ما وراء الخبر

مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة في السودان.. هل وصلت رسالة الشعب؟

قال الصحفي والمحلل سياسي شوقي عبد العظيم إن الحشود التي خرجت اليوم أكدت تمسكها بالحكم المدني وقطعت الطريق أمام من يريد إيقاف الفترة الانتقالية من العسكريين والمدنيين.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2021/10/21) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن المظاهرات أرسلت رسالة واضحة بأنها ضد حكم العسكر للسودان، وحذرت من يريد خلق أزمة دستورية في البلاد.

وأضاف أن الحشود تؤكد رفضها المطلق للحكم العسكري، مؤكدا أن الحشود التي خرجت في كل شوارع السودان كانت عفوية وتطالب بالحكم المدني وتسليم الفريق عبد الفتاح البرهان الحكم للمدنيين، ونددت بما يعرف باعتصام القصر، وضد كل من يعرقل الفترة الانتقالية.

وتابع أن المجموعة التي تقول إنها أُقصيت من المشاركة في الحكومة هي مشاركة بالفعل ضمن حقائب وزارية مهمة، لكنها اليوم تصعّد خطابها وتطالب بتوسيع المشاركة في الحكم، "وكأنهم يريدون السيطرة على الحكومة بشكل كامل"، متهما أطرافا في الحكومة بالعمل على محاولة إسقاطها من أجل الانفراد بالحكم.

وقد خرجت مظاهرات في العاصمة السودانية وبقية مدن وولايات البلاد، لدعم الحكومة وقطع الطريق أمام ما سماها المتظاهرون "محاولات الانقلاب على مسار الانتقال الديمقراطي". يأتي هذا بموازاة استمرار اعتصام تحالف ما يسمى "بقوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني"، للمطالبة بحل الحكومة وتوسيع قاعدة السلطة.

من جهته؛ قال المحلل السياسي الرشيد محمد إبراهيم إن حجم المظاهرات في السودان اليوم -المؤيدة للحكومة والمعارضة لها- كانت متوقعة بسبب ما سماه "التحشيد المستمر والانقسام في الشارع السوداني منذ مدة".

وأضاف أن بعض المظاهرات في السودان شهدت تطورا ميدانيا وسياسيا بسبب مناداتها بإسقاط الحكومة، ومغادرة العسكر للحكم، مؤكدا أن الشعارات المرفوعة اليوم رد فعل على الاعتصام أمام القصر الجمهوري في الخرطوم المستمر منذ 6 أيام.

وأشاد بانضباط المتظاهرين بسلمية الاحتجاجات على الرغم من وجود طرفين متضادين في هذه المظاهرات، واصفا ذلك بالخطوة الجيدة في مسار العملية السياسية والديمقراطية في السودان، منوها في الوقت ذاته إلى أن الساحة السودانية بحاجة إلى قرارات لمعالجة القضايا المسيطرة على الساحة اليوم لوقف الاستقطابات.

واتهم أطرافا في الحكومة بالسيطرة عليها والعمل مع العسكر للالتفاف على مطالب الثورة، مؤكدا أن الاصطفاف الحاصل في الشارع اليوم دليل على إخفاق قوى الحرية والتغيير في إدارة الفترة الانتقالية، لأنهم لا يمتلكون رؤية وطنية موحدة، وهذا أكبر تهديد يواجه هذه الفترة.