ما وراء الخبر

بعد أن شردهم وهدم بيوتهم.. إلى أين سيصل غضب المصريين من السيسي؟

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة سيف الدين عبد الفتاح أن إقدام الرئيس عبد الفتاح السيسي على هدم بيوت المصريين بحجة مخالفة قوانين البناء يزيد من حالة الاحتقان المتراكم لدى الشعب المصري.

ورغم المظاهرات التي تشهدها العديد من المدن المصرية منذ أيام احتجاجا على بدء السلطات المصرية هدم منازل المواطنين، ورغم الشعارات التي تملأ منصات التواصل الاجتماعي والتي يؤكد فيها المصريون رفضهم لبقاء السيسي في الحكم، فإن أستاذ العلوم السياسية أكد أن تحوّل هذه المظاهرات الغاضبة والحانقة ليس حتميا بالضرورة، موضحا أن للثورات قوانينها وظروفها وشخصياتها.

وفي تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2020/9/9) أكد أن الهدف الحقيقي من وراء هدم السلطات منازل المصريين هو حباية الأموال فقط، وذلك بعد أن أثقل السيسي كاهل الاقتصاد المصري بالديون، فأصبح بحاجة لمزيد من الأموال لسد جزء من الديون، لذلك لم يجد أمامه سوى تهديد المصريين بالتشريد من منازلهم إن لم يقوموا بتسوية مخالفة البناء بدفع الأموال.

وكان رئيس الوزراء المصري قد أعلن اليوم أن الدولة أمهلت المخالفين للبناء 6 أشهر تنتهي بنهاية الشهر الجاري، حيث منحتهم الفرصة لدفع المخالفات المترتبة عليهم بموحب أقساط تستمر حتى 3 سنوات ومن دون فوائد، إذا أرادوا البقاء في منازلهم، وهو الأمر الذي يؤكد أن الدولة مستعدة للقبول بما تسميه التعدي على أراضي الدولة والأراضي الزراعية إذا دفع لها المواطن المخالف الأموال.

وتأكيدا على قناعته بأن نظام السيسي يسعى فقط لجباية الأموال من المصريين، تساءل الأستاذ الجامعي عن سر صمت الدول طوال عشرات العقود على هذه الأبنية المخالفة، وتساءل عن سبب قيامها بإيصال خدمات الماء والكهرباء لها، ولماذا لم تتم محاسبة من سمح بإيصال الخدمات لها، مما سمح بتوارث أجيال لهذه المنازل.

غير أن الباحث والمحلل السياسي أحمد العناني رفض هذه الاتهامات للرئيس السيسي والسلطات المصرية، مؤكدا أن هدم المنازل المخالفة إنما يأتي في إطار بسط سيادة الدولة وحماية الأراضي الزراعية وبالتالي حماية اقتصاد البلاد.

وأنكر العناني وجود حالة غضب في الشعب المصري من قرارات الهدم الأخيرة، كما نفى وجود مظاهرات ضد السيسي الذي قال إنه يتمتع بشعبية عالية جدا داخل الشارع المصري، واعتبر ما يبث من صور عن مظاهرات بمصر أو شعارات ترفع ضد السيسي على منصات التواصل الاجتماعي ليس سوى محاولات من الإخوان المسلمين وبعض المنصات الإعلامية التابعة لهم خدمة لأجندة الإخوان، على حد زعمه.

وكانت منصات التواصل الاجتماعي قد امتلأت طوال الأيام الماضية بوسوم تطالب السيسي بالرحيل وأخرى تؤكد له أن الشعب المصري لم يعد يريده بالسلطة، كما أعاد المصريون رفع شعارات شبيهة تماما بشعارات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أسقطت الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

لكن مع ذلك، وبحسب العناني، فإنه لا مجال في مصر لأي ثورة ضد السيسي لأن المصريين يقدرون كثيرا الإنجازات التي حققها منذ وصوله للسلطة سواء على مستوى الاقتصاد أو البنية التحتية أو السياحة.

ورفض الباحث المقيم في القاهرة اتهام الدكتور عبد الفتاح للرئيس السيسي بأنه استولى على السلطة في مصر، مؤكدا أن الرجل وصل للسلطة بثورة شعبية وبانتخابات نزيهة.