ما وراء الخبر

الحوثي رفض الاتهام السعودي.. من استهدف الرياض بهجوم صاروخي؟

رجح الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، لقاء مكي، أن يكون الحوثي هو المسؤول عن الهجوم الصاروخي الذي قالت السلطات السعودية إنها أفشلته قبل أن يصيب هدفه بالعاصمة الرياض.

وبنى مكي اعتقاده هذا على أساس أن الحوثي يريد من هجومه تحقيق مكاسب سياسية بإيصال رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة، مفادها أنه قادر على أن يصل إلى كل بقعة في السعودية، وهو يريد أن يضع هذه الحقيقة على الطاولة في أي مفاوضات أو تفاهمات قد تجرى في المستقبل لإنهاء الأزمة اليمنية السعودية.

ورفض مكي -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/1/23)- تصديق نفي الحوثي مسؤوليته عن الهجوم واتهامه الرياض بأنها تسعى من وراء ذلك إلى التشويش عليه في الوقت الذي أعلنت فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عزمها مراجعة قرار تصنيف جماعته على أنها منظمة إرهابية.

وذهب مكي إلى تأكيد أنه لا يمكن للرياض أن تقدم على خطوة كهذه لأنها تصب في غير مصلحتها، مشيرا إلى أن إعلانها استهداف عاصمتها بهجوم صاروخي يحمل أضرارا معنوية أكبر بكثير من أي فائدة يمكن أن تجنيها من وراء التشويش على صورة الحوثي أمام إدارة بايدن.

يذكر أن السلطات السعودية أعلنت، اليوم السبت، إفشالها هجوما صاروخيا استهدف عاصمتها اليوم، واتهمت جماعة الحوثيين في اليمن بالمسؤولية عن هذا الهجوم.

بالمقابل نفى الدبلوماسي الأميركي السابق في اليمن، نبيل خوري، أن يكون الحوثي هو الذي نفّذ الهجوم خاصة أن وزارة الخارجية الأميركية بدأت الآن مراجعة قرار الإدارة السابقة بتصنيفه على أنه جماعة إرهايبة، وهو يدرك أن أي عملية من هذا النوع يقوم بها لن تكون في مصلحته أمام واشنطن.

وقال خوري إن الإدارة الأميركية تعاملت بتريّث مع الاتهام السعودي للحوثيين، ولم تسارع إلى تبنّي الموقف السعودي وكيل الاتهامات لأي جهة كما كانت تفعل الإدارة السابقة، لأنها تريد أن تتحقق أولا من مصدر الصاروخ الذي تتحدث عنه السعودية. وتساءل خوري: لماذا لا يكون الصاروخ آتيا من العراق، من قبل إحدى المليشيات هناك؟

يذكر أن السفارة الأميركية في السعودية دعت رعاياها هناك إلى اتخاذ الحيطة والحذر، دون أن تتبنّى موقفا بشأن الهجوم.

لكن مكي أكد أن القوات السعودية والبريطانية الموجودة هناك قادرة بسهولة على تحديد مصدر الصاروخ الذي استهدف الرياض، وما إذا كان قادما من الشمال أو الجنوب.

وردا على وجهة النظر القائلة إنه ليس من مصلحة الحوثي تنفيذ هجمات في الوقت الحالي، أكد مكي أن الحوثي ومن ورائه إيران يمارسون بهذه الهجمات نوعا من الضغط على إدارة بايدن، بغية إرباكها وعدم إعطائها وقتا للتفكير، و إجبارها على اتخاذ قرارات تصب في مصلحتهما، وذلك عن طريق القيام بهجمات كهذه، الهدف الوحيد منها هو إرسال رسائل محددة وليس إسالة دماء أو إحداث تدمير، ومفاد هذه الرسالة "أننا قادرون على الوصول إلى أهداف كثيرة في المنطقة وأن نكون مصدر إزعاح".

وفي هذا الصدد أشار مكي إلى الهجمات التي نفّذتها في العراق في الآونة الأخيرة مليشيات عراقية تأتمر بأمر طهران، رغم أن إيران تتطلع إلى إعادة ترتيب أوراقها وعلاقاتها مع إدارة بايدن.

بل إن مكي ذهب إلى القول إنه يخشى أن يكون لدى بايدن "فوبيا" من كل ما خلفه ترامب وإنه يريد التخلص منه، سواء كان ما تركه الرئيس السابق إيجابيا أو سلبيا، مشيرا في ذلك إلى توتر علاقة طهران وواشنطن في عهده وإلى موقفه من الحوثيين.

وفي هذا السياق أكد خوري أن بايدن أعلن قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه سيتبنّى سياسة مختلفة مع السعودية وسيفتح كثيرا من ملفاتها التي أغلقت في عهد ترامب، كما أنه سيتعامل بطريقة مختلفة مع ملفي إيران واليمن.