ما وراء الخبر

غاز شرق المتوسط.. حشد عسكري تركي في مواجهة العزل

قال أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية حسن البراري إن الاتفاق المصري اليوناني خطوة ضمن خطوات تستهدف عزل تركيا عن سوق الطاقة، مشيرا إلى منتدى شرق المتوسط للغاز الذي استبعد تركيا دون مبرر اقتصادي.

حلقة (11/8/2020) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت أبعاد التوتر الحالي بين تركيا واليونان ومدى ارتباطه بالسياق الإقليمي الذي يأتي فيه، والمآلات التي يمكن أن يبلغها هذا التوتر، وفرص احتواء مخاطره على شرق المتوسط.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد أكد أن تركيا اتخذت كل الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها في مناطق نفوذها البحرية شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وأكد بيان لوزارة الدفاع التركية، عقب اجتماع أكار مع قادة الجيش، أن سفينة التنقيب والمسح "أوروتش رئيس"، تعمل تحت حماية السفن التابعة للقوات البحرية التركية، في رسائل تأتي تأكيدا لغضب أنقرة التي حملت أثينا مسؤولية التوتر الراهن في المنطقة.

من جانبها، طالبت اليونان باجتماع عاجل للاتحاد الأوروبي لبحث المواقف التركية. أما أوروبيا فقد وصف المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية الوضع في شرق البحر المتوسط بأنه مقلق للغاية، وأنه يستدعي الحوار، لكنه أكد أن الاتحاد يتضامن بشكل كامل مع قبرص واليونان.

وقال الصحفي والمحلل السياسي اليوناني يانيس كوتسوميتيس إن اليونان بدأت منذ أيام مباحثات مع تركيا التي غضبت من توقيع بلاده اتفاقية مع مصر، وقررت استئناف عمليات المسح والتنقيب عن الغاز، الأمر الذي توقفت عنه اليونان في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات.

وأضاف كوتسوميتيس أن اتفاق اليونان ومصر لا يتعدى على أي منطقة تركية، مطالبا بأن تتحاور مصر وتركيا وقبرص واليونان للتوصل إلى اتفاق.

في المقابل، قال المحلل السياسي التركي غوركان زينغين إنه لم تكن هناك نية حسنة لدى اليونان في المفاوضات مع تركيا، مشيرا إلى أن اتفاق مصر واليونان يتعارض مع الاتفاق السابق لتركيا مع ليبيا.

من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري أن الخطوات التركية الأخيرة تأتي رفضا لمحاولات عزلها من قبل مصر وإسرائيل واليونان وبتحريض فرنسي ورعاية أميركية.

وأضاف البراري أن الاتفاق المصري الإسرائيلي السابق يسعي لتحويل مصر إلى مركز لتجارة الغاز على حساب خط الغاز الذي تحاول تركيا إنشاءه مع روسيا.

وأشار البراري إلى النظام المصري يمثل أجندات إقليمية لدول تجاهر في عدائها لتركيا، خصوصا الإمارات التي ترفض النموذج التركي في الحكم ممثلا في الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية، في مقابل نموذج الانقلاب العسكري في مصر الذي تدعمه.

لكن الصحفي اليوناني يانيس كوتسوميتيس نفى تدخل أطراف أخرى في اتفاق بلاده مع مصر، نافيا أي رغبة في عزل تركيا.

وأكد المحلل السياسي التركي غوركان زينغين جاهزية بلاده للتعامل مع السيناريوهات بشأن غاز المتوسط.