ما وراء الخبر

مئات الوفيات في عدن جراء الأوبئة.. ما دور الإمارات في ذلك؟

ناقشت حلقة (2020/5/16) من برنامج “ما وراء الخبر” تسجيل عدن نحو 700 حالة وفاة خلال النصف الأول من الشهر الجاري، بسبب تفشي عدد من الأوبئة كحمى الضنك والملاريا وفيروس كورونا.

قال عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة عدن، نبيل غانم، إن مدينة عدن تعيش وضعا صحيا كارثيا لم تشهد له مثيلا من قبل، حيث تعاني من انعدام كل مقاومات الحياة البشرية، وقد انهارت المنظومة الصحية كما انهارت كل البنية التحتية للمدينة، وبات الكادر الطبي يواجه الخطر وقد توفي العديد من الأطباء.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/5/16) من برنامج "ما وراء الخبر" أن عدن ومنذ تحريرها من مليشيا الحوثي لم تتم إعادة إعمارها، بل تعرضت إلى احتلال وإهمال متعمد من قبل قوات التحالف السعودي الإماراتي، وأن الأخيرة تتعمد تدمير عدن.

وتابع حديثه أن الإمارات تسعى منذ ما قبل تدخلها في اليمن إلى تدمير ميناء عدن ووقف العمل فيه، من أجل ألا ينافس ميناء جبل علي، متهما الإمارات بالسعي إلى إماتة عدن من خلال دعمها للمجلس الانتقالي عبر الانقلاب وإعلان الإدارة الذاتية، وهو الأمر الذي فاقم الأزمة الصحية.

وأكد أن الحكومة الشرعية تتحمل أيضا المسؤولية، كون الوضع مأساويا للغاية "لأننا في كل ساعة نودع صديقا أو قريبا ولا نعرف على من سيأتي الدور"، وأعداد الموتى بعدن في ازدياد سريع حتى وصلت إلى عشرات الوفيات في اليوم الواحد، وهو عدد كبير مقارنة بعدد سكانها.

وناشد غانم كل دول العالم وكل المنظمات الدولية بإنقاذ عدن سريعا، لمواجهة الأمراض وإعادة إعمار البنية التحتية، خصوصا الطبية منها.

من جهته، قال الكاتب أسعد بشارة إن التحالف السعودي الإماراتي يتحمل جزءا من مسؤولية الحالة التي تعيشها عدن، لأن الصراع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي زاد الطين بلة، كما أن الهدنة التي أعلنها التحالف في أبريل/نيسان الماضي لم تكن كافية، وعلى الرغم من تقديم التحالف بعض المساعدات الطبية فإنها لا تكفي.

وأضاف أن الصراعات في جزيرة سقطرى ومدينة عدن أصابت مهمة التحالف في الصميم ويجب أن تتوقف، ومسؤولية التحالف اليوم إيقاف الصراع العبثي وتطبيق اتفاق الرياض إذا ما كان صالحا في الأساس قبل أن يتحول اليمن إلى كارثة إنسانية، والجميع اليوم مسؤولون عن كل هذه الكوارث.

بدوره، قال محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمد بن خليفة، إن ما يحدث في عدن جريمة ضد الشعب اليمني وتكمن هذه الجريمة بفرض التحالف لحصار على كل الأراضي اليمنية، وكان بالإمكان أن تستمر الحرب دون الحصار والتجويع، متهما كل الأطراف المشاركة في حرب اليمن بالمسؤولية عن هذه الجريمة.

وأضاف أن من يتحمل المسؤولية الكبرى لما يحصل في عدن هي الإمارات والأطراف التابعة لها، كما أن التقارير تشير إلى أرقام كبيرة وكارثية من الموتى في اليمن، لكن القائمين على الحرب مستهترون بالشعب اليمني، ويجب أن تتوقف الحرب في اليمن ويتم إنقاذ الشعب اليمني من الوباء بأسرع وقت وقبل فوات الأوان.