ما وراء الخبر

لهذه الأسباب تستعجل أميركا تحقيق المصالحة الأفغانية وهكذا تريد شكل أفغانستان الجديدة

قال الدبلوماسي الأميركي السابق في أفغانستان وباكستان جوني والش إن الولايات المتحدة تريد المسارعة في تحقيق المصالحة الأفغانية، حتى لا يكون انسحابها من أفغانستان مكلفا إنسانيا.

وأوضح والش المتخصص في الشأن الأفغاني والذي يشغل أيضا منصب كبير الباحثين في معهد السلام الأميركي -في تصريحاته لبرنامج ما وراء الخبر بتاريخ (2020/9/12)- أن الإدارة الأميركية تريد أن تسحب جنودها من أفغانستان وتنهي تماما حربا بدأتها هناك قبل 19 عاما، لكنها لا تريد أن يؤدي انسحابها لكارثة إنسانية يدفع الشعب الأفغاني فاتورتها نتيجة الصراع الداخلي الأفغاني.

وشدد والش على أنه بالرغم من الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للمصالحة الأفغانية، فإنها لن تتدخل في تفاصيل الحوار، وستترك للأفغان وحدهم أن يحددوا الشكل الذي ستكون عليه دولتهم. غير أنه أشار إلى أن أيا من الولايات المتحدة أو القوى والمؤسسات الدولية والحقوقية لن تواصل في المستقبل دعم أفغانستان، إن لم يتم احترام حقوق المرأة والإنسان ومعايير الديمقراطية فيها.

ورغم تأكيد والش على إدراك الأميركيين والجميع صعوبة المسار التفاوضي الحالي بين الحكومة وحركة طالبان، للوصول إلى تفاهمات بشأن بناء أفغانستان جديدة في المستقبل، فإنه أشار إلى أن طالبان أعلنت أنها تراجعت عن عدد من سياساتها "الخاطئة" التي كانت تنتهجها في الماضي.

لكن الصحفي والباحث الأفغاني بلال سرور، رفض التصديق بمزاعم أميركا أنها ستترك أفغانستان بشكل كامل بعد تحقيق المصالحة الأفغانية، ورجّح أن تبقي على عدد من قواتها فيها.

وقال سرور إن الأفغان ما زالوا يتذكرون الوضع الحرج الذي وصلت إليه بلادهم بعد انسحاب أميركا منها عام 1985، عقب هزيمة الاتحاد السوفياتي.

وتحدث سرور عن الآمال الكبيرة التي يعلقها الأفغان على المحادثات التي تجري في الدوحة، رغم إدراكهم أن الأمر تعترضه الكثير من العقبات والصعوبات التي يحتاج تجاوزها للكثير من العمل ويتطلب من طرفي الحوار تقديم عدد من التنازلات، مشيرا إلى أن طالبان سبق أن قدمت تنازلات في حوارها مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أكد الكاتب والمحلل القطري جابر الحرمي أن بلاده التي تستضيف الحوار الأفغاني وسبق لها أن رعت الحوار بين طالبان والولايات المتحدة، تدرك تماما حجم التحديات وطبيعة العقبات التي تعترض الحوار الأفغاني الحالي، وهي تضع الخطط لتفكيك هذه العقبات وتحقيق السلام المنشود للشعب الأفغاني، وفقا ما يراه الأفغان ويريدونه لأنفسهم وبلادهم.

وأشار الحرمي إلى أن الولايات المتحدة سبق لها أن طلبت من الدوحة التدخل في أكثر من ملف، من بينها المساعدة في تحرير جنود أميركيين لدى طالبان.