ما وراء الخبر

إسرائيل بجانب العرب تحت قيادة عسكرية أميركية.. دلالات السياق والتوقيت

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن توسيع منطقة عمليات القيادة العسكرية الأميركية الوسطى لتشمل إسرائيل يعني مشاركتها في تدريبات وعمليات عسكرية جنبا إلى جنب مع نحو 20 دولة عربية وعلى أراض عربية.

وأوضح الدويري -في حديث لحلقة (2021/1/15) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه تم تقسيم العالم إلى 6 مناطق جغرافية رئيسية، ووضعت قيادات عسكرية موحدة لكل منطقة، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تحرص دائما على أن تكون المنطقة الجغرافية ضمن أطر محددة تضمن نوعا من الانسجام.

وأضاف أن هذه المناطق تضمنت استثناءات، أبرزها ضم إسرائيل إلى القيادة الأوروبية رغم أنها دولة شرق أوسطية على حد قوله، ورغم وجود تبريرات لهذا في السابق فإن اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين دول عربية وإسرائيل دفعت الإدارة الأميركية لنقل إسرائيل إلى القيادة العسكرية الوسطى.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت -في بيان- أن الولايات المتحدة أجرت تغييرا على خطة القيادة الموحدة، ونقلت إسرائيل من منطقة عمليات القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا إلى القيادة الوسطى.

وجاء في البيان أن خفض التوترات بين إسرائيل وجيرانها بعد توقيع اتفاق "أبراهام" للتطبيع أتاح فرصة مهمة للولايات المتحدة لجمع الشركاء الأساسيين ضد التهديدات المشتركة في المنطقة.

وأضاف البنتاغون أن إسرائيل حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، وضمها إلى القيادة الوسطى الأميركية سيتيح فرصا إضافية للتعاون مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، مع الحفاظ على التعاون بين إسرائيل والحلفاء الأوروبيين.

ضغط يهودي

من جهته، قال أستاذ تسوية الصراعات الدولية في جامعة "جورج ميسون" محمد الشرقاوي إن البيت الأبيض استجاب لمبادرة من المعهد اليهودي لدراسات الأمن القومي الأميركي بضم إسرائيل إلى القيادة العسكرية الوسطى، في إطار ما وصفه بتطبيع الوجود الإسرائيلي عسكريا بعد التطبيع السياسي.

وأضاف الشرقاوي أن الشراكة الأميركية الإسرائيلية كانت دائما تدفع باتجاه أن تجد إسرائيل مكانها في القيادة العسكرية الوسطى، وأن تصبح أكبر منسق مع واشنطن في تعاملها مع العواصم العربية.

وأشار إلى أن الطرح السابق بضرورة إبقاء إسرائيل حليفا غربيا تغير الآن إلى ضرورة وجودها في القيادة العسكرية الوسطى باعتبارها حليفا شرق أوسطي من ذات الجغرافيا وذات التحولات السياسية وميزان القوى الجديد، وقد ساعدت مشاريع التطبيع الأخيرة اللوبي اليهودي في إقناع الإدارة الأميركية بذلك.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) قد اعتبرت أن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوسيع القيادة الوسطى تعني أن القيادة العسكرية الوسطى ستشرف على سياسة الجيش الأميركي في كل من إسرائيل والدول العربية.

وبحسب الهيكلية الجديدة، فإن القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط ستتعاون مع إسرائيل والدول العربية معا، باعتبار هذه الأطراف حلفاء مشتركين.

وقالت الصحيفة إن القرار يأتي في سياق ضغوط مارستها مجموعات موالية لإسرائيل كانت تدعو منذ وقت طويل إلى تشجيع التعاون العسكري، لمواجهة الخطر الذي قد تشكله إيران بالنسبة للمنطقة.