ما وراء الخبر

سلام دائم في السودان.. هل ينجح اتفاق الحكومة السودانية وحركات مسلحة في جوبا في تحقيقه؟

قال الكاتب والمحلل السياسي خالد التيجاني إنه تم توقيع العشرات من الاتفاقات سابقا لتحقيق السلام في جوبا، لكن غالبا ما يتم التراجع عن الالتزام بما تم التوقيع عليه، ويتم اللجوء إلى الحرب مرة أخرى.

وأضاف التيجاني في تصريحاته لحلقة الاثنين من برنامج "ما وراء الخبر" (2020/8/31) أنه رغم ظروف الاتفاق الخاصة التي جاءت في سياق تم تغيير النظام فيه فإنها لم تأت بشيء جديد على ما كان يتم التوقيع عليه سابقا.

وشدد على أن هذا الاتفاق هو مجرد خطوة لتحقيق السلام الشامل، ووصفه بأنه سلام شامل قد يكون فيه نوع من المبالغة.

من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفي الغالي شغيفات أن هذا الاتفاق خطوة انتظرها الشعب السوداني لأمد طويل، معتبرا أن تأخر هذه الخطوة يعود بالأساس إلى ملف الترتيبات الأمنية والتعقيدات التي صاحبت هذا الملف، فضلا عن وفاة وزير الدفاع السوداني السابق الفريق أول ركن جمال الدين عمر، إضافة إلى جائحة كورونا التي لازمت المفاوضات لفترة طويلة، وفرضت جهودا احترازية أخرت التوصل إلى الصيغة النهائية للاتفاق.

عراقيل وطموحات
وأضاف شغيفات أن هناك العديد من المشاكل التي تواجه الاتفاق، أهمها العدد الكبير للفصائل المسلحة، واختلاف هوية وأجندة كل فصيل وكذلك مطالبه الخاصة، مشيرا إلى وجود مطالب مختلفة، من أبرزها علمنة الدولة، والتقاسم العادل للثروة والسلطة، وكذلك محاكمة الجناة الذين ارتكبوا جرائم حرب وإنسانية في إقليم دارفور.

في المقابل، ذهب نور الدائم طه مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان للإعلام والعلاقات العامة إلى أنه ليست هناك مبالغة في وصف الاتفاق بالسلام الشامل، حيث تم التفاوض في 8 ملفات أساسية، بما فيها قضية محكمة الجنايات الدولية، كما تم وضع أسس واضحة لترتيبات أمنية تفضي إلى إصلاح القوات المسلحة السودانية، وكذلك تكوين قوة مشتركة لمساهمة في حفظ الأمن في دارفور.

يذكر أن الحكومة السودانية وحركات مسلحة وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق سلام في جوبا، وشاركت في الاتفاق -الذي يعالج قضايا، بينها تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية- أغلب الحركات المسلحة، فيما غابت عنه الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.