ما وراء الخبر

سد النهضة.. أي خيارات للحزم المصري في مواجهة العزم الإثيوبي؟

قالت إثيوبيا إنه لا يمكن لأي جهة وقف العمل بسد النهضة، وإن تعبئته ستتم حسب الجدول المحدد، فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده تواجه تحديات قد تمثل تهديدات فعلية يجب التصدي لها بحزم.

حلقة ما وراء الخبر (2020/6/29) تساءلت عن دلالة عودة إثيوبيا لتأكيد عزمها المضي في ملء سد النهضة، وخيارات القاهرة والخرطوم إزاء موقف أديس أبابا بشأن السد.

ويرى يعقوب أرسانو مستشار وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي ونائب رئيس اللجنة العلمية في فريق المفاوضات الإثيوبي لسد النهضة أن عملية ملء السد تستند إلى الاتفاق الثلاثي الذي وُقّع في الخرطوم عام 2015 بين إثيوبيا ومصر والسودان.

وألقى أرسانو باللائمة على وسائل الإعلام التي حاولت إخراج نتائج الاجتماع الأفريقي الذي عقد مؤخرا عن سياقها بالإيحاء بتأجيل عملية ملء السد، على حد قوله.

في المقابل، قال الكاتب الصحفي المصري محمد العطيفي إن جزءا مما تم التوصل إليه حتى الآن ينص على عدم ملء السد بشكل أحادي، معتبرا أنه حتى إذا بدأت إثيوبيا في الملء الأول للسد فإن المفاوضات ستستمر.

وأوضح العطيفي أن مصر تمتلك ورقتين دبلوماسيتين عن طريق مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي.

زمام المبادرة

من جهته، اعتبر محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة حمد بن خليفة أن الإستراتيجية الإثيوبية واضحة منذ وضع حجر الأساس للسد في أبريل/نيسان 2011، وهي فرض أمر واقع، وعلى مصر والسودان أن يتكيفا مع ذلك، وبالتالي فهي لا تهتم بالمفاوضات باعتبارها تمتلك زمام المبادرة.

واعتبر الشنقيطي أن نقل قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن أو الاتحاد الأفريقي لا يغير من الأمر شيئا، مشيرا إلى أن دول حوض النيل كلها بجانب إثيوبيا باستثناء السودان.

وعبر الشنقيطي عن خشيته من أن تتحول أزمة سد النهضة إلى استقطاب بين العالم العربي وأفريقيا.

وعاد أرسانو ليؤكد أن إثيوبيا لن تخسر ثقة السودان بها، معربا عن أمله في ألا تخسر ثقة مصر أيضا التي عليها أن تدرك حق بلاده في التنمية، خصوصا أنها دعت مصر مرارا للانخراط في مفاوضات جادة، إضافة إلى الاطلاع على سير عمليات إنشاء السد، على حد قوله.

أما العطيفي فأكد أن مصر قادرة على حماية حدودها ومصالحها، كما أنها حريصة على التنمية في أفريقيا.