ما وراء الخبر

أكثر من 300 رحلة شحن عسكرية.. لماذا تصر الإمارات وروسيا على توريد السلاح لحفتر؟

قال المحلل السياسي أحمد الرواياتي إن السياسة الروسية تقوم على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الليبية، حيث تحاول التعويل على الخيار العسكري كضامن دائم لوجودها.

وأضاف الرواياتي -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" (2020/9/3)- أن روسيا تجد دعما ماليا من الإمارات في ما تقدمه من دعم لقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، حيث تطمح روسيا لعدم الابتعاد عن القضية الليبية كما تريد أميركا، متوقعا أن تستمر في التحشيد العسكري دون التوصل إلى تسوية سياسية.

وأوضح أن الإمارات تغطي تكاليف الأسلحة المقدمة لقوات حفتر، لأن مخططها يتلخص في أن تعم الفوضى وتفشل ليبيا في التوصل إلى أي حل سياسي.

من جانبه، قال الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام إن هناك فريقا دوليا بتفويض من مجلس الأمن يراقب الوضع في ليبيا ويقدم تقارير دورية بكل حيادية ومصداقية، موضحا أن تاريخ الرحلات والوثائق والصور المرفقة بالتقارير لا يمكن دحضه.

وأضاف صيام أن هناك دولا لا تأخذ القانون الدولي بجدية من خلال عدم التزامها بوقف تسليح قوات حفتر وإصرارها على ممارسة أنشطتها غير الشرعية، مشددا على أن الإمارات هي التي تمول تلك الأسلحة، وهي التي أقنعت روسيا بالتدخل في ليبيا.

في المقابل، قال المحلل السياسي والإستراتيجي أندريه فرولوف إنه من الناحية الرسمية فإن روسيا تعترف بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس ولا تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، معتبرا أن ما يقال بهذا الشأن مجرد إشاعات، خاصة أنه لا توجد طائرات مباشرة من روسيا إلى ليبيا.

لا دليل
وأوضح فرولوف أن أغلب الطائرات المتجهة إلى ليبيا انطلقت من سوريا، ولذلك من الصعب تحديد حقيقة مصدر الأسلحة التي يتم نقلها من هناك، مشددا على عدم وجود أي أدلة رسمية تتعلق بضلوع أو مشاركة روسيا في دعم قوات حفتر.

يذكر أن مصدرا دبلوماسيا قال للجزيرة إن فريقا دوليا وثق تسيير روسيا أكثر من 300 رحلة شحن عسكرية، لدعم حفتر في ليبيا بين نهاية العام الماضي ويوليو/تموز من العام الحالي.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن تقرير أممي تأكيد تقارير أميركية إرسال روسيا والإمارات مئات الشحنات الجوية من المرتزقة والأسلحة لحفتر.