ما وراء الخبر

"طُعنت في الظهر من أعضاء بمجلس الأمن".. ما الذي أخرج غسان سلامة عن صمته بشأن ليبيا؟

بعد نحو 15 شهرا على الهجوم الذي شنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس، خرج المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة عن صمته ليكشف عن دور دول كبرى في دعم حفتر، وإن حرصت على التظاهر بغير ذلك.

وحاولت حلقة (2/7/2020) من برنامج "ما وراء الخبر" معرفة الدول التي يتهمها غسان سلامة بالنفاق ودعم هجوم حفتر على طرابلس والتآمر ضد مؤتمر غدامس، وما الذي دفعها لذلك؟ وما حجم التعقيدات التي أحدثتها مواقف تلك الدول في الأزمة الليبية؟ وما طبيعة الأدوار التي لا تزال تلعبها في ليبيا؟

وكان سلامة قد أوضح أن دولا مهمة في مجلس الأمن الدولي لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تآمرت ضد عقد المؤتمر الوطني في غدامس، الذي كان مقررا بعد أيام من بدء هجوم حفتر.

وأضاف سلامة أنه طُعن في الظهر من جانب غالبية أعضاء مجلس الأمن، الذين أكد أنهم أيدوا هجوم حفتر على طرابلس، في أبريل/نيسان 2019، وأن هذا الهجوم أوقف عملية السلام التي عملت عليها بعثة الأمم المتحدة لمدة عام كامل.

هذه المواقف حملت سلامة -وهو الدبلوماسي المخضرم- على وصف من سماهم قادة دول مهمة بأنه لم يعد لديهم ضمير، وعلى التأكيد على أن النظام الدولي القائم حاليا متضعضع تماما، حسب تعبيره.

ويرى الخبير في شؤون الأمم المتحدة عبد الحميد صيام أن سلامة سبق أن نبّه إلى هذا الأمر مرارا وتكرارا، مُذكّرا بأنه أشار سابقا إلى تسع دول تتدخل في النزاع الليبي، قبل أن يستقيل في مارس/آذار الماضي ويُضطر إلى حديثه الأخير الذي سمّى فيه الأشياء بأسمائها.

من جهته، اعتبر رئيس معهد الاستشراف والأمن بأوروبا إيمانويل دوبوي أن ليبيا ساحة صراع دولي، مشيرا بالأخص إلى تدخل كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، وبدرجة أقل بريطانيا.

لكن صيام رأى أن هذه الدول ليست على قدم المساواة، متهما فرنسا بشكل خاص بالتدخل في ليبيا، مشيرا إلى مقتل ثلاثة جنود فرنسيين عام 2016 في بنغازي أثناء دعمهم قوات حفتر.

وأضاف الخبير في شؤون الأمم المتحدة أن فرنسا وبمشاركة مصر والإمارات تعتقد أن ليبيا لا يلائمها حكم ديمقراطي، وأن حكم جنرال عسكري هو الأفضل.

ازدواجية الخطاب

من جانبه، اتهم الباحث والمحلل السياسي الليبي وليد أرتيمة المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة بازدواجية الخطاب في إدارة الملف، مشيرا إلى استخدامه "لغة ناعمة" في التعاطي مع هجوم حفتر على طرابلس وقتل المدنيين.

بيد أن عبد الحميد صيام اعتبر أن سلامة حاول أن يحافظ على تواصله مع طرفي النزاع حتى لا يفقد ثقة أي منهما، ومن ثم يفشل في مهمته.

وعاد رئيس معهد الاستشراف والأمن بأوروبا إيمانويل دوبوي ليؤكد أن فرنسا لم تختر الانحياز إلى طرف ليبي دون آخر، مشيرا إلى رغبة دولية عامة في العودة إلى طاولة المفاوضات.