودافع جمال الدين عن قرارات رئيس المجلس السيادي، وقال إنه حاول تصحيح مسار الثورة بكل إمكانياته، وفتح الباب على مصراعيه ودعا القوى السياسية للحوار، وهو الآن -يضيف المتحدث- مستعد للحديث مع الفئات التي تود ذلك.

وبينما أكد أن البرهان جاء بحمدوك مرة أخرى، وأن الشارع تراجع عن دعمه، اتهم نائب مدير مركز الدراسات الدولية بالأكاديمية الأمنية الشارع السوداني بأنه أصبح متطرفا ولا يسمع إلى شيء لأن الغضب بات يسيطر على كل مفاصل الحياة السياسية على مستوى الشارع.

يذكر أنه في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان حل مجلس السيادة والحكومة، واعتقال عدد من الوزراء. وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقّع البرهان، وحمدوك اتفاقا يعيد حمدوك رئيسا لحكومة جديدة، لكن المظاهرات تواصلت مطالبة بحكم مدني.