ما وراء الخبر

أرمينيا وأذربيجان.. هل تتوسع رقعة الحرب أو تسكن المدافع؟

اعتبر رئيس تحرير وكالة ترند للأنباء الأذربيجانية حافظ أوغلو أن ما تقوم به بلاده بمثابة رد فعل على تواصل احتلال أرمينيا لجزء من أراضي أذربيجان.

وشدد أوغلو -في حديث لحلقة (2020/9/29) من برنامج "ما وراء الخبر"- على أن أرمينيا تعرقل السلام في المنطقة رغم ادعائها عكس ذلك، داعيا أرمينيا للخروج من الأراضي الأذربيجانية التي تحتلها، وهي 7 مدن أذربيجانية إضافة إلى إقليم ناغورني قره باغ، وهي أراض يعترف العالم كله بأنها أذربيجانية.

ولليوم الثالث، يتواصل القتال بين أذربيجان وأرمينيا، على خلفية النزاع على إقليم ناغورني قره باغ. وزارة الخارجية الأرمينية اتهمت باكو بالتحضير لتوسيع ما سمتها رقعة عملياتها العسكرية العدائية، وأدانت ما وصفتها بخطوات أذربيجان لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

على الجهة الأخرى، أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمينية حاولت التقدم باتجاه المواقع الأذربيجانية في جبهتي فوزولي وجبرائيل، قبل أن تتصدى لها القوات الأذربيجانية، وتدمر 4 دبابات، وتوقع نحو 10 جنود بين قتيل وجريح، وتجبرها على التراجع.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أذربيجان وأرمينيا إلى وقف إطلاق النار، وحث رئيسيهما على تهدئة التوتر والعودة إلى المفاوضات. دعوة تعضد نداء موسكو الذي وجهته إلى جميع شركائها، خصوصا تركيا، من أجل بذل قصارى جهدها لإقناع الأطراف المتحاربة في ناغورني قره باغ، بوقف إطلاق النار والعودة إلى ما سمتها تسوية سلمية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

تركيا من جانبها أكدت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أن الحل الوحيد لمشكلة إقليم ناغورني قره باغ، هو انسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية التي احتلتها.

أما إيران -الجارة الثالثة المعنية بالقتال بين أرمينيا وأذربيجان- فقد أكدت أنها تتابع بدقة وقلق، التوتر في ناغورني قره باغ، وتعهدت ببذل كل ما تستطيع لتحقيق السلام بين باكو ويريفان.

من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في أرمينيا هوفهانز نيكوغوزيان أن المواجهة الحالية بين الدولتين هي الأسوأ منذ فترة، مشيرا إلى أن الحرب تتوسع شيئا فشيئا، متهما أذربيجان باستهداف المدنيين بشكل مباشر.

وأضاف نيكوغوزيان أن تركيا انضمت للحرب إلى جانب أذربيجان، عبر تقديم دعم جوي وتزويد بمقاتلات "إف 16″، وهو ما يُنذر بتوسع رقعة المواجهة.

في المقابل، نفى رئيس تحرير وكالة ترند للأنباء الأذربيجانية حافظ أوغلو أن تكون تركيا قد أمدت أذربيجان بطائرات "إف 16″، فضلا عن أن تكون أرمينيا قد أسقطت أيا منها.

وأوضح أوغلو أن أرمينيا نفسها لا تعترف باستقلال إقليم ناغورني قره باغ، كما لا توجد أي دولة في العالم تعترف باستقلاله، بما في ذلك إيران التي تدعم أرمينيا.

روسيا والنفط

من جهته، قال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إن الأمر بالنسبة إلى أذربيجان يتمثل في احتلال بعض أراضيها منذ عام 1994، الأمر الذي شكّل ضغطا عليها بسبب انعدام الحل السياسي، معتبرا أن عملية السلام المستمرة منذ ذلك الحين لم تقدم شيئا وفشلت المجموعة التي ترعى السلام برئاسة الولايات المتحدة في التوصل إلى حل للنزاع على مدى 25 عاما.

وأكد فريحات أن أطرافا إقليمية عديدة تتدخل في هذا النزاع، مُذكّرا بإعلان تركيا منذ اليوم الأول دعم أذربيجان، بينما تدعم إيران أرمينيا.

ورأى فريحات أن الصراع التركي الروسي ليس بعيدا عن هذا النزاع، مشيرا إلى أن عامل النفط مهم أيضا في الصراع، فأذربيجان تصدر النفط إلى تركيا عبر جورجيا، قبل أن تنقله تركيا إلى أوروبا، وهو ما يشكل خطرا على روسيا التي تحاول عرقلة هذا الخط حتى تتمكن من تصدير نفطها إلى أوروبا.

ومن جديد، عاد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في أرمينيا هوفهانز نيكوغوزيان ليؤكد أن أذربيجان ومن ورائها تركيا ترفضان وقف إطلاق النار.

وأرجع نيكوغوزيان فشل التوصل إلى اتفاق طوال السنوات الماضية إلى أن أذربيجان كانت "تقفز دائما من العملية السياسية والمفاوضات"، على حد قوله.